اشترِك في نشرتنا الإخبارية
نجلا قصاب قسيسة... "هذا يومٌ صنعه الرّب" (صور)
ساعة من العمر. انه يومها، ولا يوم مثله. #نجلا_قصاب قسيسة في مراسم حاشدة "تاريخية". وقفت على المنبر امام الجمع، وجها لوجه، ورفعت يديها عاليا قائلة: "الله محبة. واليوم نحتفل بهذه المحبة. ونعمة ربنا #يسوع المسيح ومحبة الله الآب وشركة الروح القدس تكون معنا، وتستسمر فينا من الآن والى ابد الآبدين، آمين". اعطت البركة، للمرة الاولى كقسيسة... وعلا التصفيق.
الخامسة والدقيقة الخامسة تقريبا. دخلت الواعظة نجلا قصاب الكنيسة الانجيلية المشيخية في الرابية، على وقع ترنيمة، يتقدمها صف طويل من القساوسة والقسيسات، بينهم القسيسة رلى سليمان التي كانت رُسمت قبل نحو شهر. بين المشاركين في خدمة الرسامة التي دعا اليها السينودس الانجيلي الوطني في سورية ولبنان، النائب باسم الشاب، رئيس الكنيسة اللوثرية في الاراضي المقدسة والاردن المطران منيب يونان، رئيس الطائفة الانجيلية في مصر رئيس رابطة الكنائس الانجيلية في الشرق الاوسط القس الدكتور اندريا زكي، رئيس الطائفة الانجيلية في #سوريا ولبنان القس الدكتور سليم صهيوني، الامين العام لاتحاد الكنائس الانجيلية المصلحة في العالم القس الدكتور كريس فيرغسون، نائبة رئيس الكنيسة الموحدة في السويد القسيسة الدكتورة صوفيا كامنرين، القسيسة سابين درسلر ممثلة للكنيسة الانجيلية المصلحة في المانيا، مديرة برنامج المساعدة في الازمات في الكنيسة المشيخية في الولايات المتحدة الاميركية القسيسة الدكتورة لوري كراوس، الامين العام للسينودس الانجيلي الوطني في سورية ولبنان القس جوزيف قصاب، وحشد من رعاة السينودس وقساوسة انجيليين ومن كنائس اخرى.
كذلك، شارك متروبوليت جبل لبنان للسريان الارثوذكس المطران جورج صليبا، الرئيسة العامة لراهبات القلبين الاقدسين الام دانييلا حروق وعدد من الراهبات، وحشد من المؤمنين من مختلف الكنائس الانجيلية.
اعلان الرسامة
على المنبر، جلس مطارنة ورؤساء طوائف انجيلية وممثلو الكنائس وقساوسة وقسيسات. وقبالتهم، الواعظة نجلا جلوسا في مقدم المؤمنين. اعلان الرسامة تلاه القس فادي داغر: "أيّها الأحبّاء، بناءً على الدعوة الإلهيّة، وبعد الإعداد اللاهوت، وتوفّر المؤهلات الروحيّة والعلميّة والسيرة الحسنة، قرر السينودس الإنجيلي الوطني تقديم هذه الأُخت، الواعظة نجلا قصاب، لخدمة الربّ في كنيسته المقدّسة برسامتها قسّيسة، بحسب تعاليم الكتاب المقدّس، ووفقاً لنظام السينودس".
صبرا و"ما يؤهل الخادم للقيادة"
وتوالت المراسم. قراءة متبادلة، صلاة، الصلاة الربانية، قراءة من العهد القديم (تكوين 1: 26-31)، ترنيمة، صلاة متبادلة اخرى، قراءة من الرسائل (افسس 4: 11-16)، قراءة من الانجيل (يوحنا 21: 15-22). بعد ترنيمة اخرى، القى رئيس كلية اللاهوت للشرق الادنى الدكتور جورج صبرا عظة بعنوان: "يوم صنعه الرب" قال فيها: "هذا يوم صنعه الربُّ تتويجًا لنضالٍ ومسيرةٍ تاريخيةٍ لكنائسنا ومؤسساتِنا الإنجيلية في هذا الشرق. طبعًا إنه أولاً ثمرةُ انفتاحِ السينودس الإنجيلي الوطني على خدمةِ المرأة في الكنيسة وتشجيعِه لها، وفتحِه الباب تلو الآخر امام دورِها الكنسي. لكنّه أيضًا ثمرةُ عملِ رابطة الكنائس الإنجيلية في الشرق الاوسط على مدى اعوام، عملِ لجنتِها اللاهوتية ولجنةِ المرأة الذي كان وراء إصدارِ قرار تاريخي اتخذ بالإجماع العام 2010، وأيّد رسامةَ المرأة للقسوسية".
واضاف: "إنه بالتأكيد ثمرةُ إلتزامِ كليةِ اللاهوت للشرق الأدنى، المعهودِ إليها بإعداد الرعاة والقساوسة، بقضيةِ خدمة المرأة الكاملة في الكنيسة، ثمرةُ تعليمِ الكليّة ولاهوتِها الداعمِ لرسامة المرأة منذ عقود، وأيضًا ثمرةُ مثالِ الكليّة الذي تجسد بوجود أولِ قسيسةٍ مرسومةٍ استاذةً فيها منذ أكثر من 40 عاما، عنيت الاختَ الراحلة الطيبة الذكر القسيسة إلسا فار...".
وتابع: "باختصار انه ثمرةُ عمل الروح القدس في التاريخ... روحُ الحقِّ أوصلنا الى هنا قائلًا لنا: افتحوا الأبوابَ على مصاريعها للمرأة– لخدمتِها ودورها– في الكنيسة وفي المجتمع ككلّ... في مواجهةِ أوضاع تشهد تصاعدًا للتطرف الديني والتحجرِ الفكري والرجعيةِ الثقافية والانغلاقِ الإجتماعي... ليس للكنيسة سلاحٌ أمضى من سلاح الكلمة وقوةِ المثال، فترسمُ المرأةَ خادمةً للكلمة، وتعطي مثالاً لمحيطها".
وتوجه الى قصاب، داعيا اياها الى "الثبات وعدم الإستسلام وعدم اليأس، مهما كانت الظروف. هذا أولاً ما يؤهل الخادم للقيادة". واكد ان "الثبات، رغم كل شيء وكل وضع، ومحبة الربِّ يسوع فوق كلِّ شيء هما مواصفات القيادة". وتدارك: "أنا واثق، وكل الذين يعرفونك واثقون، بأنك تتحلين بهاتين الصفتين".
"انا مستعدة بعون الله"
ثم بدأت مرحلة "حضّ المرشحة الى القسوسية". وقفت نجلا لتجيب عن اسئلة تناوب قساوسة وقسياسات على طرحها عليها. وتوالت اجوبتها بكل ثقة: "نعم، اني اصرّح بذلك"، "نعم، هذا هو شعوري ويقيني"، "انا مستعدة بعون الله"، "اني اتعهد بذلك بعون الله"، "اني ابذل جهدي في ذلك بعون الله"...
بعد "الاعتراف بالايمان" وقوفا وترنيم منفرد، صعدت نجلا درجات المنبر، حيث جثت، وتحلق حولها مطارنة وممثلي كنائس وقساوسة وقسيسات، واضعين اياديهم اليمنى على رأسها، في وقت رفع احد القساوسة صلاة الرسامة. "ايّها الربّ الإله الجالس على عرش السماء والأرض، يا أبا ربنا يسوعَ المسيح، نشكرك لأجل جميع نعمك ودعوتك هذه الأُخت. فبناءً على أمرك الإلهي، نُكرّس الواعظة نجلا قصاب بوضع الأيدي والصلاة وعطيّة الروح القدس قسّيسة لكنيستك الجامعة الرسوليّة الـمُقدّسة. فأَلْبِسْها أيّها القدير قوّة خاصّة من علاك تجعلها أهلاً لرتبة القسوسيّة المباركة التي دعوتّها إليها، وامنحها، يا ربّ، بركاتك...".
"نُعطيكِ يمين الشركة"
في ختام الصلاة، وقفت نجلا. ثم خاطبها احد القساوسة قائلا: "باسم الربّ يسوع القائل: "كما أرسلني الآب أُرسلكم أنا" (يو 20: 21)، وبموجب تعليم الكتاب المقدّس بوضع الأيدي، تمّت رسامتكِ قسّيسةً. فمارسي هذه الخدمة المقدّسة، باسم الآب والإبن والروح القدس". وقدم اليها الكتاب المقدس، باسم السينودس، تذكارا للمناسبة، قائلا: "اكرزي بالإنجيل للخليقة كلّها، وبشّري بكلمة الله. وبّخي، انتهري، عِظي بكل أناة وتعليم، واخدمي السرّين المقدّسين في كنيسة المسيح".
ثم صافحها قائلا: "نُعطيكِ يمين الشركة، اشتركي معنا في هذه الخدمة المباركة". وهكذا فعل اعضاء لجنة الرسامة الذين توالوا على اعطائها يمين الشركة، مصافحين اياها. وبعدما جلست بينهم على المنبر، كانت كلمات لفيرغسون، والمطران يونان الذي قال "اننا نرسل بهذه الرسامة، رسالة الى كل مجتمعاتنا العربية اننا نقدم مثالا في الوحدة ضمن التعددية". كذلك، اعلن زكي "التضامن مع رسامة المرأة... انها لحظة تاريخية بالنسبة الينا".
بعد ترنيمة، تقدمت القسيسة الجديدة نجلا قصاب الى وسط المنبر، واعطت بركتها الاولى كقسيسة. وعلا التصفيق. وفي الختام، تقبلت التهاني مع اعضاء السينودس.
