حمية كيتو خففت آلام الرأس لدى بعض المشاهير...\r\nأين الواقع وأين الخيال في ذلك؟

في الفترة الأخيرة، شاع اعتماد حمية كيتو التي أصبحت من الحميات السريعة الأكثر رواجاً. وفيما أشاد البعض فاعليتها وبحسناتها، عبّر العديد من الاختصاصيين عن رفضهم لهذا النوع من الحميات لأسباب عدة. وتعود حمية كيتو اليوم إلى الواجهة فيما يشيد بها عدد من المشاهير لاعتبارها كانت الحل بالنسبة لهم للتخلص من آلام الرأس التي لطالما عانوا منها. ففيما اعتمد حمية كيتو الكثير من المشاهير وأشادوا بحسناتها، أكد مشاهير في موقع Daily mail على الأثر الإيجابي لهذه الحمية على الصداع المزمن. مع التركيز على حمية كيتو التي يعرف عنها غناها بالدهون التي ترتكز عليها، في مقابل انخفاض معدلات النشويات فيها، أكدت كل من غوينث بالترو وهالي بيري أنهما لاحظتا تحسن حالة داء الشقيقة التي كانتا تعانيانها. علماً ان بالترو وبيري تتبعان هذه الحمية العالية الدهون وتلتزمان بها. وفي دراسة إيطالية أجريت استناداً إلى حمية كيتو وحمية أخرى قليلة الوحدات الحرارية، تبين أن الاشخاص الذين اتبعوا حمية كيتو واجهوا إلى آلام الرأس الناتجة عن داء الشقيقة بمعدل 3 مرات أقل. حتىى أن الدراسة أظهرت أن هذه الحمية التي تعمل على زيادة قدرة الجسم على حرق الدهون نتيجة الحد من تناول النشويات، قد تكون أكثر فاعلية من الأدوية التي يمكن اللجوء إليها في هذه الحالة. فانطلاقاً من ذلك، تراجعت معدلات الالتهابات ومعها آلام الرأس. وتجدر الإشارة إلى أن حمية كيتو تتضمن نسبة قليلة من النشويات في مقابل نسبة عالية من الدهون ومعدلات كافية من البروتينات. هذا وكان قد تبين من عام 1920 أن الحد من تناول النشويات يساعد على الحد من الآلام الناتجة عن داء الشقيقة دون أن يتم التأكد ما إذا كان انخفاض الوزن هو السبب وراء ذلك. لكن تبين لاحقاً في الدراسة الإيطالية أن الأشخاص الذين اتبعوا حمية كيتو استفادوا بشكل أفضل لهذه الناحية بعيداً عن مسألة انخفاض الوزن. في المقابل، يبدو أن الامتناع عن تناول النشويات يؤدي إلى الحد من إفراز مادة الأنسولين في الجسم التي قد تلعب دوراً في الإصابة بالصداع.رأي اختصاصية التغذية

انطلاقاً من ذلك، تبدي اختصاصية التغذية نور الصايغ أن حمية كيتو الخالية من النشويات تستند إلى مبدأ استخدام الجسم الدهون كمصدر للطاقة بدلاً من السكريات. فبهذه الطريقة يستخدم الجسم معدل 75 في المئة من الوحدات الحرارية من الدهون و20 في المئة من البروتينات و5 في المئة من النشويات. توضح الصايغ أن اتباع هذه الحمية تدعو للحذر لاعتبارها تسبب التعب والخمول بسبب غياب النشويات فيها كمصدر للطاقة. لذلك من الضروري الإكثار من تناول الماء والأملاح. يضاف إلى ذلك أنها تسبب رائحة نفس كريهة بسبب الـKetons. كما أنها تسبب الجوع والإمساك لغياب الاطعمة الغنية بالألياف فيها كالحبوب. "يعتبر ذلك سيئاً لأهمية الحبوب لا لتأمين الإحساس بالشبع فحسب، بل أيضاً لصحة وظائف الأمعاء وحسن عملها". أما الجفاف الناتج عن اتباع هذه الحمية فمتوقع أيضاً خصوصاً أن هذه الحمية تتضمن أطعمة غنية بالدهون والتي تترافق عامةً مع نسبة عالية من الصوديوم، إضافة إلى أنها تحفز التبول وخسارة المعادن الأساسية. "لا بد من الإشارة أيضاً إلى أنه من سيئات هذه الحمية أنها تخفف من مستوى الحموضة في الدم مما يؤدي إلى تكون الحصى في الكلى، إضافة إلى انخفاض معدلات الكالسيوم بسبب قلة مصادره مما يزيد من هشاشة العظام. انطلاقاً من ذلك أود أن أؤكد أنه لا يمكن اتباع هذه الحمية لفترة طويلة لافتقاره معدلات مصادر غذائية أساسية ومنها الخضر والفاكهة والغلوكوز والألياف الموجودة في البقوليات. الهدف من أية حمية أن تتحول إلى نمط حياة دون حرمان وأن تكون متوازنة تحتوي على أطعمة من مختلف المجموعات الغذائية وهذا ما ليس موجوداً في هذه الحمية التي لا تشجع على الاستدامة في خفض الوزن وفي اتباع نمط حياة صحي".يحبّذها المشاهير لهذا السبب

من الطبيعي أن يحبّذ المشاهير حمية من هذا النوع لاعتبارها فاعلة في خفض الوزن سريعاً، وهذا ما يبحثون عنه في نمط حياتهم لالتزامهم بمناسبات معينة. أما بالنسبة إلى أثر حمية كيتو فتوضح الصايغ على الصداع فثمة حاجة إلى المزيد من الدراسات وما من شيء مؤكد حتى اليوم، فثمة دراسات تشير إلى أن الامتناع عن تناول النشويات واتباع حمية كيتو يخفف من آلام الرأس في مقابل أخرى تشير إلى العكس. في المقابل توضح "استناداً إلى خبرتي الخاصة قابلت أشخاصاً كثراً التزموا بهذه الحمية وواجهوا بعد فترة مشكلة الارتفاع الكبير في معدلات الكوليسترول والشحوم الثلاثية ويعتبر هذا متوقعاً نظراً لارتفاع معدلات الدهون فيها من مقليات وأطعمة مدخنة وغيرها. في حال الرغبة في اللجوء إلى هذ الحمية يجب أن يتم ذلك بإشراف اختصاصية تغذية ولفترة محدودة، خصوصاً انه لا يمكن للكل اللجوء إلى هذا النوع من الحميات كمرض السكري والقلب".