تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو بادعاء انه يصور تحرك قوافل من المعدات الهندسية المصرية في شوارع مصر وأمام معبر رفح قبل دخولها قطاع غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار الأخير. الا ان هذا الزعم مضلل تماما. FactCheck# 

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

فقد نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يتضمن مشاهد عدة، منها تحرك قافلة من المعدات الهندسية لرفع الأنقاض وتمركز بعضها أمام معبر رفح، بمزاعم انها صورت قبل دخول القافلة قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار الأخير، لبدء عملية إعادة الإعمار. ونشر حساب على موقع انستغرام هذا الفيديو، وكتب (من دون تدخل): "ام الدنيا غزة مصر".

View this post on Instagram

A post shared by Mahmoud Slomaa (@ma7moud_slomaa)

حقيقة الفيديو 

ولكن بعد تفكيك المقطع إلى صور عدة عبر أداة InVid، قاد البحث العكسي إلى أن مشاهد المقطع قديمة، إذ انها  تعود إلى عام 2021.

فقد أسفرت عملية البحث الأولى عن ظهور صورة في مقطع الفيديو لاصطفاف معدات هندسية أمام معبر رفح استعدادا لدخول قطاع غزة، وقد نشرها موقع آلامي Alamy لتخزين الصور بتاريخ 4 حزيران (يونيو) 2021.

وكتب الموقع وصفا للصورة (من دون تدخل): "غزة، فلسطين. 04 حزيران/يونيو 2021. دخول معدات مصرية لإعادة إعمار غزة. قافلة من الجرافات والمعدات الثقيلة مقدمة من مصر تصل إلى الجانب الفلسطيني عبر معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة".

واضاف: "أرسلت مصر قافلة مساعدات محملة بالحفارات والشاحنات والرافعات من أجل إعادة إعمار غزة بعد وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية بين حماس وإسرائيل وأنهى 11 يومًا من العنف".

ونشرت الصورة ذاتها ضمن تقرير لمجلة the arab weekly بتاريخ 29 حزيران/ يونيو 2021، بعنوان: "السيسي يشير إلى نيته مواصلة دوره في إعادة إعمار غزة وتسوية النزاعات".

وبعد البحث في موقع يوتيوب عن المعدات الهندسية المصرية في غزة بتاريخ 2021، تبين انه تم جمع عدد من المقاطع الأصلية في الفيديو المتداول.

فقد ظهرت عدد من المقاطع المتداولة في فيديو نشرته وكالة "فرانس برس" في يوتيوب بتاريخ 4 حزيران (يونيو) 2021 بعنوان: "مصر ترسل معدات هندسية وطواقم فنية الى غزة للتحضير لإعادة الإعمار | AFP".

وجاء في وصف الفيديو: "أرسلت مصر الجمعة قافلة تضم أطقمًا فنية ومعدات هندسية لرفع الأنقاض التي خلفها القصف الاسرائيلي لغزة خلال الحرب الاخيرة بين إسرائيل وحماس والتحضير لعمليات إعادة الإعمار، بحسب بيان رسمي.

كذلك، ظهرت المقاطع الأخرى التي تصور حركة المعدات الهندسية في شوارع القاهرة حتى دخولها قطاع غزة لبدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة، ضمن مقطع فيديو لنشرة التاسعة على القناة الأولى المصرية (حكومية) في موقع يوتيوب، بتاريخ 8 حزيران (يونيو) 2021.

ونعثر ايضا على عدد من هذه المشاهد ضمن تقرير مصور نشرته قناة مصدر الاخبارية في 5 حزيران 2021 في يوتيوب، بعنوان: "دخول معدات وآليات مصرية عبر معبر رفح للمساعدة في إزالة الركام والإعمار بعد العدوان". 

وكتبت الشبكة الإعلامية الفلسطينية مع تقريرها انه "دخلت الجمعة (4 حزيران 2021) إلى قطاع غزة عبر معبر رفح آليات ومعدات هندسية ثقيلة لإزالة أثار ركام العدوان الإسرائيلي وتسريع عمليات الإعمار. وقال مراسل مصدر الإخبارية إن آليات ومعدات هندسية وأطقم مصرية دخلت إلى قطاع غزة قبل قليل للمساهمة في إزالة الأنقاض وركام المنازل المهدمة".

تدفق المساعدات 
وكانت الأمم المتحدة أكدت في وقت سابق عدم ورود أي تقارير عن تعرّض قوافل إغاثة للنهب في غزة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ.

وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لايركه للصحافيين في جنيف: "في أول يومين لدخول (المساعدات)، لم ترد أي تقارير عن عمليات نهب أو هجمات ضد العاملين في مجال الإغاثة".

وأضاف أنه خلال الحرب التي استمرت 15 شهرا، "كان هناك تاريخ حزين ومأسوي من أعمال النهب... خلال اليومين الماضيين، لم نشهد أي أعمال نهب. ولم نشهد أي عصابات أو مجموعات مسلحة منظمة، مهما كان اسمها، تهاجم المساعدات التي تصل إلى غزة".

وخلال الحرب، استنكرت  الأمم المتحدة مرارا العقبات التي تحد من تدفق المساعدات وتوزيعها في القطاع.

وبدأت المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها تتدفق إلى غزة بعدما أجرت إسرائيل وحركة حماس الأحد الماضي أول عملية تبادل للرهائن مقابل معتقلين فلسطينيين بموجب شروط وقف إطلاق النار.

وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 900 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية دخلت غزة الاثنين.

والأحد، في اليوم الذي دخل فيه الاتفاق حيز التنفيذ، دخلت 630 شاحنة غزة. وقال لايركه إن منظمات الإغاثة حريصة على "تسليم أكبر كمية ممكنة" خلال الهدنة.

وأضاف: "الجوع منتشر على نطاق واسع. والناس بلا مأوى".

ودمرت الحرب معظم قطاع غزة وشردت الغالبية العظمى من سكانه البالغ عددهم 2,4 مليوني نسمة، وكثير منهم هجروا مرات عدة.

وقال لايركه إنه من المهم أن ننظر إلى قضية النهب "في الصورة الأوسع لمعرفة سبب وجود هذه العصابات في المقام الأول".

وعلى الرغم من شح المساعدات الداخلة إلى القطاع قبل اتفاق وقف إطلاق النار، أشار إلى أن "كل ما دخل غزة... كان ذا قيمة عالية جدا... وكانت هناك حوافز للقيام بذلك (النهب). والآن، بالطبع، كلما زادت المساعدات... الأرجح ألا تكون هذه الحوافز موجودة بالقدر ذاته".

الخلاصة: الفيديو المتداول فيديم، اذ تعود مشاهده إلى حزيران 2021. وهو يصوّر قافلة من المعدات الهندسية المصرية تستعد لبدء عملية إعادة إعمار غزة.