الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

العاصمة الإندونيسية جاكرتا غائرة تحت المياه: ثلث المدينة قد يصبح تحت البحر في 2050

العاصمة الإندونيسية جاكرتا غائرة تحت المياه: ثلث المدينة قد يصبح تحت البحر في 2050
العاصمة الإندونيسية جاكرتا غائرة تحت المياه: ثلث المدينة قد يصبح تحت البحر في 2050
A+ A-

تغور جاكرتا وتنهار تربتها تحت ثقل أبنيتها فيما باتت أساساتها ضعيفة جراء ضخ المياه الجوفية وارتفاع مستوى البحار... كلها أسباب بين أخرى تدفع الحكومة الإندونيسية إلى تغيير عاصمة البلاد. لكن السواد الأعظم من سكان العاصمة المقدر عددهم بعشرة ملايين نسمة محكوم عليهم بالبقاء في هذه المدينة المكتظّة والمهدّدة. وإذا ما استمرّ الوضع على هذا المنوال، فإن المياه قد تغمر ثلث المدينة بحلول 2050، وفق خبراء بيئيين. وفي ظلّ هذه الشجون التي تضاف إليها زحمات سير خانقة وتلوثّ وأخطار هزّات أرضية، أعلنت الحكومة في أيار الماضي أنها ستبتّ هذه السنة في موقع العاصمة السياسية للبلاد. وشمال جاكرتا هو الأكثر عرضة للخطر وباتت أحياء ساحلية بكاملها تغور تحت مستوى سطح البحر. ويقول رشدي صاحب كشك لبيع المأكولات "في كلّ مرّة تحدث فيضانات، يتملّكني الخوف". ويخبر من منزله الواقع بالقرب من المرفأ، "كدت أغرق في عام 2007 وجرفت المياه كلّ ما أملك، واضطررت للبدء من خانة الصفر". جاكرتا التي أقيمت على مستنقعات بالقرب من ملتقى 13 نهرا هي ضعيفة الأسس أصلا. وزادت الضغوط على أساساتها الهشّة نتيجة التوسّع العمراني الفائق السرعة مع مبان جديدة وناطحات سحاب وحركة سير كثيفة وتخطيط مدنى سيئ. كذلك، تفتقر الأحياء الشمالية في جاكرتا إلى إمدادات مياه، فتلجأ المصانع المحلية والمنازل السكنية إلى المياه الجوفية. وتغور جاكرتا 25 سنتيمترا في السنة في بعض المواقع، أي ضعف المتوسّط العالمي المسجّل في المدن الساحلية الكبرى. وباتت بعض أجزاء المدينة دون مستوى سطح البحر بأربعة أمتار فيما ملايين السكان تحت رحمة الكوارث الطبيعية. ويكفي إلقاء نظرة سريعة على المدينة لتبيان حجم المشكلة، فلم يبق قرب البحر سوى هيكل مسجد متروك غمرت المياه جزءا منه وتنتشر برك مياه كبيرة على الطرق، في حين أن الطوابق الأرضية في مساكن كثيرة لم تعد صالحة للسكن. وتسعى السلطات المحلية جاهدة إلى إيجاد حلول لمشكلات جاكرتا، وتمّت الموافقة على مشروع تشييد جزر اصطناعية في الخليح من شأنها أن تقوم مقام حاجز يلجم ارتفاع مستوى بحر جاوة، فضلا عن إقامة جدار ساحلي واسع. لكن ما من ضمانات على أن هذا المشروع الذي تقدّر كلفته بأربعين مليار دولار والذي تأخّر تنفيذه سنوات عدّة، سيحلّ المشكلة. ويقول عالم الجيولوجيا هري أندرياس من معهد التكنولوجيا في باندونغ إن "تشييد الجدران ليس حلّا مستداما. ولا بدّ من إعادة النظر في طريقة إدارة المياه".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم