يتطلع منتخب ألمانيا لمواصلة تفوقه الواضح في المواجهات الأخيرة ضد نظيره الإيطالي، حين يحل ضيفاً على ملعب سان سيرو في ميلانو بذهاب ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية.

فبعد أن كان الطليان يتغنون بتفوقهم التاريخي على الألمان وتشكيل عقدة لهم، تغيرت الحال في آخر 13 سنة، بحيث لم يتمكن الإيطاليون من تحقيق أي فوز في آخر 6 مواجهات من "كلاسيكو أوروبا"، فجاء التعادل في ودية 2013، ثم الخسارة ودياً بنتيجة 4-1، وبعدها الإقصاء بركلات الترجيح في ربع نهائي يورو 2016، قبل أن يتعادلا ودياً مرة أخرى في 2016، ورسمياً في دوري الأمم في 2022، ثم جاء اللقاء الأخير بينهما ليشهد كتابة تاريخ جديد حين تفوق الألمان بخمسة أهداف لهدفين في حزيران تموز 2022 محققين فوزهم الرسمي الأول على إيطاليا بمباراة من 90 دقيقة، من دون اللجوء الى ركلات الترجيح، لذا لم يعد السؤال عن عقدة الطليان للألمان اليوم، بل بات يتعلق بما إذا كانت إيطاليا قادرة على العودة الى الانتصارات من جديد أمام الألمان.

واقع العقدة الإيطالية كان من القصص التي تحتمل أساساً بعض الجدل، إذ كان البعض يعتقد أن المواجهات الرسمية للفريقين كانت تشهد تفوقاً كاسحاً للطليان، لكن في الواقع كان التعادل هو النتيجة التي حضرت في لقاءاتهما مونديالياً أعوام 1962 و1978، وفي يورو 1988 و1996 وجميع هذه اللقاءات كانت في دور المجموعات، وفي هذه الدورات الأربع أنهى الألمان الدور وهم يتقدمون على الطليان في الترتيب، ومن بينها يورو 1996 حين تسبب التعادل في الجولة الأخيرة بإقصاء إيطاليا من البطولة، لكن في المقابل كرست إيطاليا عقدتها بفضل التفوق على ألمانيا في الأدوار الإقصائية مونديالياً أعوام 1970 و1982 و2006 وأضافت إليها يورو 2012 حين أوقف بالوتيلي وزملاءه جيلاً ألمانياً ذهبياً وقضى على أحلامه في الذهاب للنهائي، أما الحصيلة التاريخية فتشير حالياً الى 15 فوز اً إيطالياً في مقابل 12 تعادلاً و10 انتصارات ألمانية.

سواء في لقاء الذهاب الخميس، أو الإياب الأحد، سيفتقد كل منتخب لسلاح فتاك، بحيث يدخل الطليان اللقاء من دون خدمات دي ماركو المصاب، مع مواصلة سباليتي تغيير جلد الفريق باستبعاد لوكاتيللي في ظل سعيه للاستفادة من ثنائية باريللا وتونالي الذي استعاد ألقه في نيوكاسل هذا الموسم.

في المقابل يفتقد الألمان جوهرتهم فيرتز الذي يعول عليه ناغيلسمان لبناء مستقبل المانشافت برفقة موسيالا بعد اعتزال 4 من النجوم الكبار عقب انتهاء يورو 2024، إضافة الى غياب هافيرتز وتيرشتيغن للإصابة، في الوقت الذي يعول فيه المدرب على خياراته الجديدة في المنتخب مثل كلايندينست الذي سجل هدفين في أول 4 مباريات دولية، وأونداف، 3 أهداف في 5 مباريات، مع عودة أديمي للمنتخب بعد أن ابتعدت عنه الإصابات مؤخراً.

من تدريبات منتخب ألمانيا لمواجهة إيطاليا (أ ف ب)

لم تبتسم بطولة دوري الأمم لأي من المنتخبين في الدورات الثلاث الماضية، فهذه هي المرة الأولى التي يتجاوز فيها الألمان دور المجموعات بعد تغيير شكل البطولة وإضافة الدور ربع النهائي للمنافسات، في حين وصل الطليان الى نصف نهائي الدورتين الماضيتين، وفي المرتين كانت إسبانيا السبب في إنهاء رحلة "أزوري" بالبطولة، ويوم الأحد سيلتقي المنتخبان في ملعب دورتموند الذي شهد تسجيل غروسو وديل بييرو هدفي الفوز على ألمانيا في نصف نهائي مونديال 2006، وسيحدد ذلك اللقاء هوية المتأهل منهما الى نصف النهائي بحثاً عن تتويج أول في بطولة قررت أن تخاصم حتى الآن المنتخبين الأوروبيين الأكثر عراقة مونديالياً.