الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

المنتج السينمائي الأميركي جون كوري في بيروت: سأقوم بذلك من أجل لبنان

المصدر: "النهار"
هالة حمصي
هالة حمصي
المنتج السينمائي الأميركي جون كوري في بيروت: سأقوم بذلك من أجل لبنان
المنتج السينمائي الأميركي جون كوري في بيروت: سأقوم بذلك من أجل لبنان
A+ A-

"لبنان رسالة الى كل العالم"، هو العنوان الذي اختاره كوري لمشروعه: فيلم، وفي الوقت نفسه مسلسل عن لبنان من 10 حلقات، و"بانتاج ضخم"، يجمعان عشرات النجوم المشاهير من اصول لبنانية وغير لبنانية ومشاهير لبنانيين، في اطار موسيقي وسياحي "تتولد فيه طاقة بفعل التلاقي بين جميع هؤلاء"، بتعبير عطالله، طاقة من التفاعل الفني والابداعي.  


"الفرصة الذهبية"

من البداية، حدّد كوري هدفا واضحا لمشروعه. "الاضاءة على الصورة الحقيقية للبنان. نريد ان نظهر وجه لبنان الجمال الذي شاهده كوري وشعر به خلال زيارته له، ويطمح هو الى ان يريه الجميع"، يقول عطالله. "الفرصة ذهبية" اليوم، في رأيه، "لأن نتمكن من مشاهدة لبنان من خلال عيني رجل مؤمن بوطن اجداده، كما شاهده هو".


انه جون أ. كوري (John Kuri-1945-لوس انجلس، كاليفورنيا)، المؤلف وكاتب الافلام والمنتج والمخرج التلفزيوني والسينمائي الشهير، ابن "المصمم" المكسيكي–الاميركي اميل كوري (1907-2000) اللبناني الاصل، "هذا الاسم الكبير في عالم السينما" الذي عمل في شركة "والت ديزني" ابتداء من 1952، وفاز بجائزتي اوسكار، ورُشِّح لـ6 جوائز اخرى عن فئة "افضل اخراج فني".  


على غرار والده، عمل كوري في "والت ديزني" طوال 30 عاماً. وفي رصيده 40 فيلماً تلفزيونياً وسينمائياً على الأقل، جوائز وترشيحات لجوائز عدة، منها "ايمي"، "ذو كايبل آيس"، "ذو كريستوفر أوورد فور اكسللينس ان تيليفيجن"، "ذو ويسترن هيريتج أوورد"، و"ذو غولدن هالو". كاتب له مؤلفات عدة، وبعضها كان من اكثر الكتب مبيعا... وسيرة ذاتية سخية، مؤثرة لرجل "ينبض بالحياة والشغف"، على قول عطالله. 


"ربما يوما ما" 

ابن لوس انجلس لم يعتقد يوما ان اي شيء سيعيده الى ارض الاجداد، الى جذوره اللبنانية. حتى والده لم يولد فيه. ما يعرفه هو ان جدّه من جزين. يوما ما، شاءت الصدف ان يتشارك الاستراحة مع عطالله خلال ورشة عمل عن "ثقافة سيادة القانون" نظمت في الاردن العام 2007-2008. الحديث عن ارز لبنان، "ارز الرب"، "اشعل شرارة في القلب"... ودمعت العينان.


في تلك الساعة، قاد الحديث الرجلين الى لبنان، الى الاجداد، الى الجذور الجزينية، وذكريات الاهل في الولايات المتحدة. وبقيت سيرة لبنان على اللسان في الايام اللاحقة، وتوطدت العلاقة بين الرجلين اكثر. وقبل الفراق، سأل عطالله كوري: لم لا تقوم بعمل ما من اجل لبنان؟ ضحك. "لم لا، ربما يوما ما"، اجابه.  


بعد سنتين، اجتمع الرجلان مجددا في اطار ورشة العمل نفسها، وهذه المرة في لبنان. "كانت المرة الاولى التي تطأ قدماه ارض لبنان. الرباط بأرض الاجداد تحرك في العمق. وكانت مناسبة التقى خلالها شخصيات، ابرزها البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير. وزار يومذاك جزين وجبيل والبترون..."، يتذكر عطالله. 

مشاهير في لبنان ومنه 

"يوما ما"... طوال هذه الاعوام، بقي شغف كوري بلبنان مشتعلا. قبل اشهر عدة، ارسل الى عطالله "17 صفحة" ليقرأها. فكرة مشروع. "قال لي: ساقوم بذلك من اجل لبنان". لحمل لبنان الى العالم، وجد الرجلان ان "لا شيء اجمل من الفن والثقافة والمعرفة والابداع والسياحة والمطبخ... والارزة"، لتحقيق هذه الغاية.


انطلاقا من الضخامة التي يريدها كوري لمشروعه، فكّر في احضار نجوم مشاهير الى لبنان، بينهم من هم من اصل لبناني. شاكيرا على اللائحة، وهناك ايضا سلمى حايك، طوني شلهوب... وهناك آخرون: كريستينا اغيليرا، غلوريا استيفان، فنس فان، واين شورتر، هربي هانكوك، ريني فلامينغ... اضافة الى فرق جاز عالمية. اللائحة تكبر، وتتبلور الاسماء، في ضوء اتصالات مكثفة هنا وهناك.  


على الصعيد اللبناني، "تواصلنا حتى الآن مع كل من السيدة ماجدة الرومي...". والاتصالات مستمرة، و"اختيار الاسماء يخضع لمعايير لبنانية صرف"، يؤكد عطالله. وباجتماع كل هؤلاء، تقتضي الفكرة "احياء حفلات موسيقية في مختلف المناطق اللبنانية، لنضيء على صورة لبنان الحقيقية من خلال الموسيقى. الموسيقى لغة يفهمها كل البشر على وجه الارض".  

الى جانب الحفلات الموسيقية، "هناك تصوير سياحي في عدد من المناطق. المشروع عمل فني ثقافي حضاري، للاضاءة على لبنان، على حقيقته، لجذب الناس اليه". كذلك، سيكون هناك تصوير في عدد من الجامعات... فيلم يمتد على ساعتين، ومسلسل من 10 حلقات، مدة كل منها ساعة. وفي كل منها، "نصوّر في منطقة يتم احياء حفلة موسيقية فيها تجمع مشاهير اجانب ولبنانيين".  


ما يراه عطالله هو "طاقة تتولد بفعل التلاقي بين هؤلاء المشاهير في لبنان، لتخلق عاطفة تتجسد عبر احاديث عفوية عادية. لن يكون هناك تمثيل. ما يميز هذا العمل انه ابداعي بامتياز، لانه سيكون طبيعيا بامتياز. كل من هؤلاء المشاهير سيعبّر عن مشاعره على طريقته. وهنا تكمن جمالية هذا العمل".   

بحجم كوكب الارض  

الموعد في ايلول. وخلال 6 اسابيع فقط، "سيتم انجاز التصوير"، وفقا للخطة. فريق العمل؟ رقمان يبرزهما عطالله لاظهار حجم الفريق وضخامة المشروع. "نحتاج الى حجز 836 غرفة، و526 "سويت" في الفندق.


الطموح كبير، بحجم "كوكب الارض". "ما نطمح اليه هو ان يشاهد الفيلم مليارات البشر"، يؤكد عطالله. سنة 2018 يصدر. والخطة "ان يبقى يجول كل الكرة الارضية طوال 6 سنوات، حتى يسمع بلبنان الجميل كل من لم يسمع به من قبل". والمهمة لا بد من ان تتكلل بالنجاح، لكون عناصر الفيلم تتضمن "ما يكفي لتحقيق نجاحه. والجهات المعنية بالتمويل والتسويق عالمية، بينها اسماء كبيرة معروفة".  

يدرك جيّداً كوري- وقد صارح بذلك عطالله- انه "يضع صدقيته وانجازاته وخبرته المهنية وتاريخ عائلته واسمه وكل كيانه في خدمة المشروع، وينطلق منه من لبنان الى كل العالم، ليظهر صورة لبنان في اطار حوار الحضارات". ويتدارك عطالله: "هذا التنوع الذي شاهده كوري في لبنان، خلال زيارته له العام 2010، غذّى روحه. لم يعد المشروع من اجل الربح المالي، بل لان كوري يشعر بان لديه واجبا تجاه لبنان، ارض الاجداد. ويقوم بذلك بشغف".


في الايام المقبلة، يصل كوري الى لبنان، حيث يزور مسؤولين رسميين ودينيين كبارا. ويتابع التفاصيل الميدانية لمشروعه، خصوصا في المواقع التي اختيرت للتصوير، في وقت تستمر الاستعدادات والاتصالات... قبل نقطة الصفر في ايلول.  

[email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم