السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"أتراك يحتفلون في الشارع بارتفاع قيمة الليرة"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
لقطة شاشة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (يوتيوب).
لقطة شاشة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (يوتيوب).
A+ A-
دبكة شعبية في الشارع، وهتافات تعالت. فيديو يتناقله مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم انه يظهر "اتراكا يحتفلون بارتفاع قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأميركي". غير ان هذا الادعاء خاطئ. في واقع الامر، الفيديو قديم، بحيث يعود الى 16 نيسان 2017. ويظهر اتراكا يحتفلون في مدينة بايبرد التركية، بتصويت الـ"نعم" في الاستفتاء الشعبي يومذاك، على التعديلات الدستورية التي هدفت إلى منح الرئيس صلاحيات واسعة. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: تظهر المشاهد الليلية أشخاصاً مستغرقين في دبكة في الشارع، بينما تعالت هتافاتهم. وينتشر الفيديو في صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا...)، وفي يوتيوب (هنا، هنا)، وايضا في مواقع اخبارية، لا سيما تركية (هنا، هنا، هنا، هنا...). وقد أرفق بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "الاتراك يحتفلون بارتفاع قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأميركي"، وايضا "الاتراك يحتفلون في الساحات العامة لنزول الدولر ويهتفون عاش عاش"، و"محافظ البنك المركزى التركى يحتفل مع المواطنين لحظة صعود الليرة التركية بعد خطاب أردوغان".
 
 
التدقيق: 
يأتي انتشار الفيديو بعد اعلان الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان إجراءات جديدة للدّعم النقدي، الامر الذي ادى الى انتعاش الليرة التركيّة مساء الاثنين 20 كانون الاول 2021، وفقا لتقرير لوكالة فرانس برس.  

وذكرت ان "الليرة التركيّة ارتفعت بنحو 10% مساء الاثنين بعد الإعلان عن الإجراءات الجديدة، متجاوزةً بذلك خسارة بنحو 10% من قيمتها عانت منها سابقاً خلال اليوم".

وتشمل الإجراءات التي اعلنها اردوغان أداة ماليّة جديدة تهدف إلى تعويض الانخفاض في قيمة الودائع المصرفية الناجم عن انخفاض قيمة الليرة. ولم يشرح إردوغان كيف ستعمل هذه الأداة. لكنّ المستشار السابق للخزانة التركية محفي إجلمز وصف الإجراءات الجديدة بأنها "رفع غير مباشر في أسعار الفائدة".
 
وقد تدهورت العملة التركية لتخسر قرابة نصف قيمتها منذ مطلع تشرين التاني 2021 وحتى إعلان إردوغان التدابير الجديدة لدعم الليرة الأسبوع الماضي.

ويلقي المحللون بالمسؤولية في تدهور الليرة على سياسات غير تقليدية لإردوغان تسعى لمحاربة التضخم باقتطاعات حادة لمعدلات الفائدة، بعكس ما تقدم عليه الدول عادة في ظروف مشابهة، وفقا لما تورد وكالة فرانس برس.
 
- حقيقة الفيديو - 
غير ان الفيديو المتناقل لا علاقة له اطلاقا بهذه المستجدات التركية، وفقا لما يبينه تقصي حقيقته. 
 
فالبحث عن الفيديو، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يقودنا الى محافظ البنك المركزي التركي شهاب قاوجي أوغلو Şahap Kavcıoğlu، الذي نشر الفيديو في 16 نيسان 2017 في حسابه في تويتر (هنا)، وفي 18 نيسان 2017 في حسابه في يوتيوب (هنا). وعنونه: "بايبورد، بايبورد، بايبورد"، شارحاً "انه شارك في احتفالات بايبورد التي احتلت المرتبة الأولى في الاستفتاء العام في تركيا في 16 نيسان 2017".
 
وبايبورد BAYBURT مدينة تقع في شمال شرق تركيا (هنا).  
 
 
 
كذلك، نشرت حسابات اخرى الفيديو في (17) نيسان 2017 (هنا، هنا)، مرفقا بشرح انه يظهر "احتفالات بالنعم في بايبورد"، التي بلغت "نسبة التصويت فيها للنعم 81.9%". و"يحتفل نائب المدينة مع شهاب قاوجي أوغلو، على وقع الطبول والأبواق".
 
- استفتاء تاريخي -
ما قصده محافظ البنك المركزي التركي شهاب قاوجي أوغلو في التعليق الذي ارفقه بالفيديو هو الاستفتاء التاريخي، الذي شهدته تركيا في 16 نيسان 2017، على تعديلات دستورية تهدف إلى منح الرئيس صلاحيات واسعة. 
 
وقد انتهى بانتصار "نعم" لصالح التعديلات الدستورية التي اقترحها حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، وتقضي أساسا بالانتقال من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي (هنا، هنا، هنا، هنا).
 
وفقا للنتائج التي كشفت عنها السلطات التركية بعد انتهاء عملية الاستفتاء مساء 16 نيسان 2017، فقد أدلى نحو خمسين مليون ناخب تركي بأصواتهم في الاستفتاء داخل البلاد وخارجها، حيث استبق أتراك الخارج تصويت مواطنيهم في الداخل بأيام للإدلاء بأصواتهم في 57 دولة.
 
وطبقا لأرقام قدمها رئيس اللجنة العليا للانتخابات سعدي غوفن، فإن نسبة المشاركة في الاستفتاء التركي بلغت 86% تقريبا من مجموع 55.3 مليون ناخب يحق لهم التصويت في أكثر من 167 ألف مكتب اقتراع في كافة المحافظات الـ 81.

وصوّت في الاقتراع 24 مليونا و763 ألف ناخب بـ "نعم" مقابل 23 مليونا و511 ألفا صوتوا بـ "لا".

وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن 51.3% من المشاركين بالاستفتاء وافقوا على منح رئيس الجمهورية صلاحيات واسعة جديدة بعد إحصاء أصوات 99% من صناديق الاقتراع، لكن أكبر ثلاث مدن هي إسطنبول وأنقرة وأزمير صوتت بـ "لا".
 
وقد تصدَّرت بايبورد قائمة الولايات ذات الأغلبية الداعمة للتعديلات الدستورية في الاستفتاء الشعبي، بعد فرز 98.64% من صناديق الاقتراع. وافادت وكالة الاناضول التركية أن "81.79% من الناخبين في بايبورد صوتوا بـ"نعم" (هنا، هنا). 

النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "اتراكا يحتفلون بارتفاع قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأميركي". في واقع الامر، الفيديو قديم، بحيث يعود الى 16 نيسان 2017. ويظهر اتراكا يحتفلون في مدينة بايبرد التركية، بتصويت الـ"نعم" في الاستفتاء الشعبي يومذاك، على التعديلات الدستورية التي هدفت إلى منح الرئيس صلاحيات واسعة.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم