الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

16 مليارا تحويلات الدولة للكهرباء منذ 2008... والتغذية الى الوراء!

المصدر: "النهار"
سلوى بعلبكي
سلوى بعلبكي
16 مليارا تحويلات الدولة للكهرباء منذ 2008... والتغذية الى الوراء!
16 مليارا تحويلات الدولة للكهرباء منذ 2008... والتغذية الى الوراء!
A+ A-

منذ أكثر من 27 عاما يحلم اللبنانيون بتأمين الكهرباء على مدار الساعة، ولكنهم لا يحصلون الا على وعود تترجم عمليا بزيادة تقنين تصل الى في بعض المناطق الى 10 ساعات يوميا. وعلى الرغم من الدراسات والمعالجات لأزمة قطاع الكهرباء التي بلغت تحويلات الدولة اليها منذ عام 2008 حتى اليوم نحو 16 مليار دولار، لا يزال المواطنون يستعينون بالمولدات الخاصة لتأمين الكهرباء 24/24.


واليوم عادت الوعود الى الواجهة مع اقرار مجلس الوزراء خطة الكهرباء التي تبدو استكمالاً لمسار بدأ مع خطة الوزير جبران باسيل، ما يطرح استفهامات عن السبب الذي سيدعو اللبنانيين الى التفاؤل بحل أزمة الكهرباء ما دامت المعالجات السابقة لم تبصر النور. 


 


هل يمكن النهوض بالقطاع؟
وفي حين يصف البعض ملف الكهرباء بملف "العار" خصوصا وأنه يشكل نحو 35 مليار دولار من الدين العام للدولة كما أنه يشكل ما نسبته 40% من عجز الموازنة، تعتبر مصادر مؤسسة الكهرباء أن "ورقة سياسة قطاع الكهرباء" التي أقرها مجلس الوزراء تطرح برنامجاً متكاملا للقطاع من شأنه، في ما لو تم تطبيقه بكامل بنوده، النهوض فعليا بهذا القطاع الحيوي وتأمين كهرباء مستدامة لجميع المواطنين اللبنانيين. ووفق المصادر عينها فإن أولى مراحل هذه الخطة أو ما عرف بخطة الطوارئ تتمثل في القانون 181 الذي أقره مجلس النواب في 5/10/2011، مشيرة في هذا الإطار الى المخطط التوجيهي للإنتاج والنقل (2015-2030) الذي أعدّته المؤسسة بالتعاون مع كهرباء فرنسا EDF.


 



وفندت المشاريع التي نفذت أو هي قيد التنفيذ رغم "كل المصاعب والعراقيل" كالآتي:


- الإنتاج:
المحركات العكسية في الذوق الجية بقدرة انتاجية 270 ميغاوات وهي حاليا قيد إجراء التجارب اللازمة وتؤمن نحو ثلاث ساعات تغذية إضافية.
- إطالة عمر مجموعات الانتاج ورفع كفايتها وزيادة قدرتها الإنتاجية في معملي دير عمار والزهراني.
- أعمال تأهيلية في معملي الذوق والجية لزيادة فاعليتهما الانتاجية ومعالجة التلوث الناجم عنهما.
اما معمل دير عمار 2 بقدرة نحو 500 ميغاواط، فلم يدخل حيّز التنفيذ لأسباب باتت معروفة، وهي خارجة عن إرادة مؤسسة كهرباء لبنان ووزارة الطاقة والمياه.


- النقل:
- إنشاء محطات تحويل جديدة 220 كيلو فولط:
- محطة الضاحية: قيد الإنشاء ومن المتوقع الانتهاء من الأشغالأواخر نيسان 2017.
- محطة الأشرفية: قيد الإنشاء ومن المتوقع الانتهاءمن الأشغال أواخرحزيران 2017.
- محطة البحصاص: قيد الإنشاء ومن المتوقع الانتهاء من الأشغال نهاية تموز2017.
- محطة المارينا- ضبية: سيتم قريبا إطلاق استدراج عروض لتلزيم إنشائها مع خط النقل بصاليم- مارينا 220 كيلو فولط.
- محطتا صيدا وبعلبك: قيد الإنشاء.
- أعمال تطوير وتوسعة محطات موجودة وقد شارفت هذه الأعمال على الانتهاء في المحطات التالية: دير عمار، دير نبوح، بصاليم، الذوق، الزهراني وصور.


خطوط نقل قيد الإنجاز:
- خط كسارة- دير نبوح 66 ك.ف.
- كابلات مطمورة في بيروت الكبرى 220 كيلو فولط.
- خط عرمون- الضاحية 220 كيلو فولط.
- خط ضاحية- حرش 220 كيلو فولط.
- خط كومرسيال- أشرفية 220 كيلو فولط.
- خط أشرفية- مكلس 220 كيلو فولط.


وكانت مؤسسة الكهرباء قد أنجزت بتمويل خاص من موازنتها محطة فيطرون 66 كيلو فولط مع خط النقل بكفيا- فيطرون- حالات 66 ك.ف.، إضافة الى خط بارد- عاصون 66 كيلو فولط، وخطي عاليه- رشيما وصور- وادي جيلو66 كيلو فولط اللذين هما قيد الإنجاز. وحالياً المؤسسة بصدد انشاء محطتي التحويل في صيدا وبعلبك 220 كيلو فولط. كذلك تم انجاز محطة بيت ملات مع خط النقل بيت ملات- دير جنين 66 كيلو فولط التي نفذها مجلس الإنماء والاعمار بواسطة قرض من الصندوق الكويتي.


- التوزيع:
تم تطوير شبكات التوزيع على مستوى التوتر المتوسط والتوتر المنخفض في العديد من المناطق اللبنانية عبر إنشاء محطات ومخارج جديدة لمعالجة الحمولة الزائد، ما أدى الى تحسين الخدمة الكهربائية ووصول التيار بشكل منتظم الى المواطنين.
هذه المشاريع وغيرها لا سيما المشروع الأهم وهو العدادات الذكية سيتم استكمالها وفق ما تؤكد المصادر مع شركات مقدمي الخدمات، وذلك في انتظار أن يبت مجلس الوزراء بشأن التمديد لها لأربع سنوات إضافية.
وتختم بالقول، أن جميع الخطط التي من شأنها النهوض بقطاع الكهرباء هي موجودة ولا تحتاج سوى الى ارادة وطنية جامعة لتطبيقها، وتاليا تأمين كهرباء مستدامة لجميع المواطنين اللبنانيين على جميع الأراضي اللبنانية.
ولكن خطة الطوارىء هذه أو ما أنجز منها، ليست وفق ما يؤكد الاستشاري في مجال الكهرباء المهندس احمد حبلي، الا الجزء القليل الذي "لا يسمن ولا يغني من جوع". فمؤسسة الكهرباء ووزارة الطاقة تعزوان هذا الإخفاق او التعثر بتنفيذ ما يسمى بخطة الطوارئ على الى معوقات من هنا وهناك، وهو أمر لا يتفق عليه مختلف أطياف المجتمع اللبناني. وإذ أشار الى أن الانجازات التي تتحدث عنها المؤسسة تتكررها منذ فترة غير قصيرة، أي أنه لا يزال غير معلوم حتى الآن ما هي الفترة المتبقية للإنتهاء من كل بند في هذه الخطة. كما أن المؤسسة وفق حبلي لم تكشف، أنه إذا استمرينا في تنفيذها كما هي دون اي تعديل، متى سيحصل اللبنانيون على تغذية كاملة بالتيار، أي 24/24؟ وسأل ما هي الضمانة بألا تستمر هذه الخطة في طور الإنجاز لأعوام مقبلة؟ ولكن السؤال الاهم برأيه، هل ان اللبناني قادر على الصمود بمزيد من الحرمان الكهربائي، لا سيما في فصل الصيف المقبل؟ وكيف سيؤثر هذا على الاقتصاد وعلى القطاعات المختلفة، لا سيما القطاع السياحي.
أمام هذا الواقع، يرى حبلي أن على الحكومة ومن خلفها مؤسسة كهرباء لبنان، أن يشرعا في إعداد خطة إنقاذ لقطاع الكهرباء متممة ومساندة وليست بديلة عن خطة الطوارئ التي أقرت منذ عام 2010، لتأمين التغذية أقله في المدن الرئيسة 24/24 خلال اقل من سنة. وهذا ممكن فنياً وفق ما يؤكد، مشيراً في هذا السياق الى خطط كان عرضها على الحكومات السابقة من دون أن تتبناها، لاسباب وأعذار غير فنية.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم