الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

إنجازات العمالقة؟

ميشيل تويني
ميشيل تويني
A+ A-

بعد 12 عاما، أقرت الموازنة وسيتم تحويلها الى مجلس النواب وستتم تهنئة الوزراء على ذلك! إنجاز كبير في بلد طبيعي في القرن الـ٢١ أن يتم إقرار موازنة.
والسؤال الأجدر بنا أن نطرحه: لماذا لم يتم إقرار الموازنة في السنوات الـ12 الماضية؟ ومن المسؤول؟ ولماذا لا يحاسب؟
أما خطة الكهرباء فمن المؤكد أن أكثر من ٧ وزراء تعاقبوا على الوزارة، وكل منهم كان يعد الشعب اللبناني بأنه بعد سنة (في كل سنة) سيكون لديه كهرباء ٢٤ على ٢٤، وحتى اليوم لا شيء تحقق. فمن يعاقبهم ويحاسبهم على وعودهم الكاذبة؟!
ومن لا يعلم أن قطاع الكهرباء مليء بالفساد ولو تتم معالجة أمور أولية من شانها أن تحسن القطاع بطريقة ملحوظة.
أما قانون الانتخاب، أفلا يجدر برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أن يشرحا للشعب اللبناني ما مصير الانتخابات التي كان يفترض ان تجرى من أيار الى حزيران؟ أصبحنا في نيسان ولا نسمع سوى لا للتمديد لا للفراغ لا لقانون الستين! طبعا هم يعملون لولادة قانون جديد للانتخاب، لكن المرشحين غير المنتمين الى المحادل والمواطنين، أليس من حقهم أن يعلموا مسبقا اذا كانت ستجرى انتخابات، وفِي أي شهر على الأقل كي يمارسوا حقهم الطبيعي المسلوب منذ ٨ أعوام؟
لا نفهم لماذا أصبح المواطن اللبناني يعتبر ان اقل حقوقه إنجازات، ولماذا اصبح السياسيون والمسؤولون يهنئون أنفسهم على اقل واجباتهم ويعتبرونها إنجازات.
بعد ٨ سنوات ليس إنجازا ان يكون لدينا قانون انتخاب جديد. وبعد 12 عاما ليس إنجازا ان تصدر موازنة. وان يكون لدينا كهرباء في الـ٢٠١٧ ليس انجازا بل عكس كل ذلك مخجل ومعيب وفِي بلاد اخرى لكان سقط كل المسؤولين المتسببين بكل ذلك التأخير والتأجيل.
يوم نحترم نفسنا كمواطنين ويحترم السياسيون شعبهم وندرك ان بعد كل التضحيات أصبحنا نستحق اكثر من ذلك، هو يوم التغيير الفعلي والتطور.
لقد حان الوقت لنحقق أبسط حقوقنا ولا نقبل سلبنا إياها، وان نطلب اكثر بكثير من ذلك.
وحان الوقت ان ندرك ان كل هذه التركيبة السياسية التي تحكم البلاد منذ خروج الجيش السوري برهنت انها فاشلة ولا يمكن التقدم في ظلها. فكفانا اختباء وراء الحقيقة، ويجب ان ندرك ان تشريعا سليما وتنفيذا سليما وجمهورية ودولة حقيقة لا يمكن أن تنشأ في ظل تركيبة ديكتاتورية أحزاب طائفية.
فإذا كنا فعلا نريد إنجازات يجب التفكير في حلول عصرية جديدة بعيدة عن نمط ما اختبرناه في الـ١٢ عاما الماضية!


[email protected] | Twitter: @michelle tueini

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم