مصالحات في المحكمة رغم "التهافت المخيف"... "جرس الخطر" يدق للعائلة المارونية

بشهادة رئيس المحكمة نفسه، بتعابيره نفسها، "نعم، شاهدت أزواجا يتصالحون، الكثير منهم". من المفارقات في المحكمة الروحية المارونية، حيث "التهافت خطير ومخيف للحصول على بطلان الزواج"، رؤية أزواج فصلتهم الدعاوى يعودون إلى بعضهم البعض. لحظة المصالحة مؤثرة دائما، نتيجة مثمرة للنائب البطريركي العام المعاون البطريركي للشؤون القانونية والقضائية والمشرف على المحكمة الابتدائية الموحدة المارونية المطران حنا علوان. "في تلك الساعة، تدركين بالفعل أنك أنقذت عائلة مارونية من التفكك. وليس من السهل إنقاذ عائلة من الخراب في أيامنا "، يقول لـ"النهار".ثمة ما يشغل بال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وسائر المطارنة. المسألة مصيرية: العائلة المارونية وتماسكها. "نشهد تهافتا خطيرا ومخيفا إلى محاكمنا للحصول على بطلان الزواج، وإبدال المذهب أو الدين للحصول على الطلاق"، أعلن صراحة قبل اقل من 3 أشهر، بما شكل تحذيرا بطريركيا ملحّا وجديا."جرس خطر"للكلام وقع، ويستند فيه إلى "دراسات وإحصاءات أجريت في المحكمة الروحية المارونية، وتبيّن أن عدد دعاوى بطلان الزواج يزداد سنة بعد سنة، للأسف"، يقول علوان. ويتدارك: "هذا الأمر جرس خطر يجب أن ندقه للعائلات، عبر التربية والتنشئة والكنائس، ولا سيما في دورات التحضير للزواج، لان هناك زيجات كثيرة تتم بطريقة سهلة، للأسف، مع الاعتقاد انه من الممكن الحصول على الطلاق في أي ساعة". لا مجاملة في توصيف الواقع. "نعم هناك خطر"، يؤكد علوان. عدد دعاوى بطلان الزواج أمام المحكمة "ضخم، ويجب ألا يكون كذلك". في أرقام تقريبية، "الزيادة تبلغ نحو 100 ملف سنويا. ونعتبر ان هذا العدد كبير. مجموع ملفات بطلان الزواج بلغ نحو 500 العام 2016". قبل نحو عامين (2015)، تكلّم علوان(*) على "وجود أكثر من 300 دعوى طلاق كل سنة أمام المحكمة"، بينما "اصدرت العام 2014 312 حكما"، وفقا لرئيس المحكمة الإبتدائية المارونية الموحدة آنذاك المونسنيور...