التقرير الأسبوعي لبنك عوده: أسعار الأوروبوند عند أدنى مستوياتها على وقع مخاوف خفض تصنيف "ستاندرد أند بورز"

فيما تنحبس الأنفاس ترقباً لما ستحمله تقارير مؤسسات التصنيف العالمية ووسط توقعات متضاربة بشأن خفض التصنيف الائتماني للبنان، سجلت الأسواق المالية اللبنانية هذا الأسبوع تراجعات حادة في الأسعار في سوق سندات الأوروبوند لتبلغ أدنى مستوياتها على الإطلاق، كما واصلت سوق الأسهم مسلكها التراجعي وسط أحجام تداول خجولة، وظلت سوق القطع تشهد بعض التحويلات الصافية لصالح الدولار، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده. في التفاصيل، ألقت مخاوف خفض التصنيف بثقلها على أداء سوق سندات الأوروبوند اللبنانية، إذ سجلت تراجعات أسبوعية في الأسعار على طول منحنى المردود وصلت إلى 4.13 دولار. وهذا ما انعكس ارتفاعاً في متوسط المردود المثقل إلى مستوى غير مسبوق بلغ 13.48%. كما سجل هامش مقايضة المخاطر الائتمانية لخمس سنوات اتساعاً أسبوعياً مقداره 85 نقطة أساس ليبلغ 1155 نقطة أساس، علماً أنه اعلى مستوى تاريخي له. وفي ما يتعلق بسوق الأسهم، سجل مؤشر الأسعار تراجعاً طفيفاً نسبته 0.8% وسط انخفاض في أسعار أسهم "سوليدير" وبعض الأسهم المصرفية، فيما زادت أحجام التداول أكثر من الضعف بالمقارنة مع الأسبوع السابق لتبلغ زهاء 2.2 مليون دولار. وفي ما يخص سوق القطع، سجل بعض التراجع في أحجام التحويلات لصالح الدولار نحو نهاية الأسبوع على أثر التطمينات التي بثها رئيس الوزراء اللبناني بعد عودته من الولايات المتحدة الأميركية إضافة إلى الحديث عن احتمال منح لبنان فترة سماح لمدة ستة أشهر من قبل مؤسسات التصنيف العالمية قبل البت بشأن خفض تصنيفه.

الأسواق


في سوق النقد: انخفض معدل الفائدة من يوم إلى يوم من 25% في نهاية الأسبوع السابق إلى 7% يوم الجمعة، إثر تراجع نسبي في أحجام التحويلات لصالح الدولار في سوق القطع نحو نهاية الأسبوع. في موازاة ذلك، سجلت الودائع المصرفية المقيمة تقلصاً قيمته 557 مليار ليرة خلال الأسبوع المنتهي في 8 آب 2019، وفق آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان. ويعزى هذا التقلص إلى انخفاض الودائع المقيمة بالليرة بقيمة 524 مليار ليرة وسط تراجع في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 359 مليار ليرة وتقلص في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 165 مليار ليرة، إضافة إلى تراجع الودائع المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 33 مليار ليرة (أي ما يعادل 22 مليون دولار). في هذا السياق، سجلت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) تقلصاً مقداره 543 مليار ليرة وسط نمو في حجم النقد المتداول بقيمة 84 مليار ليرة وتراجع في سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 70 مليار ليرة.

في سوق سندات الخزينة: أظهرت النتائج الأولية للمناقصات بتاريخ 22 آب 2019، أن مصرف لبنان سمح للمصارف الاكتتاب بكامل طروحاتها في فئة السنة (بمردود 6.50%) وفئة الخمس سنوات (بمردود 8.0%). في موازاة ذلك، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 15 آب 2019 اكتتابات بقيمة 191 مليار ليرة، توزعت بين 6 مليار ليرة في فئة الستة أشهر (بمردود 5.85%) و61 مليار ليرة في فئة الثلاث سنوات (بمردود 7.50%) و124 مليار ليرة في فئة السبع سنوات (بمردود 9.0%). في المقابل، ظهرت استحقاقات بقيمة 237 مليار ليرة، ما أسفر عن عجز اسمي أسبوعي بنحو 46 مليار ليرة.

في سوق القطع: بعد عودة رئيس الوزراء اللبناني من الولايات المتحدة الأميركية ونشر تطمينات بشأن تجنيب القطاع المصرفي والمالي أي اهتزاز، وإثر تسريبات بشأن احتمال منح مؤسسة التصنيف العالمية "ستاندرد أند بورز" فترة سماح لمدة ستة أشهر للبنان قبل البت بشأن خفض تصنيفه الائتماني، تلطفت الأجواء نوعاً ما داخل سوق القطع نحو نهاية الأسبوع وهذا ما انعكس تراجعاً نسبياً في أحجام التحويلات لصالح الدولار. تجدر الإشارة هنا إلى أن مخاوف خفض التصنيف الائتماني تطرح في وقت لا تزال فيه عناصر الحماية أو خطوط الدفاع في لبنان تتمتع بمكانة جيّدة. فالموجودات الخارجية لدى مصرف لبنان تبلغ اليوم 37 مليار دولار، أي ما يعادل 76٪ من الكتلة النقدية بالليرة اللبنانية، وهي تعادل نحو ضعف متوسط تغطية الدول ذات التصنيف السيادي المماثل للبنان.

في سوق الأسهم: ازدادت أحجام التداول في بورصة بيروت هذا الأسبوع حيث بلغت زهاء 2.2 مليون دولار مقابل 650 الف دولار في الأسبوع السابق. وقد نالت الأسهم المصرفية 84.14% من النشاط، تلتها أسهم "سوليدير" بنسبة 15.78% فالأسهم الصناعية بنسبة 0.08%. وعلى صعيد الأسعار، واصل مؤشر الأسعار مسلكه التنازلي، حيث سجل تراجعاً طفيفاً نسبته 0.8% وسط تراجعات في أسعار أسهم "سوليدير" وبعض الأسهم المصرفية. فمن أصل 11 سهماً تم تداولها، انخفضت أسعار 6 أسهم، فيما ارتفعت أسعار ثلاثة أسهم وظلت أسعار سهمين مستقرة. وقد قادت أسهم "بنك بيبلوس التفضيلية فئة 2009" الأسعار نزولاً في بورصة بيروت إذ سجلت انخفاضاً نسبته 5.2% إلى 65 دولار، تلتها أسهم "سوليدير أ" بنسبة -2.9% إلى 6.08 دولار، فأسهم "بنك عوده التفضيلية فئة H" بنسبة -2.7% إلى 73 دولار، ثم إيصالات إيداع "بنك لبنان والمهجر" بنسبة -1.4% إلى 7.10 دولار، وإيصالات إيداع "بنك عوده" بنسبة 1.3% على 3.70 دولار وأسهم "بنك عوده العادية" بنسبة -0.3% إلى 3.79 دولار.

في سوق سندات الأوروبوند: وسط تسريبات متضاربة حول التقارير المتوقع صدورها عن مؤسسات التصنيف العالمية والتوجس من تبعات أي قرار بخفض التصنيف الائتماني للبنان من “B-” إلى “CCC+”، شهدت سوق سندات الأوروبوند اللبنانية تصحيحاً تراجعياً للأسعار على طول منحنى المردود تراوح بين 0.25 دولار و4.13 دولار. وهذا ما انسحب ارتفاعاً في متوسط المردود المثقل إلى مستوى غير مسبوق بلغ 13.48% في نهاية هذا الأسبوع بالمقارنة مع 12.20% في نهاية الأسبوع السابق. كذلك، أقفل متوسطBid Z-spread المثقل على 1247 نقطة أساس في نهاية هذا الأسبوع مقابل 1123 نقطة أساس في نهاية الأسبوع السابق. في موازاة ذلك، على صعيد كلفة تأمين الدين، اتسع هامش مقايضة المخاطر الائتمانية لخمس سنوات من 1050-1090 نقطة أساس في نهاية الأسبوع السابق إلى 1135-1175 نقطة أساس في نهاية هذا الأسبوع، في إشارة إلى تراجع نظرة الأسواق إلى المخاطر السيادية بشكل عام.