الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

يطعمونكم الإبر؟

راجح الخوري
A+ A-

تجاوزت الوقاحة كل الحدود. لم يعد في لبنان دولة، فيه مغارة علي بابا، وللتوضيح، المواطنون هم علي بابا أما أسياد المغارة فهم معظم الذين نعطيهم حق تمثيلنا والقرار، ونتركهم يتقاسمون جبنة البلاد وقد شكّلوا شركة مغفلة [ش. م. م] لنهب المال العام، والناس أعجز من ان تغيّر شيئاً!
منذ خمسة أعوام والجدل يدور حول سلسلة الرتب والرواتب، والسلسلة حق للموظفين، لكن السلطة السياسية حرصت دائماً على جعل موضوع السلسلة عملية خديعة، بمعنى انها تريد ان يأخذ الموظفون باليمنى ما يخسرونه باليسرى عبر الضرائب، فيصبحون كمن يلحس المبرد، لأن شركة السرقة والفساد تمتص دم الدولة المسخرة من زمان، وهذا الأمر المعيب يحتاج ربما الى شرح معيب، لهذا لا أتردد في القول إن معظم السياسيين يريدون ان تكون السلسلة عملية أكل للإبر، ولكم ايها الموظفون بعد الأكل الوجع وصريف الأسنان وغير الأسنان... سيطعمونكم إبرة، مفهوم؟
مسخرة المساخر ان يتبارى معظم السياسيين والنواب في سياق بحثهم العقيم عن أبواب لتمويل السلسلة، في الحديث عن الهدر الذي لو تمت معالجته لأمكن تمويل خمس سلاسل دونما حاجة الى الضرائب المقترحة، تنزل في رقاب الناس كما تنزل الإبر في بلاعيمهم.
لا من يستحي ولا من يحس، يتبارون في تعداد أبواب الهدر والسرقات وهي بمليارات الدولارات ثم يناقشون بعضهم بعضاً مثلاً فرض ضريبة على فلس الأرملة وفائدة وديعة الأرملة، وعلى "TVA" التي تشمل كل شيء، حتى الهواء الذي تتنفسونه!
ان مسخرة المساخر الفعلية ليست في معظم السياسيين ولا في القطط السمينة، التي تأكل جبنة البلاد والعباد، المسخرة فيكم أنتم ايها الناس، أو بالأحرى أيتها الشعوب اللبنانية المنقسمة، وأيتها القبائل المتصارعة تارة باسم السماء وتارة على نية السياسة، الى درجة انكم بتّم شركاء السياسيين في ثقافة "البلد الغارق" ننهب منه ما تيسر قبل ان يصل الى القعر.
مسخرة المساخر ان نتلافى فرض الضريبة هنا أو هناك خوفاً من خطوط التهريب تغرق البلد، إذاً أحرقوه إن لم تكونوا قادرين على منع التهريب اليه، كل هذا الصراخ حول المرفأ والمطار وتهرّب الحيتان الكبيرة من دفع الضرائب التي تموّل سلاسل عدة، ثم نبتلع العنتريات ولا نتورع عن دفع الناس الى لحس المبرد، وليس هناك من يلتفت الى مليارات السرقة في المرفأ والمطار وتهرّب الحيتان من الضرائب الكبيرة، لأن معظمهم في مجلس إدارة الشركة القابضة على لقمة الناس، يأكلون البلد ويريدون إطعام الناس من دم الناس، ربما لأن اللبنانيين كقبائل متصارعة لا يعرفون كيف يجعلون السلسلة حبالاً للرقاب!


[email protected] - Twitter:@khouryrajeh

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم