الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"هاشلي بربارة .."\r\n

آية يونس
A+ A-

عيد البربارة أو عيد القديسة بربارة، يحتفل به المسيحيون الذين يتبعون التقويم الغربي في الرابع من كانون الأول، والذين يتبعون التقويم الشرقي في السابع عشر منه. ويقال ان المطر في هذه الفترة من السنة يكون غزيراً لشدّة حزن الأرض والسماء على استشهاد بربارة "فبكت السماء مطراً على رحيلها".


بربارة فتاة ولدت في نيقوديميا، ويحكى انها كانت جميلة جداً ومن شدّة جمالها كان والدها ذيوسكوروس الثري يخاف عليها كثيراً. توفيت والدتها وهي صغيرة. عاشت في عائلة وثنية ومتعصّبة، فوضعها والدها في قصر عالي الأسوار حتّى لا يصل اليها مخلوق، واحاطها بالأصنام كي تظّل متعبدة لها. كما وفّر لها أساتذة يعلّمونها علوم وفنون ذلك العصر. وكان من بين خدّامها مسيحيون يصلّون سرّاً ولا يفصحون عن الامر أمام أحد حتى لا يقطع رأسهم ، فحاول أحدهم اقناع بربارة ان خالق السماء والأرض والطبيعة هو اله واحد وعرّفها بالمسيح والعذراء مريم والكتاب المقدّس، فآمنت بربارة بالله سرّاً. وعندما حاول والدها ان يزوّجها من أحد الأثرياء الوثنيين، اضطرت بربارة ان تخبره حقيقة انها مسيحية. ولشدّه غضبه، ضربها وشتمها على "جريمتها" وسحب سيفه ليقتلها لكنّها هربت منه واختبأت عند صخرة كبيرة انفتحت لها ثم اطبقت لتخفيها. لكنّه اكتشف مكانها ووضعها في قبو مظلم. فسمعت صوتاً ملائكيّاً يقول لها: "لاتخافي يا بربارة فالرب لن يترككي".


ذهب والدها وأخبر الوالي بما حدث مع ابنته. حاول الوالي اقناع بربارة بالعودة الى عبادة الأصنام الا انها رفضت قائلة: "ان جسدي سيأتي يوم ويموت، اما روحي فخالدة وستذهب الى السماء"، فأجابها: "اتركي السماء لانه بسببها سيحل عليك عذاب عظيم!"، فقالت" لن تبعدني عن محبة المسيح شدة ولا ضيق او اضطهاد"، فامر الوالي عندئذ بتعذيب برباة فضربت وجرّ جسدها على قطع من الفخار المكسّر، فتمزّق جلدها ونزفت ثمّ جلدوها ورشّوا على جسدها الملح لزيادة آلامها. في اليوم التالي لم يبق اي أثر تعذيب على جسدها، فاستغرب الوالي وسألها، فقالت له: "المسيح هو الذي شفاني، الهي ومخلصي ". استنفر الحاكم وأمر بجرّها عارية في الشوارع حتّى "يبصق عليها كلّ الناس"، فتضرعت بربارة الى الله ليستر جسدها حتى لا يراها احد، فاستجاب الله مضيئاً حولها نورا يبهر العيون. خاف الوالي وقرر ان يقطع رأسها الا أن والدها استأذنه ان يقوم هو بقطع رأس ابنته. وبسيفه الوثني ماتت بربارة. فأظلمت السماء و تكاثفت الغيوم وضربته صاعقة أحرقته والحاكم مركيانوس.
وبعد موتها، كثرت عجائب بربارة فشفي الكثير من الناس واتخذها البعض شفيعة لهم فبنوا لها الكنائس في العالم.
الليلة، يحتفل المسيحيون بعيد القديسة بربارة وليس بـ"هالويين" العيد التنكري الذي لا علاقة له ببربارة. في "هالويين" يتم ارتداء الملابس التنكرية والأقنعة في احتفال غربي بامتياز تعود جذوره الى ايرلندا. لكن صداه وصل الى الشرق مع الانفتاح والتواصل بين الشعوب حتّى "ضاعت الطاسة"، وبدأ اللبنانيون يحتفلون بعيد جميع القديسين ويسمونه "هالويين" مع العلم انه صدف ان العيدين في ليلة 31 تشرين الأول ولا علاقة للقديسين بهالويين ولا بعيد البربارة.


الليلة يتنكر الأولاد ويجولون في الشوارع ويغنون "هاشلي بربارة مع بنات الحارة، هاشلي بربارة والقمح بالكوّارة"، ويعد المؤمنون القمح المسلوق والقطايف بالقشطة والجوز والعوايمات والزلابية والمشبّك. وتقرع الأجراس ليلاً وتقام القداديس على نيّة بربارة. فيحاول الكهنة في عظاتهم ان يشرحوا ويصححوا للناس المفاهيم الخاطئة عن القديسة الشهيدة.


يقول الكاهن ايلي خوري (الخادم في كنيسة القديسة مارينا-جبيل) ان القديسة بربارة عندما كانت تهرب من واليها مرّت بحقل مزروع بالقمح وليخفيها الله جعل سنابل القمح تنمو فتغطيها، ولهذا السبب يسلق القمح في العيد، فالقديسة بربارة ماتت فداءً للمسيحية كما تموت حبّة القمح لتأتي بأكثر وهكذا تقول الآية: "إن لم تمت حبة القمح لاتأت بثمر ، أما إن ماتت فإنها تأتي بكثير "، والقديسة بربارة ماتت فداء للمسيحية كما تموت حبة القمح".
وعن التنكر في العيد، يشرح الأب ايلي: " يحكى ان القديسة بربارة حاولت اخفاء ملامح وجهها عن ابيها عندما هربت في الحقل، فخربشت على وجهها بالفحم الأسود، وهناك قصّة أخرى تقول انّ النور الذي غطّى به الله جسد بربارة هو السبب الذي دفع الى عادة التنكر في العيد حتّى لا يعرفنا الناس حينما نزورهم ليلة العيد". ويضيف ان "الكنيسة ليست ضدّ التنكر انما لا آيات ولا اقاويل تبرّره".


انه عيد البربارة..أصوات الأولاد  تصدح في الأحياء يغنون ويضحكون، والفتيات الصغيرات يتنظرن العيد حتّى يضعن مساحيق التجميل على وجوههن، هذه اميرة وتلك ملكة، فبصّارة وراقصة، وهذا سوبرمان وأخوه مصاص دماء وصديقه أسد.. ما أجمل الاولاد! البعض يضع شجرة عيد الميلاد ليلة عيد البربارة ويزرع القمح والحمّص والعدس في أوان صغيرة فوق قطن مبلّل بالماء حتّى تنمو تحت الشجرة. اجواء من الفرح تعمّ البيوت عسى ان يكون التنكّر الليلة فقط فيكشف الناس عن حقيقتهم في الايام المقبلة .


 


 


[[video source=youtube id=aonLD3eI5hU]]


 


 


[email protected]


Twitter: @ayayounes01

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم