الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

المعارض الروسي اليكسي نافالني يغادر برلين عائداً إلى موسكو... رغم التهديدات باعتقاله

المصدر: أ ف ب
نافالني في طائرة متوجهة إلى موسكو، قبل الإقلاع من مطار برلين براندنبورغ في شوينفيلد جنوب شرق برلين (17 ك2 2021، أ ف ب).
نافالني في طائرة متوجهة إلى موسكو، قبل الإقلاع من مطار برلين براندنبورغ في شوينفيلد جنوب شرق برلين (17 ك2 2021، أ ف ب).
A+ A-
غادر المعارض الروسي اليكسي نافلني برلين، الاحد، عائدا الى موسكو بعدما تعافى من تسميم مفترض، وذلك رغم تهديد القضاء الروسي باعتقاله.

واقلعت الطائرة التي تقل نافالني وزوجته يوليا بعيد الساعة 15,00 (14,00 ت غ) من العاصمة الالمانية، وفق صحافيين لوكالة فرانس برس في الطائرة. وقال نافالني اثناء صعوده: "أنا واثق بأن الامور ستسير على ما يرام. هل سيتم توقيفي؟ هذا مستحيل، أنا بريء".

واضاف: "كان الأمر جيدا في المانيا، لكن العودة الى الوطن تبقى أفضل".

وفي مطار فنوكوفو في موسكو، حيث يتوقع وصول المعارض في الساعة 19,20 (16,20 ت غ)، لوحظ انتشار كثيف لشرطة مكافحة الشغب فيما تجمع نحو مئتين من أنصار نافالني أمام الحواجز التي اقيمت لمنعهم من بلوغ قاعة وصول المسافرين، وفق صحافيي فرانس برس.

وكتب نافالني على تطبيق إنستغرام قبل مغادرته: "انظروا الى أي مدى هم جبناء ويثيرون الشفقة والسخرية".

واضاف من مطار برلين قبل صعودة الى الطائرة: "كالعادة، ما يميز السلطات الروسية هو خوفها"، مبديا "سروره الكبير" بالعودة، ومؤكدا أن "ليس ما يخشاه في روسيا".

ومنذ أن أعلن خصم الرئيس فلاديمير بوتين الاربعاء نيته العودة إلى البلاد، حذرته مصلحة السجون الروسية مؤكدة أنها ستكون "ملزمة" باعتقاله لانتهاكه شروط حكم بالسجن مع وقف التنفيذ صادر في 2014.

ويقيم المعارض في ألمانيا منذ أواخر آب بعدما أصيب بإعياء شديد خلال رحلة العودة من سيبيريا إلى موسكو في إطار حملة انتخابية وأدخل المستشفى في مدينة أومسك حيث بقي 48 ساعة ثم نقل إلى برلين في غيبوبة بعد ضغط مقربين منه. 

وخرج نافالني من المستشفى في أوائل أيلول. وخلصت ثلاثة مختبرات أوروبية إلى أنه سمّم بمادة نوفيتشوك التي طورت خلال الحقبة السوفياتية من أجل أغراض عسكرية. وهذا الاستنتاج أكدته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية رغم نفي موسكو المتكرر.

ويقول نافالني إن أجهزة الأمن الروسية دبرت لاغتياله بأمر مباشر من فلاديمير بوتين.

وتنفي موسكو عملية التسميم جملة وتفصيلا رغم نتائج المختبرات الأوروبية التي تثبت أنه تعرض للتسمم. 

وحتى الآن، ترفض روسيا فتح تحقيق جنائي لمعرفة ما حصل لنافالني، بحجة أن ألمانيا ترفض نقل بياناتها إلى روسيا. 

لكن ألمانيا اعلنت السبت انها ارسلت إلى موسكو غالبية عناصر التحقيق القضائي المتعلق بقضية التسميم المفترض لنافالني. 

 وتضمّ عناصر الملف الذي نقل إلى السلطات القضائية الروسية، خصوصاً "محاضر جلسات استجواب" المحققين الألمان لنافالني، فضلا عن "عينات دم وأنسجة وقطع  ملابس".
 
وقالت المانيا انها تنتظر الان من موسكو ان "تُلقي الضوء على هذه الجريمة". 

واكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الاحد، أن موسكو تلقت الوثائق التي ارسلتها المانيا، لكنها اوضحت "انها لا تتضمن أساسا اي شيء" مما طلبته موسكو.

- تحقيق في احتيال -
تقول سلطات السجون الروسية إن نافالني لم يحترم حين كان في ألمانيا شروط حكم بالسجن مع وقف التنفيذ صدر بحقه العام 2014 والذي يلزمه بالتوجه مرتين في الشهر على الأقل إلى إدارة السجون. 

وفي نهاية كانون الاول، فتح في حق نافالني تحقيق بتهمة حصول "احتيال واسع النطاق". وأشارت لجنة التحقيق الفدرالية الروسية إلى أن شبهات تحوم حول إنفاق نافالني مبلغ 356 مليون روبل (3,9 مليون يورو بحسب سعر الصرف الحالي) لأغراض شخصية، كان مصدرها تبرعات جمعتها منظمات "عدة"، خصوصا جمعيات تكافح الفساد أو معنية بحماية حقوق الإنسان "يديرها نافالني".

ولا يزال نافالني الذي تتجاهله وسائل الإعلام الروسية وغير الممثل في البرلمان ولا يحق له الترشح بسبب إدانته بتهمة التهرب الضريبي التي وصفها بأنها قرار سياسي، أبرز أصوات المعارضة، ويعود ذلك بشكل اساسي إلى قناته على موقع يوتيوب التي يتابعها 4,8 ملايين شخص ومنظمته الخاصة بمكافحة الفساد. 

ورغم تعرض نافالني مراراً لملاحقات قضائية والحكم عليه بالسجن لفترات قصيرة، نجح هذا وهو الناشط في مجال مكافحة الفساد بتنظيم العديد من التظاهرات التي جرت متابعتها من كثب، فيما تسببت استراتيجياته الانتخابية بخسارات محرجة عدة للسلطة في استحقاقات محلية. 

لكن تبقى شهرته محدودةً خارج المدن الكبرى. وبحسب استطلاع للرأي أجراه مركز "ليفادا" المستقل، ايدت نسبة 20% فقط من الروس تحرك نافالني في حين رفضها 50%، أما الباقون فإما لم يسمعوا قط بالمعارض وإما رفضوا الادلاء بآرائهم.

ويرى خبراء أن عودة نافالني تطرح معضلة أمام الكرملين الذي عليه اتخاذ قرار بشأن سجنه فور رجوعه من ألمانيا أو تركه طليقاً، إذ إن ترك المعارض حراً يعرض الكرملين لخطر الظهور بمظهر الضعف، فيما إدانته بالسجن ستشكل فضيحة جديدة.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم