الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

عبدالله يصون مؤسسة القمة

راجح الخوري
A+ A-

تعقد القمة العربية الثامنة والعشرون في عمان نهاية هذا الشهر، في مرحلة شديدة السوء، ذلك ان العالم العربي واقع في قبضة سلسلة من المشاكل والاضطرابات، تستولد طوفاناً من الانقسامات والخلافات وتجعل المنطقة مسرحاً لصراعات عاصفة على المستويين الاقليمي والدولي.


على أساس كل هذا، يتمثل الانجاز الأهم في عقد القمة وعدم انقطاع دوريتها على ما حصل سابقاً، والفضل الأساسي في هذا يعود الى الملك عبدالله الثاني، الذي انبرى لاستضافة القمة التي كان يفترض ان تعقد في اليمن لكن الظروف هناك تحول دون ذلك.
لم يكن خافياً على العاهل الأردني ان القمة الأخيرة التي عقدت في موريتانيا حضرها فقط سبعة من رؤساء الدول العربية، طبعاً بسبب الخلافات الملتهبة بين عدد من العواصم العربية، ولن يكون مفاجئاً لو تكرر هذا السيناريو، ربما لأن الصراعات تتوسع داخل البيت العربي. لكن عبدالله الذي ينسج شبكة واسعة من العلاقات الدافئة مع معظم الزعماء العرب، يبدو الوحيد القادر على استضافة هذه الفاعلية الضرورية، التي وإن كانت لن تقدم او تؤخر كثيراً في الواقع العربي المؤسف، إلا انها ستحفظ مؤسسة القمة في دوريتها على الأقل، التي ستبقى رهاناً لإصلاح ذات البين يوماً بين الأشقاء العرب!
ليس هناك من يملك أي اوهام حيال هذه القمة، التي تأتي تماماً على عكس القمة الناجحة جداً التي استضافها الأردن عام ١٩٨٧ وحملت يومها اسم " قمة الوفاق والإتفاق"، لكن العاهل الأردني مُحق تماماً في حرصه على عقد القمة، التي ستغرق في ركام كبير من الملفات الملتهبة، وفي مقدمها الحرب الدائرة ضد "داعش" من الموصل الى الرقة، والتي تحوّلت حلبة لصراع النفوذ تنغمس فيه ايران وتركيا واسرائيل، وكذلك روسيا وأميركا، التي بدأت تعود الى الميدان مع وصول دونالد ترامب الى البيت الأبيض حيث يزداد عدد القوات الأميركية التي تنزل في منبج والرقة اضافة الى الموصل.
يصادف عقد القمة بداية السنة السابعة للحرب الكارثية في سوريا، التي دفعت مئات آلاف اللاجئين الى الأردن ولبنان وتركيا، في حين تستمر مسخرة ستافان دو ميستورا المتنقلة بين أستانا وجنيف، كما تصادف استمرار إيران في النفخ في نيران اليمن وقت تتحدث عن سيطرتها على اربع عواصم عربية وهو ما يرفع التحدي الى أقصاه أمام القمة.
وفي حين يستمر النزف في ليبيا وسيناء، تبرز تحركات أميركية جديدة على خط القضية الفلسطينية التي طالما شكّلت محور القمم العربية، حيث يرتفع مستوى التحدي الآن مع ترداد الحديث عن إسقاط نظرية الدولتين، وهو ما يطرح على الزعماء الذين سيجتمعون في عمان، مجموعة من الملفات الساخنة التي تحتاج الى تفاهم عميق ليس متوافراً بالضرورة!


[email protected] - Twitter:@khouryrajeh

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم