الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هل صحيح أنّ لقاح كورونا "يغيّر الحمض النووي البشري"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
لقطتا شاشة من الفيديوين اللذين يتم تناقلهما بالمزاعم الخاطئة (فيسبوك).
لقطتا شاشة من الفيديوين اللذين يتم تناقلهما بالمزاعم الخاطئة (فيسبوك).
A+ A-
ينشغل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي بمنشورات تزعم أنّ اللقاحات الجديدة mRna (الحمض النووي الريبوزي المرسال) ضد فيروس كورونا "ستعدل البشر وراثيًا". غير هذه المنشورات لا صحة لها، وهذه اللقاحات الأولى من نوعها "لن تغيّر الحمض النووي للبشر ولن تتلاعب بها"، على ما يؤكد خبراء في هذا المجال. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: بعنوان "دكتورة أمريكية توضح مخاطر لقاح كورونا الذي يغيّر الحمض النووي"، أو "الدكتورة كريستيان نورثروب ومجموعة من الحقائق الصادمة حول اللقاح"، يتشارك مستخدمون في فيديو تزعم فيه "الدكتورة نورثروب" أن اللقاح ضد كورونا "يغيّر الحمض النووي في الجسم الذي يحتوي على الشريحة النانوية بداخله، والتي هي سمة الوحش الشيطانية 666..."، وفقا للمنشور (مثل هنا، هنا، هنا، هنا...). 
 
 
كذلك، يتم تناقل فيديو آخر يظهر فيه أنتوني باتش مدليا بالمزاعم ذاتها: "تخليق فيروس قاتل لجعل الناس يطلبون لقاحا"، و"هذا اللقاح يغيّر الحمض النووي الخاص بالبشر..." (هنا، هنا...). 
 
 
التدقيق: 
تكثف تناقل هذين الفيديوين بالتزامن مع الأنباء عن التوصل إلى لقاحات أثبتت في التجارب السريرية حماية للناس تتجاوز الـ90% من الإصابة بكوفيد-19. 
 
 ولكن هل لقاحات MRNA ضد كوفيد-19 من شأنها أن "تغير الحمض النووي البشري"، كما يتم زعمه؟ 
 
كلا، لن تغيّر الحمض النووي البشري، وفقا لما يجمع عليه خبراء سألهم صحافيون يدققون بالاخبار في مواقع اخبارية ووكالات أجنبية عالمية. 
 
 يستخدم كل من لقاحي شركتي موديرنا وفايزر/بيونتيك الـMRNA (اي الحمض النووي الريبوزي المرسال)، وهي تقنية جديدة يقول الخبراء إنها تقدم طريقة أسهل وأسرع لإنتاج اللقاحات مقارنة باللقاحات التقليدية.
 
وتعمل لقاحات MRNA من خلال "إدخال جزيء رنا (حمض نووي ريبوزي) المرسال الى الجسم، مما يجعل الخلايا تنتج بروتينًا يشبه أحد البروتينات الفيروسية التي تشكل فيروس كوفيد- 19"، وفقًا لما شرح برنت آر ستوكويل Brent R. Stockwell، أستاذ الأحياء والكيمياء بجامعة كولومبيا لوكالة اسوشيتد برس الاميركية. 
 
وقال: "تتعرف الخلايا المناعية، بعد ذلك، الى هذا البروتين الفيروسي، وتولد استجابة مناعية ضده، وذلك بشكل أساسي، عن طريق إنتاج أجسام مضادة تتعرف اليه".
 
في وقت هناك مخاوف أخرى من لقاحات mRNA، مثل درجة الحماية ومدتها والآثار الجانبية المحتملة، الا ان "تعديل الحمض النووي البشري DNA ليس بينها"، على ما أكد ستوكويل. 
 
كذلك، سأل موقع "بي بي سي" ثلاثة علماء مستقلين أكدوا بدورهم أن لقاح كورونا "لن يغيّر في الحمض النووي البشري". وقال البروفسور جيفري ألموند، الأستاذ في جامعة أوكسفورد، إن "حقن الشخص بالحمض النووي الريبي (للفيروس) لا يؤثر على الحمض النووي للخلية البشرية".

وذكر المتحدث باسم شركة فايزر، أندرو ويدجر، أن اللقاح الذي تنتجه الشركة "لا يغير تسلسل الحمض النووي لجسم الإنسان. إنه يمد الجسم بتعليمات لبناء المناعة فقط".
 
وقد شرحت شركة فايزر، في موقعها الالكتروني، طريقة عمل لقاحات mRNA بالقول: "الـ mRNA (اي الحمض النووي الريبوزي المرسال) أو messenger RNA، هو جزيء يتكون من نيوكليوتيدات مرتبطة بترتيب فريد لنقل المعلومات الجينية الى الخلايا لإنتاج البروتينات أو المستضدات المشفرة بواسطة mRNA. وما أن يصبح الـmRNA في اللقاح داخل خلايا الجسم، فإن هذه الخلايا تستخدم أجهزتها الوراثية لترجمة المعلومات الجينية، وإنتاج المستضدات المشفرة بواسطة لقاح mRNA. ويتم بعد ذلك عرض المستضدات على سطح الخلية، حيث يتعرف اليها الجهاز المناعي الذي يولد استجابة، بما في ذلك إنتاج الأجسام المضادة ضد المستضد".
 
وتتوافق هذه الآراء العلمية مع رأي مارك ليناس Mark Lynas، الزميل الزائر في مجموعة تحالف العلوم بجامعة كورنيل، الذي قال لوكالة "رويترز" إنه لا يوجد لقاح يمكنه تعديل الحمض النووي البشري وراثيا". وأضاف: "هذه مجرد خرافة غالبا ما ينشرها نشطاء مناهضون للتطعيم لإثارة الارتباك وانعدام الثقة عن قصد".

وأوضح أن "التعديل الجيني يشمل الإدخال المتعمد للحمض النووي الغريب في نواة الخلية البشرية. واللقاحات ببساطة لا تفعل ذلك. فهي تعمل من خلال تدريب جهاز المناعة على التعرف الى العامل الممرض عندما يحاول إصابة الجسم. ويتم ذلك غالبا عن طريق حقن مستضدات فيروسية أو فيروسات حية ضعيفة تحفز الاستجابة المناعية من خلال إنتاج الأجسام المضادة".

وشرح أن "الحمض النووي (في لقاحات الحمض النووي) لا يندمج في نواة الخلية، لذا فإن هذا ليس تعديلا جينيا...".

كذلك، أوضح الدكتور بول ماكراي Paul McCray، أستاذ طب الأطفال وعلم الأحياء الدقيقة والطب الباطني في جامعة أيوا، لرويترز، كيف ستعمل لقاحات كوفيد-19 التي يجري تطويرها. وقال: "بالنسبة لكوفيد-19، فإن البروتين الرئيسي المستخدم لتقوية جهاز المناعة هو بروتين السنبلة "سبايك" (Spike protein) من الفيروس. ويمكن إعطاء هذا كلقاح بأشكال مختلفة، مثل الفيروس المعطل (الميت)، والبروتين المعبر عنه في ناقل دي إن إيه DNA،  أو آر إن إيه RNA الذي سيجعل الخلايا تصنع هذا البروتين، وما إلى ذلك.

لذلك فإن التعديل الوحيد للمضيف هو تحفيزها لتصنيع الأجسام المضادة والخلايا (المناعية) التائية التي تمنع الإصابة بالفيروس، أو تقتل أي خلايا مصابة لمنع أو تقليل شدة المرض. هذا ما يحصل إذا أصبت بعدوى فيروسية بشكل طبيعي. لكن اللقاح يخرج من المعادلة خطر الإصابة بمرض خطير".
 
تأكيد آخر نقله أخيرا فريق تقصي الأخبار في وكالة فرانس برس عن الدكتورة كيرستي شورت Dr Kirsty Short، الزميلة الباحثة في كلية الكيمياء والعلوم البيولوجية الجزيئية في جامعة كوينزلاند. "لقاح mRNA لا يمكن أبدًا، ابداً أن يدخل الجينوم"، على ما قالت. 
 
وشرحت أن "السبب هو أن الجينوم الخاص بالبشر مصنوع من الحمض النووي. وهذه المادة الوراثية هي الحمض النووي الريبي (RNA). والقاعدة في علم الأحياء هي أن الحمض النووي الريبي (RNA) لا يمكنه إدخال نفسه في جينوم الحمض النووي".
 
كذلك، أكدت بدورها البروفسورة هيلين بيتوسيس هاريس Professor Helen Petousis-Harris، الاختصاصية باللقاحات في جامعة أوكلاند، أن "الحمض النووي الريبي لا يمكنه تغيير جينوم الشخص".
 
النتيجة: المزاعم أن "اللقاحات الجديدة mRna (الحمض النووي الريبوزي المرسال) ضد فيروس كورونا ستعدل البشر وراثيًا" شائعات لا صحة لها. هذه اللقاحات الأولى من نوعها "لن تغيّر الحمض النووي للبشر ولن تتلاعب بها"، على ما يؤكد خبراء في هذا المجال. 


 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم