يكتب الشعر ويدافع عن المرأة... من هو تيمور جنبلاط؟

قالها بايجابيةٍ منذ سنتين، يوم استلم مهامه السياسية، "أنا لست كمال جنبلاط، ولست وليد جنبلاط". لعلها عبارةٌ تختصر الكثير عن الشاب الهادئ والمقل في الاحاديث الصحافية والخطابات الجماهيرية. يحرص تيمور جنبلاط، وفق مقربين منه، دراسة خطواته جيداً، ويتقن فن الاصغاء ويمعن في تفاصيل الصورة، وفي حضرة صمته، كلام. جذبته العلوم السياسية، فدرسها في الجامعة الاميركية في بيروت، وعاد ليكمل دراسته في معهد العلوم السياسية في باريس. المقرّبون منه، يطلقون عليه صفاتٍ كثيرة. "هو شخصٌ جدي ومستعدٌ لتحمل مسؤولية القيادة ومقرّب من الناس، ومستمعٌ الى درجة عالية لهواجسهم ومنصتٌ الى اوجاعهم، ومتابعٌ بلهفةٍ لمطالبهم التي يشرف عليها شخصياً حتى النهاية. ويتمثّل هدفه الاول في متابعة قضايا الشباب وتأمين المنح الدراسية للطلاب وتوفير ما امكن من التقديمات للجميع لأنه مؤمنٌ ان العلم هو الحصانة الاساسية امام الشباب اللبناني".

يستقبل تيمور جنبلاط المواطنين يومي الثلثاء والسبت من كلّ اسبوع، ويستمع الى همومهم ويشاركهم طروحاتهم، ويحرص على متابعة مطالبهم ويعود ليوزع المهام على فريق عمله. في طبيعة الحال هناك بعض المسائل التي يستطيع انجازها، وبعض آخر يخرج عن حدود امكاناته، رغم مساعيه الصادقة للمساندة. ويكرّر المقربون ان جنبلاط تربطه علاقةٌ جيّدة بالجامعات العاملة على الاراضي اللبنانية، وهو متابع دقيق لموضوع الشباب من خلال مؤسسة وليد جنبلاط للدراسات الجامعية. كما يوظّف مساعيه من اجل المساعدة في تأمين فرص العمل للجديرين بها وتالياً محاربة البطالة، وفق المتحدث.

 لماذا هو مقلٌ في تصريحاته السياسية واطلالاته الاعلامية؟ "في هذه المرحلة استلم تيمور مهام والده المتمثلة بادارة شؤون المختارة ومتابعة شؤون الناس، وهو يتهيأ لخوض غمار الحياة السياسية، اذ سيشغل مقعد الشوف النيابي عوضاً من والده في الانتخابات النيابية المقبلة، وعندها يحين اوان التصريحات السياسية والاطلالات الاعلامية. انه يدرس خياراته بدقة ولا يريد ان يحرق المراحل رغم انه حاضرٌ وجاهز وقادر، لكن لكل شيء وقته"، يقول المتحدث. ويشغل تيمور جنبلاط اليوم منصب عضو مرشد في الحزب التقدمي الاشتراكي ولكنه، وفق المصادر، لم يتبؤ بعد اي مسؤولية حزبية مباشرة. وهو يعتبر شخصية اجتماعية ولديه شبكات علاقات واسعة ومحاط بأصدقاء ومقرّبين كثر، ويهوى المطالعة وكتابة الشعر في اكثر من لغة. وهو متزوج من ديانا زعيتر، ولهما ولدان فؤاد وسابين. وفي محصلة الأمر، يقول المقربون انه رجل واعد، وفيه سمات قيادية وهو يتحضر للعب الدور الابرز مستقبلاً عن قناعةٍ تامة، كما انه "جاهزٌ وحاضر منذ الولادة"، وعبّر عن ذلك شخصياً في تصريحٍ صحافيٍ سابق فـ"من لديه استاذ كوليد جنبلاط لا يخشى الصعاب ولا يهاب التحديات".

ومن خلال مطالعة حسابه الشخصي عبر مواقع التواصل الاجتماعي يتراءى للمتصفحين، ان تيمور جنبلاط رجلٌ مدافع عن حقوق المرأة وداعم لتمكينها واعطائها فرصا افضل في مختلف قطاعات المجتمع، وداعمٌ بارز لمناهضة العنف اللاحق بها وشجب جميع انواع التمييز ضدها. وهو يتابع الحملات التي تقوم بها الجمعيات الاهلية، ويعبّر عن رأيه صراحةً بها ويدعمها، ومن ابرزها الجمعيات المدافعة عن حقوق العمال الاجانب ويدعو الى حماية حقوقهم ومناهضة جميع اشكال الظلم اللاحق بهم، وبخاصة العاملات المنزليات. وكتب في حسابه بفايسبوك: "من اجل الغاء وتعديل كافة القوانين الجائرة التي تمس بحقوق الفرد والمرأة بشكل خاص". ويتشارك ومتابعيه صوراً عائلية، ويظهر جلياً حبّه لأسرته وعلاقته الوطيدة التي تربطه بها. كما يتشارك ومحبيه صوراً طبيعية يلتقطها شخصياً، من بينها صورة لافتة التقطها خلال العاصفة الثلجية الاخيرة في دوار بيت الدين، وكتب: "على امل ان تأتي الثلوج بالخير الى كل الوطن". ويظهر جلياّ تأثره بفكر جدّه كمال جنبلاط، اذ يحرص على اقتباس عباراته ووجدانياته، وعن الامنية التي كان يتمنى لو انها تحققت، يقول في وصفه: "امنيتي كانت ولا تزال بالتعرف اليك ... ولكن طلقات الغدر سبقتنا جميعاً".