"شجار بين قائد الشاباك ووزير إسرائيلي أدى إلى فضح اسم عميل فلسطيني"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
20-11-2023 | 11:58
المصدر: النهار
المتداول: فيديو يظهر، وفقا للمزاعم، "شجارا بين قائد الشاباك ووزير إسرائيلي ادى الى فضح اسم عميل فلسطيني بلغهم معلومات عن عملية لحماس، لكنهم لم يأخذوا المعلومات على محمل الجد".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى 27 آذار 2022. ويظهر مشادة حادة بين وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف وعضو البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) إيتمار بن غفير، خلال بث مباشر على الهواء، في موقع عملية إطلاق نار في الخضيرة، أسفرت عن مقتل إسرائيليين اثنين، وإصابة 3 من عناصر الشرطة. والترجمة الى العربية التي أرفق بها الفيديو المتناقل مختلقة، زائفة. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
مشادة بالعبرية بين وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف وعضو البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) إيتمار بن غفير، أرفقت بترجمة الى العربية، زعمت قول بن غفير لبارليف ان "الوزير حسين شيخ مش مقصر معك وانت ما استغليت معلومة حسين شيخ. بلغك ان ثلاث مخربين من الضفة تسللوا الى تل ابيب استهترت بعملومة حسين شيخ...".
وقد تكثف التشارك في الفيديو، عبر حسابات، بينها للرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط (حذف الفيديو والمنشور لاحقا- هنا)، ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "شجار بين قائد الشاباك والوزير الإسرائيلي ادى الى فضح اسم العميل الفلسطيني الذي بلغهم معلومات عن عملية لحماس، لكنهم لم يأخذوا المعلومات على محمل الجد... العميل الفلسطيني حسين الشيخ (رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية)".
شجار بين قائد الشاباك والوزير الإسرائيلي ادى الى فضح اسم العميل الفلسطيني الذي بلغهم معلومات عن عمليه لحماس لكنهم لم يأخذوا المعلومات على محمل الجد،،، العميل الفلسطيني حسين الشيخ (رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية). #غزة_تُباد pic.twitter.com/xeqwJukrzd
— Faisel Ali Elsherif (@F1091975yahooc1) November 19, 2023
- حقيقة الفيديو -
الا ان هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث عن الفيديو، باستخدام كلمات مفاتيح، يوصلنا اليه منشورا في حسابات قنوات اخبارية عدة (هنا، هنا، هنا، هنا) في 27 آذار 2022، بكونه يظهر "مشادة حادة بين وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف وعضو البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) إيتمار بن غفير، خلال بث مباشر على الهواء، في مكان عملية إطلاق نار في الخضيرة بين تل أبيب وحيفا، أسفرت عن مقتل إسرائيليين اثنين، وإصابة 3 من عناصر الشرطة".
وكان بارليف يصرّح بأن "منفذي الهجوم المميت في مدينة الخضيرة، مساء الأحد، تسببا بمقتل اثنين وإصابة أشخاص عدة آخرين وينتمون إلى تنظيم الدولة"، قبل أن يقاطعه بن غفير بسرعة وينفجر في وجهه غاضبا، متهما إياه بـ"الفشل"، وفقا لما أوردت تقارير اعلامية (هنا، هنا).
ومما قاله بن غفير للوزير بارليف أمام وسائل الإعلام: "عار عليك أيها الوزير، أنت الأكثر فشلًا في إسرائيل، ألا تشعر بالخجل؟".
ورد الوزير، معبرا عن استيائه من هذه الاتهامات: "لا أشعر بالخجل، أنت من عليه الشعور بالخجل، أنتم (في إشارة الى التيار اليميني المتطرف) تسببون المشكلات وتفجرون الوضع في البلاد"، ليغادر بعدها من دون أن يُكمل تصريحاته، وفقا لما ذكر موقع "الجزيرة مباشر" (هنا-- ومواقع اخبارية اسرائيلية هنا، هنا، هنا، هنا...).
ورد الوزير، معبرا عن استيائه من هذه الاتهامات: "لا أشعر بالخجل، أنت من عليه الشعور بالخجل، أنتم (في إشارة الى التيار اليميني المتطرف) تسببون المشكلات وتفجرون الوضع في البلاد"، ليغادر بعدها من دون أن يُكمل تصريحاته، وفقا لما ذكر موقع "الجزيرة مباشر" (هنا-- ومواقع اخبارية اسرائيلية هنا، هنا، هنا، هنا...).
- ترجمة مفبركة -
ووفقا لترجمة مواقع اخبارية اسرائيلية وعربية للمشادة، فإنه لم يرد فيها اي ذكر "للوزير حسين شيخ وعدم تقصيره معك وانت ما استغليت معلومة حسين شيخ..."، والذي تزعمه الترجمة الى العربية المرفقة بالفيديو المتناقل. وهذا يعني ان هذه الترجمة مفبركة، كاذبة.
وقد ردّ امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ الذي ورد ذكره في الترجمة المختلقة، على تناقل الفيديو قائلا: "لن ارد على وليد جنبلاط بما ورد من فيديو مزور وترجمة مزورة فقط احتراما لتاريخ والده المناضل والقائد الكبير كمال جنبلاط. وأترفع عن الرد عليه" (هنا).
يومذاك، أكدت هيئة البث الإسرائيلي أن إسرائيليين اثنين قُتلا وأصيب 3 من عناصر الشرطة في عملية إطلاق نار ودهس في شارع "هربرت صموئيل" بمدينة الخضيرة جنوب حيفا.
وكشفت وسائل إعلام محلية عن هوية الشابين منفذي العملية، وهما إبراهيم وأيمن اغبارية، وكلاهما من سكان أم الفحم داخل الخط الأخضر.
وكشفت وسائل إعلام محلية عن هوية الشابين منفذي العملية، وهما إبراهيم وأيمن اغبارية، وكلاهما من سكان أم الفحم داخل الخط الأخضر.
وأظهرت لقطات مصورة وثقت الهجوم، أن عناصر من شرطة الاسرائيلية تبادلوا إطلاق النار مع الشابين، لكن من دون أن تمنعهما المواجهة من مواصلة العملية.
وقال تنظيم "الدولة الإسلامية"، في بيان نشرته وكالة "أعماق" التابعة له، إنّه "قُتل عنصران من الشرطة اليهودية على الأقل وأصيب آخرون بجروح، بهجوم انغماسي مزدوج لمقاتلي الدولة الإسلامية".
وأشار التنظيم إلى أنّ اثنين من مقاتليه "نجحا الأحد في الوصول إلى شارع هربرت صموئيل بمدينة الخضيرة شمالي فلسطين، وشرعا بإطلاق النار على قوة من الشرطة اليهودية، ما أسفر عن مقتل عنصرين". وتابع: "واصلا الاشتباك مع القوات اليهودية في المكان، ما أسفر عن إصابة نحو 10 عناصر آخرين بجروح متفاوتة".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "شجارا بين قائد الشاباك ووزير إسرائيلي ادى الى فضح اسم عميل فلسطيني بلغهم معلومات عن عملية لحماس، لكنهم لم يأخذوا المعلومات على محمل الجد". في الواقع، الفيديو قديم، اذ يعود الى 27 آذار 2022. ويظهر مشادة حادة بين وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف وعضو البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) إيتمار بن غفير، خلال بث مباشر على الهواء، في موقع عملية إطلاق نار في الخضيرة، أسفرت عن مقتل إسرائيليين اثنين، وإصابة 3 من عناصر الشرطة. والترجمة الى العربية التي أرفق بها الفيديو المتناقل مختلقة، زائفة.