النّار تلتهم "رئة العالم"... حرائق الأمازون تثير انتقادات ضدّ بولسونارو

أثارت صور لافتة لحرائق غابات وقعت على الأرجح في #الأمازون، زوبعة من التعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ازدادت حماوتها خصوصا من خلال تلميحات الرئيس البرازيلي #جايير_بولسونارو إلى مسؤولية منظمات غير حكومية عن هذه الأحداث.

وقد حمل الرئيس اليميني المتطرف على المنظمات غير الحكومية غداة نشر إحصائيات تشير إلى ازدياد خطير في حرائق الغابات في البرازيل، خصوصا في الأمازون.

وقد غطت سحابة سوداء سماء ساو باولو (جنوب شرق البرازيل)، كبرى المدن في البلاد، بعد ظهر الاثنين، في ما رُجح أنه عائد لحرائق غابات على بعد آلاف الكيلومترات من المدينة.

وعلى "تويتر"، احتل وسم "براي فور أمازوناس" (صلوا من أجل الأمازون) صدارة أكثر الوسوم تداولا حول العالم. كذلك، أبدى مستخدمون كثر للإنترنت سخطهم إزاء هذه الحرائق، إذ نشروا صورا وتسجيلات فيديو تظهر النيران ملتهمة قطاعات كاملة من الغابات.

وكتب أحد مستخدمي الإنترنت: "غابة الأمازون تحترق منذ ستة عشر يوما، ولا أحد على علم بذلك. بيتنا يحترق، ونحن نشيح نظرنا عنه".

لكن تبين أن بعض الصور التي تم تناقلها على نطاق واسع عبر الإنترنت قديمة، وهي تظهر، على سبيل المثال، حرائق في الأمازون عام 1989. كذلك، تعود أخرى إلى حوادث في ولايات برازيلية مختلفة، وحتى في بلدان أخرى، بينها الهند والولايات المتحدة.

ولا يمكن حتى الساعة تقدير المساحات الإجمالية المتضررة من جراء حرائق الغابات في الأمازون.

وقد ألمح الرئيس البرازيلي إلى أن منظمات غير حكومية تسببت بالحرائق، بهدف "لفت الانتباه" إلى تعليق برازيليا مساعدات رامية الى الحفاظ على "رئة العالم".

وقال بولسونارو أمام الصحافيين في برازيليا: "ثمة احتمال لا أستطيع تأكيده بأن يكون ذلك مرده إلى خطوات إجرامية من هؤلاء الناشطين في المنظمات غير الحكومية بهدف التجييش ضدي وضد الحكومة البرازيلية. هذه الحرب التي نواجهها".

وقد زادت حرائق الغابات بنسبة 83% منذ مطلع العام الجاري في البرازيل بالمقارنة بمجمل عام 2018، وفقا لأرقام رسمية نشرت الثلثاء.

وسُجل الارتفاع الأخطر في الولايات الواقعة كليا أو جزئيا في غابة الأمازون، مثل ماتو غروسو (وسط غرب) مع 13682 حريقا، أي بزيادة نسبتها 87%.

ولم يقدم بولسونارو أي أدلة على اتهامه للمنظمات غير الحكومية. لكنه أشار إلى أن هذه الأخيرة "تعاني نقصا في الموارد المالية".

وقال الرئيس البرازيلي: "لقد سحبنا المال من المنظمات غير الحكومية. وهي كانت تتلقى 40% من المساعدات الخارجية، لكنها فقدت هذا المورد. لقد أنهينا أيضا المساعدات العامة" لهذه المنظمات.

وأضاف للصحافيين: "حتى أنه من غير الممكن التصوير في كل الأماكن التي تشهد حرائق وإرسال (التسجيلات) إلى الخارج. فكل شيء يؤشر إلى أنهم ذهبوا إلى هناك ليصوّروا بأنفسهم الحرائق. هذا شعوري".

وأوضح الصندوق العالمي للطبيعة، في بيان، أن الحرائق في غابات الأمازون "ارتبطت تاريخيا بصورة مباشرة بإزالة الأحراج، لأنها من التقنيات المستخدمة لتطهير" المساحات الحرجية، في إشارة إلى الحرائق المفتعلة بهدف تحويل مساحات حرجية مناطق للزراعة أو تربية المواشي، أو لاستصلاح مناطق أزيلت أحراجها أصلا.

وبيّنت أرقام رسمية أن عمليات إزالة الأحراج خلال الشهر الماضي كانت أعلى بنحو أربع مرات من المستوى المسجل في تموز 2018.

وتعرض جايير بولسونارو لوابل من الانتقادات من الأوساط العلمية والمنظمات المعنية بالحفاظ على الأمازون ومجموعات السكان الأصليين، على خلفية دعمه تنمية الزراعة واستغلال المناجم، خصوصا في المناطق المحمية.

وعلقت الدولتان الأكثر مساهمة في صندوق الأمازون، أي النروج وألمانيا، أخيرا مساعداتهما للصندوق، والتي تسمح بتمويل أنشطة الحفاظ على الغابة، بسبب مواقف الرئيس البرازيلي.

وقد أدلى بولسونارو بهذه التعليقات المثيرة للجدل في وقت تستضيف سلفادور دي باهيا أسبوع المناخ مع 3 آلاف مندوب من 26 بلدا، وهو اجتماع إقليمي بشأن التغير المناخي تنسقه الأمم المتحدة.

وقال وزير البيئة ريكاردو ساليس الموجود في سلفادور دي باهيا: "السحابة التي غطت ساو باولو ظاهرة سجلت عامي 2010 و2017".

وأضاف: "كل الاستراتيجيات لمكافحة إزالة الأحراج لا تزال قائمة"، لكنها "أعيقت للأسف بفعل الأزمة الاقتصادية والاقتطاعات في الميزانية".