ما القصّة وراء "الجسر الدمويّ"؟

جاد محيدلي

جسر قديم من حيث الشكل يتواجد في وسط المساحات الخضراء الخاطفة للأنفاس لمقاطعة غاداباي في أذربيجان. ولكن اللافت في الأمر، أن هناك قصة وراء هذا الهيكل الذي جعل الأشخاص يطلقون عليه اسم "الجسر الدموي". ولو نظرت أو التقطت الصور لهذا الجسر في النهار أو في الليل سيذهلك بكل تأكيد. وهذا ما حصل تماماً مع المصور خاليق فاليزاديه الذي زار الجسر أكثر من مرة، وجذبته عظمة هذا الجسر، معتبراً أن الجسر يُحيط به جوّ تاريخي ورائع في الوقت ذاته.  

وما أثار الدهشة لدى المصور بالجسر، فهو اسمه، إذ يشير إليه الأشخاص بـ"الجسر الدموي" (Bloody Bridge). أما سبب هذه التسمية فيعود إلى حادثة مأسوية من جراء سقوط العربات عن الجسر، ما أدى إلى مقتل جميع الأشخاص الذين كانوا على متنها.

وبُني هذا الجسر الذي استخدم كسكة حديدية في عام 1879، وهو لا يُستخدم حالياً، إذ إنه عبارة عن نصب تاريخي مميز في أذربيجان.

وتم اكتشاف رواسب النحاس في مقاطعة غاداباي في منتصف القرن الـ19، ما شجّع السكان على بناء مصنع للنحاس بين عامي 1855 و1856، وكان الجسر يُستخدم لنقل مواد قابلة للاحتراق. وأشار المصور إلى تواجد 23 جسراً مقوساً في مقاطعة غاداباي اليوم، وظلت بعضها كما كانت منذ 100 عام، وأضاف أن معظمها في حالة حرجة ولا تستخدم، إلا أن دلالاتها التاريخية كبيرة.

ويبدو أن فاليزاديه ليس الشخص الوحيد المسحور بالجسر التاريخي، إذ يزور هذا الجسر العديد من السياح من مختلف الجنسيات كل عام.