النهار

هل تبقى طرابلس رهينة الفلتان الأمني؟ الخطط السابقة سقطت واستمرار العدوان الاسرائيلي يؤجل المؤجل
طوني فرنجية
المصدر: النهار
تعيش طرابلس ليالي وأياماً صعبة جراء استشراء التفلت الأمني واستفحاله وخصوصاً ليلاً، ولم تنفع في الحد منه كل الخطط الأمنية التي نفذت الى الآن لأنها بحسب المراقبين، كانت من باب رفع العتب ولم تكن بالجدية والاستدامة الكافيتين لردع المخلّين ومنع العابثين من فرض هيمنتهم على شوارع المدينة وفي أسواقها،
هل تبقى طرابلس رهينة الفلتان الأمني؟ الخطط السابقة سقطت واستمرار العدوان الاسرائيلي يؤجل المؤجل
الى متى تبقى طرابلس رهينة الفلتان؟
A+   A-

تعيش طرابلس ليالي وأياماً صعبة جراء استشراء التفلت الأمني واستفحاله وخصوصاً ليلاً، ولم تنفع في الحد منه كل الخطط الأمنية التي نفذت الى الآن لأنها بحسب المراقبين، كانت من باب رفع العتب ولم تكن بالجدية والاستدامة الكافيتين لردع المخلّين ومنع العابثين من فرض هيمنتهم على شوارع المدينة وفي أسواقها، تشليحاً وسرقة وتشبيحاً وإطلاق نار عشوائياً ورمي قنابل، مما زاد من هلع الآمنين وأوقع ضحايا بشكل شبه يومي، وحوّل المدينة بين الغروب والشروق مدينة اشباح لا حركة فيها إلاّ في حالات طارئة.

حتى الساعة لم تنفع كل الدعوات الطرابلسية الى الضرب بيد من حديد لوقف هذه الأعمال خصوصاً أن المدينة "أم الفقير"، ويقصدها المتسوّقون  من كل المناطق الشمالية للتبضع مستفيدين من تدني الأسعار وتعدد الخيارات.

وتعج شوارعها يومياً بحركة كثيفة لكنها حركة نهارية تنتفي ليلاً وخصوصاً أن التفلّت تمدد الى محلة الضم والفرز السياحية الجديدة، والتي باتت بمطاعمها ومقاهيها ومحلاتها التجارية مقصداً للرواد من المناطق المختلفة.

رصاص... رصاص
الرصاص في كل زمان ومكان، أحياناً قد يدوي نهاراً لكنه يلعلع باستمرار تحت جنح الظلام، ويواكب كل المناسبات، سواء كانت اجتماعية (أعراس، ولادات، جنازات، طهور، خروج من سجن، نجاح بشهادة، ولادات وغيرها)، أم جراء خلافات وشجارات وأخذ بالثأر واستهداف محلات أو مقاه أو مولدات كهرباء، أو في إطار صراع على زعامة شارع أو حي، أو إثر حادث سير، إضافة الى عمليات ترويع وترهيب تترجم بتفجير قنابل ليلاً في مجرى نهر أبو علي. 

 

أما الرصاص الطائش فيتساقط في كل مكان ويدخل البيوت ويتسبب بقتلى وجرحى وبخسائر خصوصاً في ألواح الطاقة الشمسية ليس في طرابلس فحسب بل أيضاً في البداوي والقلمون. والقوى الأمنية التي لا ناقة لها ولا جمل، تضبط الرصاصات الفارغة وتتعرف الى القتيل أو الجريح ويفرّ القاتل المتسبب، ليصار بعدها الى حملات دهم قد توفّق في توقيف مطلوب أو مرتكب وقد لا توفّق كما يحصل غالباً في القبة والتبانة والسقي ومشروع الحريري ومحرم، وصولا الى الزاهرية والتل فالضم والفرز.

تشليح ونشل وسرقات
التشليح بات يرتكب نهاراً بعدما كان محصورا بالليل، لذلك تتجنّب النساء التزيّن بالذهب والحلى إن خرجن الى الشارع. كذلك إن تجرأ أحد وحمل هاتفاً خليوياً، فعلى الأرجح سيمر راكب دراجة نارية، وما أكثرهم، ويخطفه من يده أو يدها. ولا ننسى الحقائب النسائية والجزادين التي هي أيضاً هدف للنشالين. وتشهد طريق وادي هاب يومياً عمليات تشليح تحت تهديد السلاح وتنتج منها أحياناً ضحايا وإصابات.

والسرقات  "على عينك يا تاجر"، وهي تشمل كل ما يمكن حمله من البيوت والمحلات، من مضخات المياه وغيرها، وبات الأهالي يعزّزون رقابتهم على أحيائهم، والويل  للحرامي الذي يقع بين أيديهم قبل أن يسلموه الى الجهات الأمنية المختصة آو للشرطة البلدية.

كل ما تعيشه المدينة من فلتان، دفع الغيارى من الاهالي الى اجتماعات خلصت الى مناشدة أبناء المدينة لرئيس الحكومة ووزير الداخلية ونوابها والقوى الأمنية لتنفيذ خطة أمنية مستدامة تعيد الطمأنينة الى السكان وتضمن سلامة زوار الفيحاء.

نماذج من شكاوى الناس
هنا عيّنات من شكاوى الناس على مواقع التواصل الاجتماعي:
"السلام عليكم أخي. عفواً عالازعاج. بس ممكن تساعدونا ب إرسال دعوة للقوى الأمنية عبر منصتكم لضبط عملية إطلاق النار بالليل وأصوات ماكينات صيد العصافير بين المنازل، لأن والله شي منو محمول. و ما حدا عم يذوق. يعني شو قاعدين بلا أكل حتى ما بيخلو لا كبير و لا طفال ينام؟".

وأورد آخر:  "من شوي (قبل قليل) وأنا طالع على أوتوستراد مجدليا قبل الحاجز، رمى شبان حجراً عليّ لأتوقف (بقصد سلبه) بس ضليت ماشي . لحقوني بالموتور أربعة معن سلاح. كرمال الناس تنتبه وتاخد حذرها".
ويؤكد آخرون تعرضهم في المحلة نفسها لمحاولات سلب. 

في حين يحذّر آخرون من سلوك هذه الطريق ، كاتبين:
"يرجى الانتباه لسالكي طريق وادي هاب، أفاد شهود عيان عن رؤية ملثمين (إثنين) الساعة 10:10 مساء اليوم في المحلة المذكورة يستقلان دراجة نارية الى جانب الطريق لجهة أبي سمراء طرابلس".

الأكثر قراءة

لبنان 12/4/2024 10:55:00 AM
قررت محكمة فرنسية في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وضع نهاية في 6 كانون الاول (ديسمبر) الجاري لأكثر من 40 عاما أمضاها لبناني اسمه جورج ابراهيم عبدالله في سجن بمنطقة جبال "البيرينيه" الفاصلة بين فرنسا وإسبانيا، هو "لانيميزان" البعيد 120 كيلومترا عن مدينة تولوز، والسماح له بمغادرة الأراضي الفرنسية يوم الجمعة المقبل، وقد أصبح عمره 73 عاما.

اقرأ في النهار Premium