الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"مقنّعو التخريب" يفشلون والحريري لمناقشة إيجابية \r\nالجولة الأولى: الحراك 1 والسلطة 0 ... وللحديث صلة

محمد نمر
"مقنّعو التخريب" يفشلون والحريري لمناقشة إيجابية \r\nالجولة الأولى: الحراك 1 والسلطة 0 ... وللحديث صلة
"مقنّعو التخريب" يفشلون والحريري لمناقشة إيجابية \r\nالجولة الأولى: الحراك 1 والسلطة 0 ... وللحديث صلة
A+ A-

عاد نبض الحراك الشعبي إلى الشارع مجدداً ونجح في ارباك الطبقة السياسية الحاكمة ودفع الكتل النيابية إلى نفض يديها من فرض الضرائب واعادة الملف إلى المناقشة من جديد، وهو بمثابة الفوز الاستباقي في الجولة الأولى من المعركة الاحتجاجية لمصلحة المواطن.
ماذا بعد التحرك؟ هل كرة الثلج ستكبر وتحقق المطالب كاملة؟ ماذا بعد رفض الضرائب؟ وفق المعلومات التي حصلت عليها "النهار" أن حملات المجتمع المدني والأحزاب المعارضة ستنتظر موعد الجلسة النيابية المقبلة لتعود إلى الشارع، وإذا لم يحقق المجلس مطلبها فإنها ستواصل الضغط لتعطيل الضرائب واقرار السلسلة عبر مكافحة الفساد، وإذا تحقق المطلب الأول فيرجح أن يكون الثاني مرتبطاً بالانتخابات النيابية واقرار قانون جديد للانتخاب.


الحريري يبادر
واستطاع رئيس الحكومة سعد الحريري بمبادرة جريئة أن يخطف الأنظار، بنزوله إلى الساحة ومخاطبة المتظاهرين وجهاً لوجه، مستخدماً مكبر الصوت الخاص بإحدى سيارات موكبه، ليقول: "الحكومة ورئيس الجمهورية إلى جانبكم وإلى جانب وجع الناس، صحيح أن هناك فسادا وإهدارا لكننا سنحاربهما، أتيت إلى هنا لأقول لكم إن الفساد سننهيه، وسنكمل المشوار وهو طويل". وكانت مبادرة الحريري جيدة لكن توقيتها لم يكن مناسباً، إذ اختار الوقت الذي دخل فيه "مقنّعو التخريب" إلى الساحة، فعمدوا إلى رشقه بالعبوات الفارغة، وسجل قبل ذلك انسحاب الأحزاب المشاركة كـالكتائب والأحرار والتقدمي الاشتراكي، إضافة إلى ناشطي "14 آذار - مستمرون" بعدما لمست نية تخريبية، وكان واضحاً أن الكتائب لا تريد رفع السقف السياسي واقتصار حملتها على الضرائب، فيما ناشطو 14 آذار حرصوا على عدم التصويب على أي حزب والمطالبة بـ"السيادة المالية". وعلى الرغم من الجو التخريبي، عاد الحريري وغرد عبر حسابه على "تويتر" داعياً منظمي التظاهرة الى "تشكيل لجنة ترفع مطالبهم لمناقشتها بروح إيجابية"، فرد المنظمون بمطالبهم: "الغاء الضرائب غير العادلة على الناس، إقرار سلسلة الرتب والرواتب كاملة، تمويلها عبر وقف الإهدار ومكافحة الفساد من الجمرك وغيره، وفرض ضرائب على الأرباح الخيالية التي حققتها المصارف من دون المسّ بأصحاب الدخل المحدود والمتوسط". وتوجهوا إلى رئيس الحكومة والسلطة السياسية: "بدنا حل مش حكي، والحل الذي يضر بمصلحة المواطن والشعب حتكون مواجهته في الشارع". وتبنى حزب الكتائب البيان نفسه. ويقول نائب الامين العام للحزب باتريك ريشا لـ"النهار": "لم يدع الحريري إلى لقاء اللجنة بل إلى تشكيلها ورفع المطالب، وهذا ما حصل"، موضحاً أن "التظاهرة المقبلة مرتبطة بموعد الجلسة النيابية المقبلة، وسنراقب تعامل الدولة مع موضوع الضرائب إلى حين التئام الجلسة، واجتماعاتنا مفتوحة وننسق مع الاحزاب وحملات المجتمع المدني".


"ثورة، ثورة"
المشهد بدأ يكتمل في ساحة رياض الصلح الساعة 12 ظهراً: أعلام لبنانية تفد من كل المناطق الى مكان الاعتصام، وحناجر تصدح: "ثورة، ثورة"، "قوم اتحدى يا شعبي... قوم اتمرد يا شعبي". ومن الشعارات التي رفعت: "ما رح ندفع"، "بدنا وطن"، "وراء كل دولة فاسدة شعب نائم". وكان واضحاً أن حملات المجتمع المدني تعلمت من الأخطاء السابقة، واعتمدت في تحركها على مطلب واحد، أعلام واحدة، لا منابر ولا بيان ختامي، لكن كالعادة سجل دخول "المندسين" في الحراك السابق إلى قلب التظاهرة، وهم مقنّعون لا يتجاوز عددهم الـ15، حاولوا استفزاز القوى الأمنية برشقها بالعبوات الفارغة والمفرقعات، لكن اللجنة حرصت مسبقاً على احباط محاولات هؤلاء بسد بشري أمام الحواجز الحديد، وسجل أكثر من مرة خلاف بين المتظاهرين وهؤلاء، وعند سؤال أي من المنظمين عن هوية المقنعين كانوا يردون: "نزلوا من الخندق"، في اشارة إلى أنهم من أنصار حركة "أمل"، ومن يقترب منهم لا يسمع أي شعارات واضحة، بل همهم الأول خطف الأنظار وتكرار محاولة اختراق الحاجز. وسجل انزعاج جزء من المتظاهرين من حضور أكثر من شخصية كاللواء جميل السيد، رئيس "المؤتمر الشعبي اللبناني" كمال شاتيلا، والعميد مصطفى حمدان.
بعد الساعة الثالثة اختلفت الشخصيات وتبدل المشهد، انسحبت حملات المجتمع المدني والأحزاب، وسيطر "الزعران" على الساحة وتغيرت الشعارات من "لا للضرائب" إلى "الشعب يريد إسقاط النظام". لكن ناشطين من الحراك أصروا على البقاء لمواجهة هؤلاء ومنعهم من تشويه المبادرة السلمية، كما أن القوى الأمنية استطاعت أن تحبط مخططاتهم.


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم