مصنع "النسّاجون اللبنانيون"... سجّاد محبوك بتاريخ من النضال

"أُسس مصنع "النساجون اللبنانيون للسجاد" عام ١٩٩٩ في بلدة زفتا قضاء النبطية، وكانت خطوة جريئة جداً وتحدياً لسببين، الأول أمني، كون المناطق المحتلة في الجنوب لم تكن بعيدة عنه حيث كنا نسمع أصوات القذائف يومياً. والثاني، هو أنّ المنطقة تفتقر إلى الخبرات في هذا المجال. جُهّز المصنع بأحدث الآلات البلجيكية والألمانية، فكان أحدث مصنع في الشرق الأوسط. ولكي نواكب التطورات التي تحصل على آلات صناعة السجاد أهّلنا الماكينات القديمة، وقمنا بشراء ماكينات حديثة واحدة من بلجيكا عام 2016 والثانية أكثر تطوراً عام 2018 والتي تنتج نوعيات ذات مستوى عالٍ. يوفّر المصنع فرص عمل لأكثر من ٩٠ عائلة. كذلك يوفر فرص عمل لـ٤٥ عائلة في الشركة الشقيقة التي تتولى تسويق منتجاته بالجملة والمفرق (شركة حسين قبلان وأولاده ش. م. ل.). 

ينتج المصنع أنواعاً مختلفة من السجاد للاستخدام المنزلي، وبعدة مستويات من الجيد إلى المتوسط والشعبي أيضاً، كذلك يؤمّن طلبات خاصة لفَرش الفنادق والمساجد والكنائس والقاعات الكبيرة. 

لصناعة منتوجاتنا نستخدم أجود أنواع الخيوط من النخب الأول، وبأصباغ مكفولة تستخدمها أرقى المصانع في أوروبا وأميركا، وكذلك يواكب المصنع آخر ابتكارات الموضة لناحية النوعيات والألوان والنقشات حيث يكون السباق دائماً في تصنيع أحدث التشكيلات التي تُعرض في أرقى المعارض.

تباع منتوجاتنا في السوق اللبناني بنسبة 85% والباقي يتم تصديره إلى الخارج. تكمن أهمية الصناعة اللبنانية في أنّها ذات مواصفات عالمية لكي تلبي حاجة المستهلك اللبناني الذي يتميز بمتابعته آخر ابتكارات الموضة في عالم السجاد. كذلك كونها تحرك العجلة الاقتصادية بأكملها عبر فرص العمل التي تؤمّنها للناس، خاصة عندما تكون في الأرياف، فتثبّتهم في أرضهم ولا تهجّرهم إلى العاصمة أو إلى الخارج. ولكن للأسف لم تلقَ الصناعة الاهتمام والدعم اللازمين من الحكومات المتعاقبة منذ ٢٠عاماً، لا بل حوربت بسبب اتفاقيات الإعفاء الجمركي التي تمّ توقيعها مع الاتحاد الأوروبي ومع الدول العربية والتي لا تطبق مبدأ المعاملة بالمثل، حيث تقوم مصانعهم بتقليد المنتجات اللبنانية بأقل جودة وتدخلها إلى السوق اللبنانية بكل حرية وسهولة، بينما يُحرم مصنعنا من التصدير إليها لا سيما مصر. لذلك فإنّ المشكلة الأكبر التي تواجهها الصناعة اللبنانية هي عملية إغراق السوق اللبنانية من الدول كافة بكميات تفوق حاجة السوق، والأخطر من ذلك هو دخول هذه البضائع عبر المرافئ والمعابر الشرعية وبفواتير مزوّرة بخط أخضر بينما فواتيرنا الصحيحة تحول بخط أحمر. 

وبالرغم من الغيوم السوداء التي تحوم حول اقتصادنا، ما زلنا نؤمن بهذا البلد وشعبه، وما زلنا نعوّل على ثقة المواطن اللبناني التي تزداد يوماً بعد يوم بمنتجاتنا بحيث أصبح وبكل فخر يسأل عن "سجاد من لبنان".