الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

زيارة باسيل الجنوبية: تهميش ومواجهة

المصدر: "النهار"
زيارة باسيل الجنوبية: تهميش ومواجهة
زيارة باسيل الجنوبية: تهميش ومواجهة
A+ A-

اهتم الرئيس نبيه بري بمراقبة تفاصيل زيارة الوزير جبران باسيل الى منطقة الزهراني، معقل رئيس المجلس الانتخابي، واهتم، رغم وصفه الزيارة بالاستعراضية، بإحصاء عدد المشاركين، والمواكب التي وفدت الى مغدوشة من قرى شرق صيدا ومنطقة جزين لتوفير حشد لم يتوافر وفق قريبين من بري، "إذ كانت الاعلام البرتقالية واللافتات المرفوعة عند كل المنعطفات وعلى كل الطرق أكثر من عدد المشاركين".
وهذا الوصف يعني وفق "التيار الوطني الحر" أن الرئيس بري ومعه نواب المنطقة، تابعوا باهتمام تفاصيل الزيارة، وحمّلوها أبعاد "سياسية وانتخابية أكثر مما تحتمل وفق ما قال مصدر قريب من "التيار" الذي اعتبرها زيارة عادية لرئيس التيار لتفقّد المناطق والمحازبين والمناصرين، وتابع "أظن أن لا مناطق ممنوعة على أحد". ورفض وصف البعض بأن الزيارة تشكل تحدياً للرئيس بري".
ولوحظ من الزيارة أن باسيل "زار في صيدا مفتيها والتقى مطارنتها، وحضر القداس معه في مغدوشة نائبا الزهراني ميشال موسى وعلي عسيران ونواب جزين، فيما سجل غياب بارز عن جدول الزيارة للرئيس فؤاد السنيورة والنائبة بهية الحريري، الأمر الذي اعتبره النائب زياد أسود غير مقصود، إذ أن المنطقة المستهدفة هي الزهراني وليس صيدا، لكن لم يكن ممكناً المرور بعاصمة الجنوب من دون محطة صغيرة.
لكن المتابعين للزيارة لا يرون فيها مجرد تفقّد للرعية في زمن احتدام التباعد ما بين "التيار" والرئيس بري حول قانون الانتخاب والرفض الواضح من الأخير لاقتراحات ومشاريع الوزير باسيل.
واذا كان النائب ميشال موسى حضر الاستقبال والقداس برحابة صدر، فإنه يعلم جيداً، ومن وراءئه الرئيس بري، أن "التيار" يطمح الى "استعادة" المقعد الكاثوليكي الذي يشغله موسى حالياً لمرشح عوني أو في أسوأ الحالات لمرشح "قوّاتي"، أي انتزاعه من الرئيس بري تحت عنوان "استعادة حقوق المسيحيين"، وهو أمر سيثير حساسية الاخير بعد المعركة الأخيرة في 2009 وكف يده عن مقاعد منطقة جزين.



(لقاء مغدوشة بحضور النائب ميشال موسى)

ثم أن الرسائل التي أطلقها باسيل من الجنوب، اعتبرت تحدياً لكل من "حزب الله" و"أمل" و"المستقبل" على السواء، إذ رد على رفض مشاريعه الانتخابية بالهروب الى الأمام والدعوة الى علمنة الدولة، واعتماد قانون موحّد للأحوال الشخصية، وزواج مدني، وهذه المطالب مجتمعة أو متفرقة، يرفضها الشركاء في الوطن، أو لا يملكون القدرة على المضي بها أمام جماهيرهم. وتجربة الزواج المدني الاختياري لا تزال ماثلة أمامنا في عهد الرئيس الياس الهراوي وحكومة الرئيس رفيق الحريري.
واذا كان أي من الطرفين الشيعي والسنّي لم يشأ التعليق على زيارة باسيل، فإن الأكيد أنها حملت رسائل في غير اتجاه، وحملت إدارة ظهر للبعض، ودعوة لمواجهة الند للند للبعض الآخر.
ربما لا تترجم الأيام المقبلة هذا الواقع التصادمي، لأن الرسائل هي شد حبال يسبق أي اتفاق أو اختلاف. وربما تدفع المصالح المشتركة الى اتفاق اللحظة الأخيرة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم