الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

فيديو جهنم "الشيطاني"... "أوقفوا هذه المهزلة" يصرخ الأب جوزف سويد

المصدر: "النهار"
هالة حمصي
هالة حمصي
فيديو جهنم "الشيطاني"... "أوقفوا هذه المهزلة" يصرخ الأب جوزف سويد
فيديو جهنم "الشيطاني"... "أوقفوا هذه المهزلة" يصرخ الأب جوزف سويد
A+ A-

صرخة مدوية. "خلص، طفح الكيل" يقول مدبر رعية القديسة تقلا-سد البوشرية الاب جوزف سويد. الامر لم يعد مقبولا، ويتطلب "تحركا ضروريا جدا" لوقف ما يسميه "رسائل شيطانية" تغزو الهواتف الخليوية "لشبابنا واولادنا"، وتقف وراءها جهات مسيحية تسوّق لتعاليم عن جهنم "ليست من تعاليم الكنيسة الكاثوليكية". الموقف حازم. "تضليل الناس ليس مسموحا".


فيديو مدته 7,39 دقيقة فجّر القضية. في غضون ساعات، كان آلاف، وسويد واحد منهم، تلقوه بواسطة الهاتف الخليوي. انه "رسالة شيطانية بامتياز"، يقول لـ"النهار". الفيديو عبارة عن "رؤيا للقديسة فيرونيكا جولياني عن جهنم. ويبدو فيه شخص شارحا عن الابواب السبعة لجهنم التي شاهدتها جولياني في رؤياها والشياطين التي تعذب نفوس الخطأة". تلك الرؤيا منشورة في كتابها، "ويقال ان القديسة مريم ادخلتها الى جهنم 7 مرات، واظهرت لها ابوابها السبعة مع عذاباتها".


 


طلاب مرعوبون
جولياني من بنات القرن السابع عشر. "انها قديسة عملاقة"، يقول سويد. ولكن "يجب ان يعرف الناس اجواء التهويل الكنسي التي سادت ذلك الزمن حول الجنة وجهنم. كانت علاقة خوف بالله". ولان "ذلك الزمن انتهى"، فان ما استفزه وشكّل له "صدمة مزعجة جدا" هو رد فعل عدد من الطلاب على الفيديو. "رعب، اضطراب نفسي، ارتباك، كوابيس، ضياع".


في ذلك اليوم، ادرك انه من الضروري للغاية التحرك لوقف هذا الامر، خصوصا ان ما تضمنه الفيديو "ليس من تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. وليس مسموحا نشر رؤيا عن جهنم بهذه الطريقة". وتملّكه شعور بانه "بيكفي هالقد"، نظرا الى ما سبق.


فقبل اسبوع من نشر الفيديو، انتشرت بكثافة رسائل خليوية "خاطئة" عن وصول فيلم "كوربس كريتسي" الى لبنان ووجوب مقاطعته، لانه يظهر السيد المسيح وتلاميذه انهم مثليون. "غير ان لا فيلم سيصل... مجرد تضليل. ولسوء الحظ، الجهات التي تقف وراء هذه الرسائل معروفة". كذلك، انتشرت تحذيرات من قرب تحقق السر الثالث من نبوءة فاطيما. "غير ان هذا السر حسمته الكنيسة، ولا تستير كنسيا او بابويا على مضمونه، ولا نهاية للعالم بهذه الطريقة". وهناك ايضا رسائل تطلب تكرار صلاة ما 10 مرات او 12 مرة وامرارها لآخرين... مع تحذير المخالفين من ويلات.


"خلص"
وجاء نشر فيديو جهنم "ليكسر ظهر البعير"، بتعبير سويد. "طفح الكيل. "وصلت لحدا. وين صرنا؟" اطالب كنيستنا والمركز الكاثوليكي للاعلام والكهنة والآباء المعلمين في الكنيسة بالتحرك... هل يجوز ان نعطي الشيطان تلك السطوة التي وصلت عبر تلك الرسائل؟ وهل مسموح التأمل بلوحة شيطانية؟" وبدافع من شعور بان "المستهدف بهذا الفيديو الشيطاني هم ابناؤنا وشبابنا ومجتمعنا المسيحي"، توصل الى اقتناع "بوجوب التحرك".


اجرى اتصالات، و"ثورة داخلية تغلي في القلب". ادرك انه "حان الوقت" للقيام بشيء ما. فكان القرار: مخاطبة ملايين عبر برنامجه "جيل الانجيل" في موسمه السادس. "وهي سابقة ان استخدم هذا المنبر لتوجيه رسالة معينة". وبدأ الحلقة برسالته. "في شخص سمح لحالو يرسم لوحة بتفصّل العذابات الجهنمية، انطلاقا من كتابات القديسة فيرونيكا. وما بقدر الا جلّ وقدّر هالقديسة وسيرة حياتا. وبحب ما حدا يفهمني غلط. رسالتي اليوم بتتعلق فقط باللوحة لي انرسمت وانبعتت لكتير من الناس ع الواتس اب. وبدل ما نستعمل هالوسيلة ت نحكي عن مملكة الآب وعظمة ومحبة الآب، صرنا رسل لمملكة الشيطان ورهبة وجأرة الشيطان...".


