الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

هل تعتزم الدولة حقاً ضبط الوضع في البقاع وبعلبك - الهرمل؟

المصدر: النهار
بعلبك – وسام اسماعيل
هل تعتزم الدولة حقاً ضبط الوضع في البقاع وبعلبك - الهرمل؟
هل تعتزم الدولة حقاً ضبط الوضع في البقاع وبعلبك - الهرمل؟
A+ A-

قيل لأحد الحكماء: أينَ تجِد السّرور، فأجاب: "في الأمن، فإنّي وجدتُ الخائفَ لا عيشَ له". فمطلب الأمن يسبق طلب الغذاء، ومن غير الأمن لا يستساغ طعام ولا يهنأ عيش ولا يلذ نوم ولا ينعم براحة، فكيف بنا والحال في منطقة بعلبك - الهرمل التي تعاني ازدياد السلب والسرقة وانتشار السلاح العشوائي في شكل لافت، في ظل وجود القوى الامنية التي يفترض أنها حامية مصالح المواطنين والساهرة على تطبيق القوانين؟


الوضع ما عاد يتحمل مزيداً من اللامبالاة، فوجود عدد من المطلوبين العابثين في هذه المنطقة، وارتفاع عمليات سرقة المحلات التجارية والسيارات، واستشراء السطو والاتجار بالمخدرات خصوصاً في الآونة الاخيرة، باتت تشكل احراجاً للجميع، الدولة والاهالي والقوى المختلفة، فالبقاع أمسى جريحاً من ممارسات هذه القلة التي لا تتجاوز عدد اصابع اليد. فمن قال ان البقاعيين خارجون على القانون، ومن المستفيد من وجود وجود هؤلاء او يستغلهم؟ تساؤلات تطرح نفسها يوميا بين المواطنين انفسهم ولا من مجيب، غير ان الحقيقة الواضحة تؤكد المسؤولية الأولى للقوى الامنية على اختلاف اجهزتها، فالحديث عن غطاء سياسي وحزبي لهؤلاء مغاير للواقع، والكلام على مربعات امنية لا تسمعه الا من الاجهزة الامنية نفسها عند تهربها من مهماتها. وكل ذلك لا يبرر للطبقة السياسية والحزبية الفاعلة في البقاع، تهاونها في التعاطي مع هكذا مسائل تمس المجتمع البعلبكي برمّته.


قبل ايام، انطلقت خطة امنية جديدة، وحتى الساعة لاتزال كسابقاتها، لا توقيفات لمطلوبين سوى مطلوب هنا او هناك بجرائم اطلاق نار او ضبط كمية مخدرات، رغم ان الجيش ومخابراته، نفذا حملات دهم عدة طاولت أماكن مفترضة لأعتى المطلوبين واخطرهم، ولكن أنّى لها ان تجدهم وهم يعلمون بالحملات قبل أيام من تنفيذها؟ المطلوب اجراء امني يساهم ايضا في إزالة الحاجز النفسي الذي صار راسخاً عند البقاعيين، أن الدولة بكل أجهزتها ومؤسساتها لا تريد الخلاص للبقاع، غير اننا لن نستبق النتيجة قبل انتهاء الحملة الامنية الحالية، رغم ما يتردد انها مستمرة لايام معدودة وتكاد أن تنتهي من دون تحقيقها غايتها.


ماذا يقول سياسو منطقة بعلبك - الهرمل وفاعلياتها؟


الوزير غازي زعيتر يؤكد لـ"النهار" ان "المحافظة كما كل المحافظات في حاجة الى الحضور الامني والاستقرار، وهذا لا يعني انها خارجة على القانون، بل هي ملتزمة كل القوانين، ومطلبنا الدائم من القوى الامنية بأجهزتها كافة هو الاستقرار الامني وتاليا الازدهار".
ويضيف: "هذا موقف القوى السياسية والحزبية في المحافظة بضبط كل المخالفات من اصغرها الى اكبرها وتوقيف كل المخلين بالامن، فتاريخ البقاع وبعلبك - الهرمل خصوصا يتحلى بالقيم والشجاعة والمسؤولية، وهي تحت سقف القانون". ويتمنى على جميع وسائل الاعلام "نقل الحقائق كما هي".


المفتي الرفاعي


ويرى المفتي بكر الرفاعي "ان الامور ليست في اتجاه خطة امنية بمقدار ما هي عمل امني يستهدف بعض الافراد الذين يسيئون الى هذه المنطقة، والموضوع معلق حصرا بالاجهزة الامنية والعسكرية دون سواها، واي مسؤولية تلقى على الاحزاب هي من باب تقاذف التهم وليست صحيحة، والحق على الدولة وعلى مؤسساتها التي غابت مدة طويلة".


ويشير الى "أن الدولة بواسطة بعض الاجهزة لا تريد العودة او الدخول، ونحن امام قائد جديد للجيش وقائد جديد لقوى الأمن الداخلي، وموعودون بمعالجة هذه الامور. هناك حكومات تستغرق مئة يوم، فلنعط الاجهزة الامنية الجديدة مئة يوم والوضع جيد في المنطقة، لكن ياللاسف هناك قطار اعلامي يتجول حريص على ان يقدم دائما الصورة السيئة عن بعلبك - الهرمل، وليس الصورة الايجابية".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم