الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

هل يطلق الرئيس سعد الحريري "المحطة ب"؟

المصدر: "النهار"
طارق عينترازي-كندا
هل يطلق الرئيس سعد الحريري "المحطة ب"؟
هل يطلق الرئيس سعد الحريري "المحطة ب"؟
A+ A-

العنوان هو دعوة للرئيس الحريري لإطلاق منطقة حاضنة لمطوري برامج الكومبيوتر والتطبيقات ومصممي منصات التجارة الالكترونية، ارجو ان يتحوّل هذا العنوان الى خبر حقيقي قريباً!


هذه الدعوة تأتي استجابة لدعوة الحريري من له فكرة تساعد الاقتصاد اللبناني الى تقديمها للسرايا.
الفكرة مستوحاة من مبادرة فرنسية اعلن عنها في كانون الأول الماضي لاطلاق المحطة "ب" والتي أجمع الخبراء والكثير من وسائل الاعلام على اعتبارها اكبر حاضنة ( Incubator ) للمشاريع الصغيرة في العالم والتي سرعان ما بادرت شيريل ساندبرغ، مديرة عمليات شركة فايسبوك (COO) الى تبني الفكرة والاعلان عن ان شركة "فايسبوك" سيكون لها مقر في المحطة. ورغم أن ساندبرغ لم تفصح عن خطة محددة لـ"فايسبوك" مع المحطة، من المرجح ان تستعمل لاكتشاف المواهب الشابة. الجدير بالذكر ان المشروع أطلق بتمويل من الملياردير الفرنسي مؤسس شركة "فري تيليكوم" زافيه نيل، وليس من بلدية باريس او الحكومة الفرنسية (اين مليارات من اغتنوا من قطاع الخليوي في لبنان من المساهمة بإيجاد فرص عمل للشباب؟


الفكرة ببساطة تتطلب ايجاد مبنى يجهز بمحطات عمل ( work stations ) مع أجهزة كومبيوتر واتصال سريع بالانترنت مع اطار قانوني يسمح باطلاق الشركات الصغيرة. تعمل المنطقة تحت اطار قانوني يشبه قانون المناطق الحرة. كما ان خلق المحطة "ب" يمكّن اصحاب الافكار من تفادي بيروقراطية تسجيل الشركات والقوانين المعقدة التي جعلت لبنان يحل اخيراً بين الدول العربية حسب تقرير البنك الدولي لعام 2016 من حيث سهولة بيئة العمل.





يضم فريق العمل لهذه المنطقة خبراء في التسويق والادارة المالية والقانونية. ولتفادي كلفة توظيف اشخاص ودفع معاشات مكلفة تقوم المحطة بالشراكة مع شركات متخصصة في التسويق والاستشارات المالية والقانونية والى ما هنالك (مثلاً العديد من شركات الاعلان اللبنانية ستدعم المشروع عبر مساعدة أصحاب الافكار المبدعة على تسويق فكرتهم). كما يمكن اعتماد قوالب (Templates ) لدراسات الجدوى المالية والتقنية المتوافرة لدى الجامعات او شركات الاستشارات الموجودة في بيروت والتي على الارجح تدعم مبادرات كهذه.
كيف يتم اختيار من له حق الاستفادة من البنية التحتية للمحطة "ب"؟


كل من له موهبة في البرمجة او لديه فكرة لتطوير لتطبيق معين ( Application) أو برنامج معين او لعبة فيديو (3D Animation Video Games or Ecommerce platforms ) يمكنه الاستفادة من تسهيلات المحطة. ويتم أختيار المواهب من الطلاب المتفوقين في الجامعات أو من لديهم فكرة مع دراسة جدوى، على ان لا تتجاوز اعمارهم 25 او 30 عاماً حدا أقصى.
ولحصر الإعداد وتشجيع العمل لجماعي يكون من شروط الاستفادة من المحطة "ب" ان يكون فريق العمل مؤلفاً من 2 الى خمسة اشخاص.
وتقوم الجامعات اللبنانية بتوصية المتميزين من خريجيها للاستفادة من تسهيلات المحطة "ب" مع تحديد كوتا لكل جامعة بحسب عدد طلابها. كما يجب تعيين لجنة من اساتذة الكومبيوتر ورجال الاعمال اللبنانيين الناجحين باختيار من يمكنه الانضمام للمحطة "ب". يمكن المحطة ان تكون الحاضنة لتنفيذ المشاريع التي يتقدم بها طلاب الجامعات في السنة الاخيرة (Graduation projects).
يحق للمستفيدين من تسهيلات المحطة استخدام مكاتبهم 8 ساعات يومياً في كل ايام الاسبوع بحيث تتم الاستفادة من التجهيزات على مدار اليوم وكل ايام الاسبوع وذلك لتمكين اكبر عدد ممكن من الاشخاص من الاستفادة من التجهيزات.


 


أين يمكن إقامة المشروع؟
لتفادي الدخول في دهاليز الاستملاك أو استئجار المباني، يمكن استخدام اي من العقارات المرهونة او المملوكة لمصرف لبنان. كما من الممكن دعوة المصارف التى أطلقت مبادرات تسويقية تستهدف الشباب اللبناني للمساهمة عبر تقديم احدى عقاراتها او عبر تمويل بعض افكار المشاريع الصغيرة. كما ان الكثير من الزعماء الذين اعلنوا غيرتهم على لقمة الفقير وايجاد فرص العمل للشباب بالامس يمكنهم المساهمة عبر تقديم عقار او مبنى يصلح لاقامة المشروع. تجدر الاشارة الى انه يمكن تطبيق المبدأ في اكثر من منطقة بحيث نطلق أكثر من محطة يستفيد منها الشباب في المناطق البعيدة عن بيروت.
في ما يلي تصميم تقريبي منقول عن المحطة "ب" في باريس حيث تبدو بساطة التصميم وسهولة بنائه (جميع الحقوق محفوظة للشركة المصممة).







كيف يتم تجهيز المشروع؟
لتفادي دهاليز المناقصات او عقود التراضي (السيئة الذكر) تتم المبادرة بالاتصال بشركات مثل "ابل" و"سامسونغ" و"هواوي" و"مايكروسوفت" او "غوغل" واعطاؤها الفرصة لتجهيز المحطة "ب"، إذ انه من المعروف ان المساهمة بتجهيز المشاريع التي تتوجه للشباب تدخل في صلب خطط هذه الشركات التسويقية في كل دول العالم.
تجدر الاشارة الى ان مجلة "الايكونوميست" ذكرت لبنان على رأس لائحة البلدان القادرة على خلق "سيليكون فالي" الشرق الأوسط في تقريرها الذي نشر بتاريخ 14 يناير 2017، شرط ان يتم تحسين سرعة الانترنت في هذا البلد وهو موضوع قابل للتحقيق خصوصاً اذا حصر بمنطقة او مجمع تقني معين. طوني فاضل (أحد مصممي أي بود) قال علناً عند زيارته لبيروت إن بطء الانترنت يقف عائقاً امام تطور الاقتصاد الرقمي في لبنان، والرئيس الحريري وعد بحل الموضوع.



في النهاية وبالرغم من كل شيء، معظم اللبنانيين مؤمنون بالبلد وبقدرته على النهوض. كما ان معظم اللبنانيين في الخارج، ان كانوا من اصحاب الشركات او من الذين وصلوا الى مراكز مرموقة مع الشركات العالمية، مؤمنون ببلدهم ومستعدون للمساعدة. المطلوب ان يتم طرح مشاريع محددة لا تدخلهم في دهاليز القطاع العام اللبناني، ويمكنهم المساهمة في نجاحها عبر علاقاتهم وخبراتهم.
اجراءات وقف الهدر ومحاربة الفساد يمكن ان تخفض مصاريف القطاع العام والعجز، الّا ان النمو الاقتصادي في حاجة الى مشاريع صغيرة تخلق فرص عمل للشباب المتعلم والمتمسك بوطنه. قد يكون هذا المشروع خطوة في رحلة الالف مشروع المطلوبة لاعادة اطلاق النمو الاقتصادي في لبنان.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم