"طرد البغاة" و"سرجّنا الجياد"... "داعش" تنتهي بالقلمون الشرقي وتُلاحق في الباديتين
في الوقت الذي تنشغل فيه الدول بمعركة الرقة لما لها أهمية من مصالح تتخطى الحدود السورية، وفي الوقت الذي تشتعل فيه جبهتي دمشق وحماه، كانت قوات "الجيش الحر" تحقق مكاسب سريعة وخاطفة في معاركها مع "داعش"، توجتها بتنظيف القلمون الشرقي من ارهاب "داعش"، متممة معركة "طرد البغاة" التي انطلقت منذ نحو اسبوع وخاضتها قوات الشهيد أحمد عبدو على مرحلتين، الأولى حررت فيها جبل الأفاعي، أما الثانية التي بدأت منذ ثلاثة ايام سيطرت فيها القوات على جبلي النقب والشرقي بمساحة لا تقل عن 192 كم، وأكملت عملياتها مطهرة القلمون الشرقي بالكامل من تنظيم "داعش"، لتنتقل القوات إلى بادية حمص مسيطرة على أجزاء من المحسة والقريتين. وتزامناً مع ذلك شن الفصيل نفسه معركة باتجاه "داعش" في البادية الشامية.
"سرجنا الجياد"
معركة البادية الشامية، انطلقت، منذ نحو اسبوع، بعد تشكيل غرفة عمليات تحت مسمى "سرجنا الجياد"، لافشال مخطط "داعش" بأن تكون البادية مكاناً جديداً بعد الانسحاب من الموصل. المعركة بدأت بسلسلة من الضربات الصاروخية عبر "راجمات صواريخ" وصلت حديثاً إلى قوات الجيش السوري الحر في البادية، وبعد الاستهدافات شنت الفصائل هجوماً واسعاً على نقاط "سيس، تيس، سرية البحوث العلمية (غرفة عمليات داعش)، منطقة مكحول وحاجزها، سد أبو ريشة، حاجز ظاظا، منطقة السبع بيار"، وأحكمت السيطرة عليها خلال الأيام الثلاثة الماضية. ووفف مصادر معارضة روت لـ"النهار" كل تفاصيل المعركة فان طول المساحة التي سيطرت عليها الفصائل نحو 130 كم وتمتد من الحدود السورية الاردنية إلى مثلث القلمون - حمص - البادية الشامية".
وبعد ما حققته انطلقت المرحلة الثانية من معركة "سرجنا الجياد" منذ يومين، بالتزامن مع معركة "طرد البغاة" في القلمون الشرقي، والهدف ربط بادية حمص بالمنطقة الأولى. وتتقدم حالياً من محاور السبع بيار باتجاه مناطق المحسة في بادية حمص. في المقابل، يحاول "داعش" أن يعزز أماكن تواجده ويستقدم التعزيزات العسكرية من بادية السويداء باتجاه البادية الشامية.
ويقول قائد العمليات العسكرية لقوات الشهيد أحمد العبدو في البادية السورية علاء كحيل الملقب بـ"بابي ممدوح": "طهرنا كامل منطقة القلمون الشرقي من رجس التنظيم الإرهابي، ونقترب من انجاز المرحلة الثانية من عمليات "سرجنا الجياد" والتي تهدف لوصل بادية الشام وبادية حمص ومنطقة القلمون الشرقي بشكل كامل وفك الحصار عن منطقة القلمون الشرقي، حيث تدور العمليات في شكل أكبر مثلث بالمنطقة أي بادية حمص - بادية الشام - القلمون الشرقي، لوصلها ببعض وتجري عمليات تمشيط وتفكيك ألغام من وحداتنا الهندسية".
ويلفت إلى أن "العمليات العسكرية أتت بعد إستراتيجية جديدة اتخذناها على مدى الأشهر السبعة الماضية، حيث شنت قواتنا ما يزيد عن 20 هجمة عسكرية، وتصدت لأكثر 35 هجمة عسكرية، وكان التكتيك العسكري لقواتنا ايقاع الخسائر لدى داعش بشكل كبير أكثر من الاهتمام بالسيطرة، أي خلال عمليات الاستنزاف فقط وقع ما يزيد عن 650 قتيلاً لتنظيم داعش الإرهابي فيما سقط نحو 500 جريح أخر، أي أن التنظيم قد فقط نحو 30 % من قواته، ما أدى الى ضعفه، واستخدام العمليتين الأخيرتين كانت لتشتيت التنظيم واستنزاف قواته بشكل أكبر وخصوصاً على جبهات تمتد على مساحة شاسعة وطويلة، وأستخدمنا أسلوباً اقتحامياً مباشرا ما أدى إلى السيطرة على منطقة القلمون الشرقي وجبهة بطول 130 كم في البادية الشامية والتوغل نحو بادية حمص والعمليات مستمرة هناك". ويضيف: "نستعد لاستقبال أهلنا المهجرين والمقيمين على الحدود السورية الأردنية والذين يصل عددهم إلى 120 ألف مدني، نسعى لاستقبالهم في مناطقنا في القلمون الشرقي، ونسعى لتوفير مستلزماتهم كافة".
[email protected]
Twitter: @Mohamad_nimer