مزرعة جماعية عضوية لعائلات هولندية لمواجهة التغير المناخي

قرر سكان بلدة بوكستل الهولندية إنشاء مزرعة عضوية يديرونها جماعيا تهدف إلى تحويل العادات الغذائية في هذا البلد المعرض في شكل كبير لتداعيات التغير المناخي نظرا إلى ارتفاعه المنخفض عن سطح البحر.

تقرر حوالى 200 عائلة ما ستنتجه هذه المزرعة الأولى من نوعها في هولندا، وهي توظف مزارعا ليهتم بالمواشي وزراعة عشرات الأنواع من الخضر والفواكه.

وقال الصحافي دوي كورتينغ (45 عاما) الذي يشارك في إدارة المزرعة الجماعية التي افتتحت في عام 2016 في بوكستل في جنوب هولندا إن "الهدف الرئيسي للأعضاء هو أن يتناولوا الأغذية الطبيعية التي تنتج قرب المكان الذي يعيشون فيه وبطريقة أكثر استدامة". أضاف "بدأ الناس يرون أن تغيير النظام الغذائي أمر ضروري". ويكلّف الانضمام إلى المزرعة الجماعية التي تبعد 10 دقائق بالدراجة من المدينة ألفي أورو، وهناك رسوم أسبوعية تبلغ حوالى 10 أورو للشخص الواحد، وفي المقابل، يحصل الأعضاء على الطعام الذي يريدونه.

تغطي المزرعة مساحة 20 هكتارا تقريبا، ويعيش فيها 15 بقرة و20 خنزيرا و500 دجاجة، وتنمو فيها المزروعات التي يقررها جماعيا الأعضاء الذين سيحصلون على حصصهم. وبين قنّ الدجاج وحظيرة الأبقار، وضع منزل متنقل بسيط أخضر اللون ليكون مطبخا ومكتبا في آن واحد.

كل يوم سبت، تأتي العائلات إلى المزرعة غالبا على الدراجات الهوائية لملء حقائبهم بالمنتجات أو مزروعات البستان على أنواعها.

وتشكل هذه المنتجات حاليا 60 % تقريبا من النظام الغذائي الكامل لحوالى 500 شخص، وفق ما قال مديرو المزرعة بفخر. وأوضح مؤسسها غيرت فان دير فير أن ما يعرف بمبدأ "هيرينبورديري" أو الزراعة الجماعية يقوم على فكرة أن "كل شيء يدور حول حاجات الطبيعة وثروتها حتى أثناء استخدام التقنيات الجديدة".

فكرة المزرعة الجماعية هذه رائدة في هولندا التي جعلها استخدامها المكثف لأساليب الزراعة ثاني أكبر مصدر للمنتجات الزراعية في العالم بعد الولايات المتحدة، وفقا لمكتب الإحصاء المركزي الهولندي (سي بي اس). لكن مع وجود ربع مساحة هولندا تقريبا تحت مستوى بحر الشمال، فإن هذه الدولة الصغيرة معرضة في شكل خاص لتداعيات الاحترار المناخي الذي تؤدي الزراعة دورا رئيسيا فيه، وفق العلماء.

وكشفت وزيرة الزراعة الهولندية كارولا شوتين في حزيران الماضي عن خطة جديدة بقيمة 135 مليون أورو لمساعدة المزارعين على الانتقال إلى الزراعة "الدائرية".

والهدف وفقا للخطة هو "إنتاج المزروعات مع الحدّ قدر الإمكان من استهلاك المواد الأولية ومع إدارة جيدة للتربة والمياه والطبيعة".

وقريبا، ستفتتح مزرعة جماعية ثانية في وسط هولندا.