السفينة "أوبن آرمز" عالقة أمام سواحل إيطاليا: 134 مهاجراً ينتظرون على متنها

تمكّنت سفينة "أوبن آرمز" التابعة للمنظمة الإسبانية غير الحكومية "بروآكتيفا" من إنزال عدد ضئيل من #المهاجرين الذين أنقذتهم من عرض البحر. لكنّها لا تزال راسية على بعد مئات الأمتار من ميناء جزيرة #لامبيدوسا الإيطالية، في انتظار تنفيذ اتّفاق بشأن توزيع المهاجرين على دول أوروبية عدّة.

وقالت المنظمة الإنسانية إنّ نحو عشرة مهاجرين تم نقلهم ليل الخميس- الجمعة على وجه السرعة من السفينة لتلقّي الرعاية الطبية، مشيرة إلى أنّ عدد المهاجرين المتبقّين على متنها منذ أسبوعين هو 134 مهاجراً.

وأضافت: "كلّ من هم على متن السفينة بحاجة الى النزول منها على وجه السرعة بداعي الإنسانية"، مشيرة إلى أنّها لا تنوي الرسوّ بالقوة.

الخميس، أعلنت روما أن ستّ دول من الاتحاد الأوروبي وافقت على استقبال عدد من المهاجرين العالقين على متن سفينة الإنقاذ، وذلك وسط خلاف محتدم حول الهجرة بين وزير الداخلية الإيطالي ورئيس الوزراء.

وفي رسالة موجهة إلى وزير الداخلية اليميني المتطرف #ماتيو_سالفيني الذي كان يسعى الى منع دخول السفينة "أوبن آرمز" الى المياه الايطالية، قال رئيس الوزراء جوزيبي كونتي: "لقد أبلغتني دول فرنسا وألمانيا ورومانيا والبرتغال وإسبانيا ولوكسمبورغ بأنها على استعداد لاستقبال المهاجرين".

وأضاف في رسالته: "مجددا، يمد نظراؤنا الأوروبيون الينا يد العون".

ورفض ما يقوم به سالفيني، ووصفه بانه "الاعيب غير نزيهة".

وانتقد ما وصفه بأنه أصبح "هوساً" لدى سالفيني بالتركيز على سياسة هجرة اختُصرت بعبارة "مرافئ مغلقة".

واتخذ سالفيني موقفا متشددا ازاء المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من البحر ونقلهم إلى إيطاليا، معتبرا أن ذلك يشكل عبئا غير عادل، كون إيطاليا أول مرفأ يصل إليه اللاجئون من دول عدة.

وردا على رسالة كونتي، كتب سالفيني على الفايسبوك: "واضح أنه لولا عزمي، لما حرك الاتحاد الأوروبي ساكنا، تاركا إيطاليا والإيطاليين وحيدين مثل (ما فعلت حكومات سابقة) لسنوات".

وأضاف: "لدي هوس بمحاربة كل أنواع الجريمة، منها الهجرة السرية. انا وزير للدفاع عن حدود بلدي وأمنه وشرفه وكرامته".

وكان سالفيني، زعيم حزب الرابطة المناهض للهجرة، تخلى عن ائتلافه مع حركة الخمس نجوم المناهضة للمؤسسات الأسبوع الماضي، آملا في تصويت على طرح الثقة يطيح بالحكومة التي تشكلت قبل 14 شهرا.

غير أن رهانه فشل. وعثر شريكه الذي تخلى عنه، على حليف غير متوقع هو الحزب الديموقراطي المعارض.

وصوتت الأحزاب الثلثاء ضد مسعى سالفيني إجراء تصويت عاجل لاطاحة الحكومة التي يتولى فيها أيضا منصب نائب رئيس الوزراء.

وبات مصير المهاجرين على متن سفينة الإنقاذ "أوبن آرمز" التي تشغلها منظمة "بروأكيتيفا" الخيرية الإسبانية، في قلب أزمة سياسية في روما.

في وقت سابق هذا الشهر، وقّع سالفيني مرسوما يحظر دخول "أوبن آرمز" إلى المياه الإيطالية، بهدف الحفاظ على النظام العام، على قوله.

غير أن بروأكتيفيا قدمت استئنافا لدى محكمة إدارية علقت الأربعاء ذلك المرسوم.

ثم وقع سالفيني مرسوما جديدا يمنع دخول السفينة. لكن في مؤشر الى تراجع سلطته، منعت وزيرة الدفاع الإيطالية القرار.

وأعلنت اليزابيتا ترينتا، من حركة خمس نجوم وتتمتع بصلاحية إلغاء مرسوم سالفيني، أنها قررت رفض ذلك. وقالت في بيان: "اتخذت هذا القرار لأسباب قانونية قوية، مصغية لضميري".

وأضافت: "يحب الا ننسى أنه خلف الجدل في الأيام القليلة الماضية، هناك أطفال وصغار عانوا العنف والانتهاكات بجميع الأشكال. يجب الا تنسى السياسة الإنسانية".

ورد سالفيبني: "بفضل المفهوم المفترض للانسانية، أصبحت إيطاليا خلال عهد الحكومة الديموقراطية (الحزب الديموقراطي) مخيما للاجئين في أوروبا".

وأضاف: "الإنسانية يجب أن تستثمر في شكل جدي في إفريقيا، وحتما لا أن تفتح المرافئ الإيطالية".

ويتمتع سالفيني بدعم تراوح نسبته من 36 الى 38 بالمئة بين الناخبين، لأسباب أهمها موقفه المتشدد من المهاجرين غير الشرعيين.

وانتشلت السفينة "أوبن آرمز" المهاجرين، وغالبيتهم أفارقة، من قوارب في البحر المتوسط في وقت سابق هذا الشهر، حيث تشجع الظروف الجوية المزيد منهم على الابحار من ليبيا.

ورفضت كل من إيطاليا ومالطا السماح للسفينة بالرسو في مرافئها وإنزال الركاب.

ورفضت إسبانيا الثلثاء طلبا من قبطان السفينة إنزال 32 قاصرا على متنها، قائلة إن ليست لديه السلطة القانونية لتقديم طلب لجوء نيابة عنهم.

والجمعة، كتبت منظمة "بروأكتيفا" الإسبانية المشغلة لـ"أوبن آرمز" على تويتر أن ثلاثة أشخاص يعانون "مضاعفات طبية تتطلب عناية خاصة" ومرافق لهم، تم إنزالهم في ساعة متأخرة الخميس من السفينة التي تنتظر إذنا من روما بالرسو في لامبيدوسا.

والخميس، كتبت المنظمة غير الحكومية على تويتر إن خمسة أشخاص سمح لهم بالنزول في جزيرة لامبيدوسا "لأسباب نفسية" مع مرافقين.

وتبحث سفينة إنقاذ أخرى هي "أوشن فايكينغ" التي تشغلها منظمة "إس.أو.إس ميديتيرانيه" ومنظمة "أطباء بلا حدود"، وعلى متنها 350 مهاجرا، عن مرفأ ترسو فيه.