المشرق-العربي 28-01-2025 | 05:17

بعد عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة... ما مصير خطة ترامب لتهجيرهم؟

من المرجح أن أغلب الفلسطينيين في غزة والضفة، سيعارضون الخطة بكل قوتهم، إذ يعتبرون، سواء في السلطة الفلسطينية أم في "حماس"، أن هدف الحرب على غزة هو دفع الفلسطينيين إلى الهجرة منه،

فلسطين- مرال قطينة

المصدر: النهار

بعد عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة... ما مصير خطة ترامب لتهجيرهم؟

عائدون إلى غزة بكل الوسائل (أ ف ب)

بين مشاهد عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة وتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن ترحيل الغزاويين، أقل من 24 ساعة. ويبدو أن تصريحات ترامب لم تخرج من فراغ وليست زلة لسان بل إنها جزء من خطط كبرى.
خطة ترامب
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تقريراً تناول خطة "الإخلاء والبناء" في غزة التي طرحها ترامب، وهي فكرة كان رجال أعمال إسرائيليون وأميركيون طرحوها في بداية الحرب لإعادة إعمار غزة وتحويلها إلى سنغافورة الشرق الأوسط كحل محتمل لقضية "اليوم التالي"، فإعادة إعمار غزة من دون وجود غالبية السكان، كما يقترح ترامب، لن تسمح لـ"حماس" وللفصائل الأخرى بإقامة البنية التحتية مثل الأنفاق والقاذفات المدفونة.
وبحسب الصحيفة، يعيش 1.9مليون شخص من أصل 2.2 مليوني فلسطيني في غزة في المنطقة الساحلية-التي تشكل 25% من أراضي القطاع- في أماكن موقتة وخيام، وعندما يعود النازحون إلى شمال غزة ويجدون منازلهم في جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا مدمرة بالكامل، فإنهم سيقيمون الخيم هناك-وسيكون الأمر أسوأ- لأنه لن يكون هناك حد أدنى من البنية التحتية.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان ترامب وأعضاء إدارته بحثوا الفكرة مع الحكومة الإسرائيلية ومع دول مثل قطر والإمارات والسعودية، التي من المفترض أن تمول المشروع، لكن من الواضح أن فكرة نقل جزء كبير من سكان قطاع غزة إلى مكان آخر حتى إعادة بنائها من جديد، كانت محل نقاش الإدارة الجديدة قبل أن يتولى ترامب منصبه.
وأوضحت "يديعوت أحرونوت" أنه في الأسبوع الذي سبق التنصيب، طرح مسؤول أميركي من فريق ترامب، فكرة نقل سكان غزة إلى أندونيسيا، لكن تعامل جميع الأطراف مع هذه الفكرة باعتبارها نزوة غير جادة من نزوات الإدارة الجديدة، التي لا تعرف ولا تستوعب لا الظروف ولا الثقافة الشرق أوسطية، لكن يبدو أن ترامب جاد للغاية بشأن خطة "الإخلاء وإعادة الإعمار"، وقد ناقشها مع العاهل الأردني عبدالله الثاني، ومن المقرر أن يتحدث بشأنها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأضافت الصحيفة أن "من خلال محادثة ترامب مع الصحافيين نستطيع أن نفهم أن الملك الأردني لم يعط إجابة إيجابية، لكنه لم يرد بالسلب أيضاً، لأنه، على ما يبدو، يخشى إغضاب ترامب الذي لا يقبل الرفض ويهدد بفرض عقوبات على كل من يعارضه"، الا أن من المتوقع أن يعارض هذه الخطة كل الأطراف العرب المشاركين أو الذين قد يشاركون فيها بشكل مباشر أو غير مباشر.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإسرائيليين يؤيدون الفكرة، لأنها تسمح بتأجيل حل قضية الحكم المدني في غزة سنوات، معتبرين أن بناء القطاع وهو فارغ تقريباً باستثناء بضع مئات الآلاف، سيسمح لإسرائيل بمراقبة عدم استغلال إعادة الإعمار لإنشاء البنية التحتية العسكرية للتنظيمات المسلحة، فوق الأرض وتحتها، كما يسمح لإسرائيل بالتأثير على بنية القطاع والترتيبات الأمنية التي سوف يتم تطبيقها هناك، ناهيك بأرباح توريد المواد والخبرات وعبور البضائع.
ولكن من المرجح أن أغلب الفلسطينيين في غزة والضفة، سيعارضون الخطة بكل قوتهم، إذ يعتبرون، سواء في السلطة الفلسطينية أم في "حماس"، أن هدف الحرب على غزة هو دفع الفلسطينيين إلى الهجرة منه، وعندما تصبح غزة فارغة سيدخلها المستوطنون الإسرائيليون.
وختمت الصحيفة بأن الفلسطينيين سينظرون إلى الخطة باعتبارها محاولة صارخة لنفيهم بشكل دائم من أرضهم، وهو ما يطلقون عليه "النكبة الثانية".

الموقف الفلسطيني
ووصفت الفصائل الفلسطينية الخطة بأنها تكشف حجم المؤامرة كجزء مستكمل لخطة اليمين الإسرائيلي المتطرف، وتستدعي وحدة الموقف وسرعة بناء استراتيجية وطنية والتوافق لإفشال مخطط التهجير.
وقال الناطق الرسمي بإسم "فتح" عبد الفتاح دولة إن "عودة الفلسطينيين إلى بقايا منازلهم المدمرة ورغبتهم في دفن أحبائهم واستعادة حياتهم رغم الكارثة التي يواجهونها، تؤكد تمسك شعبنا بأرضه وحقوقه التاريخية، ولن تنال منه أي مشاريع أو أفكار تستهدف مستقبله ووجوده"، رافضاً بشدة "أي محاولات للتهجير قسري تحت ما يُسمى بخطة التطهير، وتمس بوحدة الأرض الفلسطينية في غزة والضفة والقدس".