جزائرية نائبة لرئيس المفوضية الأفريقية... انتصار ديبلوماسي؟
بغالبية الثلثين، فازت الجزائر بمنصب نائب رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي لسفيرتها في إثيوبيا سلمى مليكة حدادي، بعد حملة ديبلوماسية كبيرة بدأت منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي.
انتصار ديبلوماسي
وأرجع المحلل السياسي عبد الحكيم بوغرارة نجاح الجزائر إلى مكانة المورد البشري الديبلوماسي الجزائري في أفريقيا. وقال لـ"النهار" إن "هذا الانتصار الديبلوماسي يؤكد أن للجزائر موثوقيّة كبيرة في أفريقيا وفي منظومة الاتحاد الأفريقي".
وأضاف أن الأفارقة انتخبوا برنامج عملٍ يدافع عن مصالحهم قبل أن ينتخبوا مرشحة الجزائر، بخاصة أن الاتحاد سيستفيد كثيراً من عمل المفوضية عموماً لكونها جهازاً متكاملاً يضم الكثير من الكفاءات الأفريقية، مشيراً إلى أن "الجزائر تجاوزت الأنا في خطاباتها في الاتحاد الأفريقي، وتركز على خدمة المصلحة العامة القارية".
وعن وصف المُنجز الديبلوماسي الجزائري بالانتصار، قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة الجزائر حمزة حسام، لـ"النهار"، إنه "بلا شك انتصارٌ ديبلوماسيّ للجزائر... كما هو انتصارٌ أيضاً لشخص السفيرة حدادي التي بذلت جهداً كبيراً خلال الفترة السابقة لإقناع الدول الأفريقية بجدارتها بالمنصب".
وأكد أن انتخاب حدادي سيحقق إيجابيات منها "عدم انجرار الهيئة الأفريقية نحو مشاريعَ ضارَّة بمصالح الجزائر أو تستهدف مكانتها داخل القارة على شاكلة المحاولة السابقة لإعطاء إسرائيل صفة الملاحظ داخل الاتحاد الأفريقي".
وهو ما ذهب إليه المحلل السياسي عمار سيغة، الذي أكد لـ"النهار"، أن هذا النجاح "سيمكّن الجزائر من تطبيق مقارباتها بتوحيد صفوف الأفارقة وبذل الجهود لصدّ كل المنافذ التي من شأنها تقويض الجهد الأفريقي، لاسيما ما تعلق منها بمناورات إسرائيل لاختراق الاتحاد الأفريقي والتي تصدت لها الجزائر سابقاً برفقة العديد من الدول الأفريقية".
وأضاف أن "فوز مرشحة الجزائر عن جدارة واستحقاق لم يكن سهلاً بل جاء نتيجة جهد ديبلوماسي ونتيجةً تراكميَّةً عرفتها السياسة الخارجية الجزائرية على أكثر من صعيد".
وتحدث سيغة عن عمل الجزائر المضني إقليمياً وقارياً من خلال دعم الهياكل الأفريقية بإنشاء صندوق التنمية الدولية الذي وُجِّه للتنمية الأفريقية وسد العجز الحاصل على مستوى هياكل الاتحاد الأفريقي، كذلك منح مليون دولار أميركي للآلية الأفريقية للتقييم من النظراء والتي ترأس اجتماعها الأخير الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مضيفاً أن هذه الخطوة أبدت بها الجزائر نياتها الحسنة في سبيل إرساء معالم الحكم الراشد في أفريقيا و"دمقرطة" الحكم والسياسة في البلدان الأفريقية.
الإعلامية المتابعة للشأن السياسي حكيمة ذهبي، أرجعت المنجز الجزائري إلى كاريزما السفيرة حدادي وعلاقاتها والقَبول الذي تحظى به داخل الإتحاد الأفريقي.
وأكدت ذهبي، لـ"النهار"، أن "الديبلوماسية الجزائرية لها رصيدٌ تاريخيٌّ كبير ولا أعتقد أن للأمر علاقة بكونها امرأة بقدر ما تمتلكه من خبرة طوال عِقدين من الزمن شغلت خلالهما مناصب ديبلوماسية، ما جعلها الأقرب الى أن تُقدَّم مرشحة للجزائر".
وأعربت ذهبي عن اعتقادها أن حدادي ستستثمر في خبرتها الديبلوماسية "خصوصاً أن المفوضية هي محرك التكامل الأفريقي الذي ترافع من أجله الجزائر من خلال تفعيل كل الميكانيزمات الأفريقية".
ولفتت إلى أن "عضوية الجزائر غير الدائمة في مجلس الأمن أتاحت وتتيح لها فرصة الدفاع عن مصالح القارة الأفريقية، ووجود سفيرتها مليكة حدادي في منصب نائب رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي يمكِّنها من التنسيق أكثر بين الهيئتين"، مشيرة إلى إمكان العمل نحو الوصول إلى تمثيل القارة الأفريقية بمقعد دائم في مجلس الأمن.
نبض