النهار

هذه الصورة لا تظهر عودة نازحين لبنانيين إلى بلداتهم بعد وقف إطلاق النار FactCheck#
هالة حمصي
المصدر: النهار
هذه الصورة لا تظهر عودة نازحين لبنانيين إلى بلداتهم بعد وقف إطلاق النار FactCheck#
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+   A-

المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "نازحين لبنانيين عائدين الى ديارهم منتصرين"، بعد وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله أخيرا.

 

 

الا أنّ هذا الادعاء غير صحيح.

 

 

الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى 5 حزيران 2000. وتظهر مقاتلين في  حزب الله يقومون بعرض في الضواحي الجنوبية لبيروت على مركبات مدرعة ودبابات تركتها الميليشيات العميلة لإسرائيل، جيش لبنان الجنوبي، بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان. FactCheck#

 

 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

 

 

منذ ايام قليلة، تضجّ الصورة في وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع اخبارية، مرفقة بوسم "حزب الله منتصر". اللقطة تظهر اشخاصا تجمعوا فوق شاحنة كانت تسير على طريق، بينما رفعوا أعلام حزب الله. وقد ارفقتها حسابات بتعليقات مثل "رجعنا الى ديارنا منتصرين حاملين صور سيّدنا الشهيد وشهدائنا العظام"، و"عادوا الى ديارهم مرفوعي الرأس"، "منتصرين". 

 

 

 

 

 

آلاف النازحين في لبنان يعودون الى مناطقهم

تزامن انتشار الصورة مع استمرار، الاربعاء 27 تشرين الثاني 2024، عودة آلاف اللبنانيين إلى مناطقهم وبلداتهم في أنحاء مختلفة من البلاد بعد سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، وبعد أكثر من عام على مواجهة تطوّرت قبل شهرين الى حرب مفتوحة أسفرت عن مقتل الآلاف وتهجير مئات الآلاف وألحقت دمارا واسعا، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس". 

وسرت الهدنة التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن ليل الثلثاء 26 منه، اعتبارا من الرابعة فجرا (02,00 ت غ)، ويفترض أن تضع حدا لنزاع بدأ في الثامن من تشرين الأول 2023 غداة اندلاع الحرب في قطاع غزة بين الدولة العبرية وحركة حماس الفلسطينية، إثر فتح حزب الله ما سماها "جبهة إسناد" لغزة.

ومع ساعات الصباح الأولى الأربعاء، شوهدت برس أرتال من السيارات والحافلات تنقل نازحين عائدين الى الجنوب والبقاع (شرق) والضاحية الجنوبية لبيروت. وشهد الخط الساحلي بين بيروت والجنوب زحمة سير وسيارات وحافلات صغيرة محمّلة بفرش النوم وأكياس وحقائب وناس تتجّه جنوبا. وبدت معالم الفرح على وجوه العائدين، ورفع بعضهم شارة النصر أو قبضاتهم احتفالا، وأطلق آخرون أبواق السيارات.

 

وبموجب اتفاق وقف النار، أكد الجيش اللبناني أنه بدأ تعزيز انتشاره في جنوب لبنان، خصوصا في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني الواقع على مسافة نحو 30 كلم من الحدود. وينصّ الاتفاق على حصر الوجود المسلح في هذه المنطقة بالجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل).

 

وقد أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، أنه شنّ غارة جوية ضد هدف لحزب الله في جنوب لبنان، في هجوم هو الثاني من نوعه ولليوم الثاني تواليا، منذ بدء سريان وقف إطلاق النار بين الطرفين الأربعاء.

 

حقيقة الصورة 

الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذا. 

 

يؤكد ذلك العثور عليها، بالبحث العكسي، مؤرشفة في موقع وكالة غيتي ايماجيز Getty Images في 5 حزيران 2000، مع شرح انها تظهر "مقاتلين في حزب الله يقومون بعرض في الضواحي الجنوبية لبيروت في 5 حزيران 2000 على مركبات مدرعة ودبابات تركتها الميليشيات العميلة لإسرائيل، والتي تم حلها الآن، جيش لبنان الجنوبي، بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان".

 

تصوير: رمزي حيدر RAMZI HAIDAR / وكالة الصحافة الفرنسية. 

 

 

ونشرت الوكالة صورا اخرى مماثلة لذلك العرض يومذاك. 

 

 

وكان الجيش الإسرائيلي انسحب من جنوب لبنان في 24 ايار 2000، بعد 18 عاما من الاحتلال المتواصل الذي بدأ في 6 حزيران 1982. وبعد كل ما تكبده من خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، قررت إسرائيل الانسحاب من كامل أراضي الجنوب اللبناني، عدا مزارع شبعا التي لا تزال تحتلها إلى اليوم.

 

وجاء انسحاب إسرائيل نتيجة للضربات الموجعة التي وجهتها لها المقاومة اللبنانية، وفي مقدمها حزب الله، على مدى سنوات الاحتلال. 

 

تقييمنا النهائي: اذاً، لا صحة للمزاعم أن الصورة المتناقلة تظهر "نازحين لبنانيين عائدين الى ديارهم" بعد وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله أخيرا. الصورة قديمة، اذ تعود الى 5 حزيران 2000. وتظهر مقاتلين في  حزب الله يقومون بعرض في الضواحي الجنوبية لبيروت على مركبات مدرعة ودبابات تركتها الميليشيات العميلة لإسرائيل، جيش لبنان الجنوبي، بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان. 

 
الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق العربي 12/6/2024 3:00:00 PM
أعلن المرصد السوري مساء اليوم الجمعة خروح السويداء عن سيطرة الحكومة السورية وعن قيام مسلحين محليين بالسيطرة على العديد من المراكز الأمـنية في المدينة ومحيطها وهروب المحافظ بعد تصاعد حدة التوتر.
كتاب النهار 12/6/2024 2:11:00 AM
هل وضعت تل أبيب في حساباتها إمكانية انهيار في دمشق؟ وهل الهجوم الإسرائيلي الكبير شمال دمشق حصل بسبب الخوف من الفصائل المعارضة وحدها؟ أم أن في الحسابات إمكانية أن تسقط الأسلحة (النوعية) بيد بقايا الفصائل الإيرانية في سوريا؟

اقرأ في النهار Premium