تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة بمزاعم أنَّها تظهر "إلقاء قوات الأمن السورية القبض على مجموعات مسلحة صوّرت مشاهد في مدينة حلب". إلا أن هذا الادعاء خاطئ. فالصورة تعود إلى 8 ايار 2022، وتظهر القاء "قسد" القبض على "متزعم لخلايا داعش ومتعاونَين محليَّين اثنَين معه في الرقة" شمال سوريا، وفقا لما أعلنت. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في المنشور المتداول، صورة يظهر فيها عناصر عسكريون مع ثلاثة اشخاص مكبلين، ووجوههم مغطاة، اضافة الى قطع من السلاح مضبوطة في غرفة. وكتبت مصادر الادّعاء (دون تدخّل): "الأمن السوري يلقي القبض على مجموعات مسلحة صورت مشاهد في عدد من أحياء حلب لتوحي بانه تمت السيطرة عليها".
وقد تحقّقت "النّهار" من صحة الادّعاء، واتّضح أنَّه مضلل وغير صحيح:
الصورة قديمة، اذ تم نشرها، في مواقع اخبارية عدة، في 8 ايار 2022. وتعود لإلقاء قوات سوريا الديموقراطية (قسد) القبض على "قيادي من داعش واثنين من المتعاونين معه في مدينة الرقة بشمال سوريا"، وفقا لما أعلنت.
وجاء في هذه التقارير الاخبارية ان "قوات سوريا الديموقراطية (قسد) أعلنت يومذاك اعتقال ثلاثة أشخاص، بينهم متزعم لداعش، وإثنين آخرين متعاونين معه محلياً، بعد مهاجمتها مخبأ لداعش في مدينة الرقة".
وذكرت قسد في بيان أنه "بعد عملية تتبع دقيقة، دهمت الوحدات منزلاً كان يختبأ فيه الإرهابي المطلوب، وتم إلقاء القبض عليه وضبط كمية من الوثائق والأسلحة".
واشارت الى ان "الإثنين المقبوض عليهما، إلى جانب القيادي الداعشي، كانا يعملان في "تأمين الملاذ الآمن وتسيير تنقلاته واتصالاته". ولم تقدم مزيداً من التفاصيل عن هويات المعتقلين.
وقد نشرت "قسد"، في 8 ايار 2022، في قناتها على منصة يوتيوب، فيديو للعملية التي نفذتها قواتها يومذاك. وقالت: "بعد عملية تتبع دقيقة، دهمت وحداتنا منزلاً كان يختبأ فيه الإرهابي المطلوب، وتم إلقاء القبض عليه وضبط كمية من الوثائق والأسلحة. وكان اثنين من المرتزقة المحليين يتعاونان مع الإرهابي المطلوب في تأمين الملاذ الآمن وتسيير تنقلاته واتصالاته، وتم إلقاء القبض عليهما أيضاً".
المعارضة السورية تسيطر على حلب
ويأتي انتشار الصورة، بهذه المزاعم الخاطئة، في وقت تتسارع الأحداث في سوريا، حيث أعلنت "هيئة تحرير الشام" -جبهة النصرة سابقاً- وفصائل معارضة، اليوم السبت، السيطرة على كامل محافظة إدلب بشمال غرب سوريا.
وسيطرت "تحرير الشام" والفصائل على مدينتي معرة النعمان وكفرنبل بالريف الجنوبي لإدلب، وسط أنباء عن انسحاب القوات الروسية من مدينة الصقيلبية بالريف الشمالي الغربي لحماه.
كذلك، سيطرت فصائل "الجيش الوطني السوري"، على قرى دير قاق والشماوية وطومان وأبوطلطل، وشيخ دان وعران ومزارع إكسار شرق مدينة مارع بالريف الشمالي الشرقي لحلب، بحسب ما أفادت وسائل إعلام سوريّة.
وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن بأنَّ قوات سوريا الديموقراطية سيطرت على مطار حلب الدولي ونبل والزهراء.