وتابع: "اليوم عم اسمح لحالي اصرخ عبر هالبرنامج صرخة خلص. بيكفينا الاهتراء والعمالة والصفقات الشيطانية يللي عم تنعمل بوقحنة فوق الطاولة. مش رح نزيد الطين بلة بلوحة شيطانية بامتياز ما فيا ولا لحسة ولا كلمة عن رحمة الله، لوحة شيطانية تهويلية ممسوخة. ما بيحقلنا اذا قديس او انسان عاش اختبار او انعطاه ايحاء او رؤيا نحمل هالرؤيا ونتاجر فيا ع موبايلات الناس، لانو قلوب الناس وافكارن قجة لازم نحترما. وبكل محبة رح قول: مش مسموح ل ولا كاهن او اخ او مكرس او علماني، مش مسموح لحدا يستثمر هيك حالة ويوضعا ع مايدة الصيارفة...".


 


"قامت القيامة"
10,16 دقيقة شكّلت الفرق. من بعدها، اغرقت مئات الاتصالات والرسائل هاتف سويد، بعضها مثنية، مشجعة- واحداها من مطران من النواب البطريركيين- وبعضها الآخر مهاجمة، متهمة. "قالوا انني تكلمت على رحمة الله فقط، ولم اذكر عدله. صرت مجرما في رأيهم".


كذلك، نالت الاخت باسمة الخوري الانطونية المشاركة في البرنامج، و"هي من اهم علماء الكتاب المقدس في لبنان"، حصة من الهجوم لـ"كلامها تاريخيا عن فكرة جهنم باختصار". "قامت القيامة وما عادت تعرف تخلص"، على قوله. من يقف خلف تلك الرسائل ومرسليها "اشخاص في الكنيسة يسوّقون للبرنامج الشيطاني الذي سأقاومه حتى آخر لحظة من حياتي"... و"فرحي ان اكون مضطهدا في هذا الامر". ويبدي الاستعداد للقاء اي من المسوقين للفيديو او ناشري رؤيا جهنم.


رده عليهم تأكيد جديد انه "ليس مسموحا تخويف اولادنا وشبيبتنا وناسنا وامهاتنا بفكرة الافاعي والخنازير التي ستلف الخاطىء وتنخر عظامه. وليس مسموحا تخويف الكذاب او الزاني او السارق او الثرثار او الوقح او "مين ما كان" بمصير مقيت. نحن لا نخيفهم، بل نطلب توبتهم وارتدادهم". ويتساءل: "الم يستطع الشخص الذي صوّر هذا الفيديو ونشره ان يبيّن جهاد القديسة فيرونيكا من دون ان يجعل من رؤياها عن جهنم تشويشا ونارا وصراخا وتألما وتمزقا وشياطين؟ تعليم الكنيسة الكاثوليكية اجمل بكثير".


 


"اسلوب ارعن خبيث"
في الانجيل، تكلّم المسيح على جهنم ونارها و"الظلمة البرانية" و"صريف الاسنان"... "لكن بقدر ما كان مربيا حقيقيا، لم يسمح لنفسه بان يتكلم عن تلك الافاعي والخنازير"، يقول سويد. ويتدارك: "نتكلم عن جهنم. ولكن ايماننا هو فقط بالله الآب والابن والروح القدس. هذا هو قانون ايماننا. واذا ذكرنا جهنم، فليس مقبولا ان نعطيها تلك السطوة او تلك الصفة السلطوية، او ان نعطي الوهج مملكة الشيطان. هناك ملك واحد هو يسوع المسيح".


ما يسميه "اسلوبا خبيثا سرطانيا نشر في شكل هائل على الهاتف الخليوي اسلوب مرفوض كليا". ويتوجه الى المسؤولين عنه والى مسوقي الفيديو ومن يقفون وراءه: "انتم من عليكم المثول امام محكمة الله، قبل اي محكمة. انتم لا تقبلون ان تدخلوا اولادكم في تلك المتاهات او الاّ تخبروهم عن رحمة الله. هناك عدالته ورحمته... اذا تكلمتم عن جهنم دقيقة، فيجب ان تكونوا تكلمتم عن الله 300 ساعة. وهذا القول لرئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر".


غربال الكنيسة
المطلوب ملح في رأيه: "وقف هذه الرسائل الشيطانية، ووجوب تمرير الرسائل ذات المضمون الديني في الغربال". ويقصد بالغربال "غربال الكنيسة، اي الاستفسار عن حقيقة مضمونها وصحته وفائدته الروحية من الكاهن او المركز الكاثوليكي للاعلام او الابرشية قبل المساهمة في نشرها". الموقف محسوم: "نشر احيانا رسائل خاطئة هو نشر لتعاليم مضللة، ولا يوصل الى يسوع المسيح. اقول هذا الكلام بكل محبة لمروجي هذه الافكار".


[email protected]


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم