التئام شمل عائلات فلسطينية مع عودة حشود ضخمة إلى شمال غزة
هرولت أم علي محسن لعناق ابنتها وحفيديها عندما رأتهم بعد فراق 15 شهرا بسبب حرب غزة عقب عودتهم مع فلسطينيين آخرين إلى شمال القطاع على أثر وقف إطلاق النار.
وعائلة أم علي واحدة من عائلات عديدة التئم شملها في شمال غزة الذي يعود إليه من الجنوب مئات الآلاف من النازحين للبحث عن أفراد عائلاتهم الناجين وما تبقى من منازلهم.
وقالت أم علي وهي تحمل حفيدتها الصغيرة: "اشتقت لهم كثيرا... عند رؤيتهم انسى التعب والحرب".
وردت إسرائيل على هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) عليها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 بحملة عسكرية على غزة كانت أكثر كثافة في شمال القطاع مقارنة بأي مكان آخر فيه وأصدرت مرارا أوامر للمدنيين هناك بالمغادرة.
ولم يُسمح لأي من سكان الشمال بالعودة قبل يوم الأحد وفقا لشروط اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه "حماس" وإسرائيل في وقت سابق من الشهر، لكن العديد منهم يعود الآن إلى منازلهم هناك.
وكانت أم علي تنتظر ابنتها سعاد عطا الله وزوجها وحفيديها منذ الصباح عند أول ميدان بعد الحاجز المؤدي إلى النصف الشمالي من غزة.
وكان الناس يتحركون من حولها وهم يحملون حقائب ضخمة وبعضهم يدفع كراسي متحركة أو عربات محملة بحقائب سفر. كما كانت هناك دراجات نارية تجر عربات محملة بأمتعة.

نقطة تفتيش
وعند نقطة التفتيش، اصطفت المركبات لأميال من أجل العودة إلى الشمال.
مشاهد جمع شمل العائلات تكررت في الميدان لسهولة العثور عليه في ظل ضعف شبكات الاتصالات والإنترنت، وأخذ السكان يتعانقون ويبكون فرحا.
وقالت أم علي: "الفراق صعب والانتظار أصعب. من الصباح وأنا أنتظرهم. صعب صعب الانتظار".
ونزحت ابنتها سعاد عطاالله مع أسرتها في بداية الحرب عندما بدت المناطق الجنوبية من قطاع غزة أكثر أمانا.
وعلى الرغم من تعرض الشمال لأكثر الضربات الإسرائيلية شدة، لم تترك حملة إسرائيل مكانا في غزة دون أن تستهدفه وهو ما أجبر معظم العائلات على النزوح مرارا فيما واصلت موجات القصف تدمير مواقع أخرى بالقطاع.
ورغم سعادتهم بالتئام شملهم، تُظهر المباني المدمرة حولهم المصاعب التي ستواجهها العائلة للتعافي. وقالت أم علي إن منزل العائلة طاله الدمار بفعل القصف لذا سيعيشون جميعا في خيام.

نبض