الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"معجزة" في بشوات: أيقونة السيدة ترشح زيتاً... رحمة لـ"النهار": الظاهرة حقيقية

المصدر: "النهار"
هالة حمصي
هالة حمصي
"معجزة" في بشوات: أيقونة السيدة ترشح زيتاً... رحمة لـ"النهار": الظاهرة حقيقية
"معجزة" في بشوات: أيقونة السيدة ترشح زيتاً... رحمة لـ"النهار": الظاهرة حقيقية
A+ A-

اخبار سيدة بشوات على كل شفة ولسان. "اجمل عجيبة البارحة بعد الظهر (30 نيسان). أنظروا خصوصا الى جهة اليدين (اي يدي السيدة). تحتهما ترون زيتا، كذلك تحت الكم الابيض"، يروي الاب فيلمون سلوان، كاهن رعية سيدة بشوات، لعشرات المؤمنين الذين تجمعوا امام الايقونة في الكنيسة، وكانوا يوثّقون كلامه تسجيلا على هواتفهم النقالة.  


في تلك الساعة، لم يعر الامر اهتماما، "لاعتقاده "انو شغلة وبتمرق". غير ان احدى السيدات اتت و"عربشت من هون"- ويدل سلوان بيده الى جهة اليمين للايقونة- "ومسحت كل الزيت على الايقونة" بقميص ابنها، "وراحو الزيتات". لكن سرعان ما يُفاجأ قرابة الثامنة والنصف مساء بان "الزيت بيرجع بكبّ من اول من جديد"، على ما يؤكد. وجاء المطران الى الكنيسة، "وشاهدنا كلنا معا الظاهرة".  

مرتين، قصد المطران رحمة الكنيسة. المرة الاولى مساء 30 نيسان. والمرة الثانية في اليوم التالي، في 1 ايار، لمزيد من المراقبة والتدقيق. في اعتقاده، "الظاهرة حقيقية"، يقول. "لدينا كاميرات ثابتة داخل الكنيسة تسجل كل حركة فيها. ولو اراد احدهم، لا سمح الله، التلاعب بالايقونة، لأمكن مشاهدته في التسجيل. وقد تأكدنا ان لا تدخل من احد. الناس شاهدوا الظاهرة بانفسهم".  


"معجزة رشح الزيت علامة، "علامة المباركة"، يقول، وهي "مألوفة في الكنيسة. لقد عودنا الله ان يتدخل في تاريخ البشر على مرّ القرون. لذلك تتوقع الكنيسة تدخله في حياة الناس والشعوب. وقد شاهدنا هذا التدخل في العهد القديم، ولا نزال نشاهده في العهد الجديد. وتفاسير رشح الزيت متعددة".  

بالنسبة اليه، ليست مصادفة ان ترشح ايقونة العذراء في بداية الشهر الطقسي لأيار (تصادف ظهر 30 نيسان)، شهر مريم العذراء، "كأنها شاهدت، في ظني، مقدار الافلاس والتعتير في لبنان، على المستوى الامني والسياسي والاقتصادي والبيئي، وكأنها بذلك تريد ان تشدّد اولادها، وان تقول لهم انا معكم، لا تخافوا. انا أعطيكم البركة والشفاء والقوة". ويتدارك: "الزيت علامة البركة والخير والشفاء والحضور الالهي. كأن العذراء مريم تعيد تذكير اولادها بانها حاضرة قربهم، و"لا تعتلو هم"، رغم كل المآسي والمخاوف في لبنان".  


ولكن ماذا عن الرأي القائل بان رشح الزيت قد تكون له علاقة بتفاعلات التلوين المستخدم في رسم الايقونة وعوامل الطقس والرطوبة؟ يجيب: "التشكيك معروف. لكن ما يلفتنا هو ان الظاهرة حصلت في بداية الشهر الطقسي لايار، شهر مريم. كان يمكن هذا التفاعل ان يظهر في الاعوام الماضية، لكنه لم يحصل. الايقونة ناشفة من عقود".  

ايقونة "سيدة الانتقال" لها صيت خاص. "نعرفها، ويقال انها عجائبية". في الأخبار عنها، "انها رشحت زيتا قبل نحو 20 او 30 عاما"، يفيد رحمة، و"لا تزال الآثار القديمة للزيت الذي رشح منها يومذاك ظاهرة عليها حتى اليوم". وهناك ايضا خبرية عن عودتها الى الكنيسة القديمة، بطريقة عجائبية، كل مرة كانت تنقل الى الكنيسة الجديدة في بشوات، بعد بنائها حديثا. "يومذاك، ثارت تساؤلات كثيرة عن عودتها الى الكنيسة القديمة. ولحسم الامر، تم التأكد جيدا من اقفال الكنيسة بعد نقل الايقونة منها. لكنها عادت اليها في اليوم التالي. واعتبر الناس ان الامر عجائبي. وبالتالي أُبقِيَت الايقونة في الكنيسة القديمة".  

 للسائلين والمؤمنين المتحلقين حول الايقونة، يؤكد سلوان ان "السلطة الكنيسة هي التي تقرر، وهناك لجنة فاحصة لتقرر حقيقة الظاهرة". وبالفعل، يتابع المطران رحمة اخبار الايقونة، وينوي اتخاذ تدابير، اولها تحليل عينة من الزيت في المختبر لتبيان ماهيته. لكن الكمية التي رشحت حتى الآن "لم تكن كافية"، على قوله، خصوصا ان المؤمنين عمدوا الى مسحها للتبرك. و"اذا استمر الرشح، فسنجمع كمية كافية من الزيت لارسالها الى المختبر". ومنعا لاقتراب الناس من الايقونة ومسحهم الزيت كلما رشح، "عمدنا الى حمايتها بزجاج عازل امامها".  

ظاهرة تحت مراقبة الكنيسة. وفي رأي رحمة، "علينا ان نعيد الثقة بايماننا، ونركز ضمائرنا على الاخلاص للبنان. العذراء تقول لنا، من خلال هذه الظاهرة، ان نبقى ثابتين، والا نستسلم او نضعف او نهاجر، لان لبنان هو بلد يسوع المسيح، بلد القديسين والايمان والقداسة. ومطلوب الضمير الصالح لبناء مواطنين صالحين".  


اما ما يتمناه سلوان على المؤمنين، فهو "الا تلحقوا نقطة الزيت ومن اين رشح. كلكم ركضتم الى نقطة الزيت، ونسيتم ملك الملوك في بيت القربان. روحوا اولا لعنده، وهو يوجهكم"، يخاطب الناس في الكنيسة. و"عملو معروف، ما تنسو التوبة، التوبة، التوبة".  


[email protected] 

Twitter: HalaHomsi

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم