الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

"كاليميرا من بيروت" وثائقي لجورج عيد يروي قصة لجوء اليونانيين إلى لبنان

رلى معوض
"كاليميرا من بيروت" وثائقي لجورج عيد يروي قصة لجوء اليونانيين إلى لبنان
"كاليميرا من بيروت" وثائقي لجورج عيد يروي قصة لجوء اليونانيين إلى لبنان
A+ A-

يطلق الزميل جورج عيد وثائقي يسلط الضوء على أفراد الجالية اليونانية في لبنان، يشبه ديناميكيته في العمل، وشغفه في البحث عن تاريخ شعب يحبه ويحب ثقافته، خصوصا أنه ينتمي اليه كانتمائه الى لبنان. يتحدث في الفيلم عن حضورهم كلاجئين في مطلع القرن التاسع عشر، وعن المؤسسات التي بنوها، وعن اندماجهم في المجتمع اللبناني، ويتضمن صوراً قديمة وفيديو يعرض للمرة الاولى.
أراد جورج عيد من خلال عمله أن يحيي نوعاً من الذاكرة الجماعية التي محتها الحرب، ليسلط الضوء من خلالها على أهمية لبنان البلد المضياف والذي طالما قبل التنوع. وفي حديث لـ "النهار"، أوضح أن "هذه القيم نسيناها جراء الحرب اللبنانية التي عانينا منها وما زلنا"، خصوصاً انه اكتشف خلال بحوثه ان "بعض أفراد الجالية اليونانية لم يخبروا ابناءهم عن المؤسسات التي كانت موجودة في لبنان قبل الحرب، ولا عن أهميتها، لذلك يسلط هذا الوثائقي المترجم الى اللغة اليونانية، الضوء عليها وعلى قيم شعب كريم نتمسك بها".
يروي ان الفكرة انطلقت من تجربة شخصية: "من قصص جدي لوالدتي عن تجربته في الهجرة الى لبنان، بسبب الحروب التركية اليونانية ما بين عامي 1919 و1922، ومن ثم معاناته من الحرب اللبنانية والملاجئ. بدأ كل شيء من بطاقة بريدية أعطاني اياها منذ نحو 17 عاماً، وكانت ارسلتها خالته اليونانية عام 1957 الى العائلة من جزيرة "ساموس" المواجهة للساحل التركي لجهة أزمير، تطلب فيها صوراً لافراد العائلة الذين زاروها عام 1956. أوراق جدي الثبوتية اتلفتها الحرب اللبنانية في السبعينات من القرن الماضي، وقطعت التواصل مع عائلته. وحين أعطاني هذه البطاقة وعدته صغيراً أنني سأبحث عن العائلة عندما اتمكن من ذلك، وهذا ما حصل". أضاف: "جدي توفي منذ 16 عاماً، وفي حزيران الماضي حملت هذه البطاقة وذهبت ابحث عن العائلة في هذه الجزيرة الصغيرة التي حافظت على طابعها القروي وملامحها وبساطة أهلها، وعن المباني التي ارسلتها خالة جدي في بطاقتها البريدية. بحثت في السجلات القديمة لبلدية ساموس لمدة 3 ايام ولكني لم أجد شيئاً. انتقلت من بعدها لمقابلة كبار السن فيها، فتعرف أحدهم الى صورة خالة جدي، ومن هناك تمكنت من الوصول الى حفيدها ويحمل إسم جده زوج الخالة الموقع مع اسمها على البطاقة. وهو يعيش اليوم في النروج، ولكنه يزور اليونان بانتظام. خطرت لي فكرة الوثائقي كي أروي من خلاله تاريخ اليونانيين في لبنان ولدى الكثير منهم قصص شبيهة بقصتي. أما التصوير، فتم في الجزيرة اليونانية وفي بعض المناطق اللبنانية، أبرزها الاشرفية خصوصا محيط مطرانية الروم الأرثوذكس في بيروت حيث سكن معظم الوافدين من اليونان، أجريناه بتقنية الـ "اتش. دي" مع استخدام الدرون (الكاميرات الطائرة)، وتوزعت موسيقى الفيلم بين أغاني يونانية واخرى لبنانية.
ويقول عيد: "عنوان الوثائقي "كاليميرا من بيروت" لأنه يروي قصة أشخاص ينتمون اليوم الى البلدين وينعمون بثقافتين، ويبدأ بمشاهد من فيلم نادر لحوادث تهجير اليونانيين من مناطق تقع اليوم في تركيا، وحرق منطقة أزمير، صورها مصادفة جد أحد الأشخاص الأرمن، والتقيت الحفيد الذي يعيش في الولايات المتحدة ويزور اليونان من حين الى آخر. ثم يتابع الوثائقي وصولهم الى لبنان والاماكن التي سكنوها. ويقسم بين فترة ما قبل الحرب اللبنانية وبعدها وصولاً الى أيامنا، مع ربط أزمة اللجوء اليونانية بالأزمة التي نعيشها مع اللاجئين اليوم. هذا الوثائقي يتحدث عن مفهوم اللجوء الايجابي وأهمية الاندماج في المجتمع المحلي والتحول الى عنصر فعال ومنتج يساهم في بناء المجتمع".


[email protected]
Twitter: @rolamouawad

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم