الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"وليّ وليّ العهد" مهندس العلاقة مع أميركا؟

سركيس نعوم
سركيس نعوم
"وليّ وليّ العهد" مهندس العلاقة مع أميركا؟
"وليّ وليّ العهد" مهندس العلاقة مع أميركا؟
A+ A-


غادر وليّ وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الى الولايات المتحدة قبل يومين. لكن زيارته الرسمية لها بدأت أمس الثلثاء. ويبدو استناداً الى معلومات مصادر واسعة الاطلاع في واشنطن أنه مفوَّض وبصلاحية مطلقة من الملك والده إعادة تشكيل العلاقة بين بلاده وأميركا. ومن أجل ذلك سيلتقي وزير الدفاع جيمس ماتيس وربما يجتمع مع رئيس "المخابرات المركزية" مايك بومبيو وكبار قادة المجتمع الاستخباري. علماً أن المسؤول السعودي عن مكافحة الإرهاب وعن البحث في ذلك مع الأميركيين وغيرهم كان الأمير محمد بن نايف قبل أن يصبح ولياً للعهد. وكان لقبه في حينه "السعودي المفضّل عند واشنطن". وهو لن يلتقي وزير الخارجية ركس تيلرسون لأنه يقوم حالياً بجولة آسيوية.
ويوحي ذلك بتقلّص ما لدور الخارجية، إلا أن المحادثات الأكثر أهمية هي التي سيجريها مع الخبير الاستراتيجي الأول في البيت الأبيض ستيفن بانون، والمستشار الأرفع للرئيس ترامب جاريد كوشنر ثم مع الرئيس نفسه. وستتفاجأ المصادر الواسعة الاطلاع نفسها اذا أحجم الرئيس عن ذكر أفكاره عن خطة للتوصل الى "صفقة كبيرة جداً" في عملية السلام الشرق الأوسطية تشمل دولاً عدة، وكان أشار إليها في مؤتمره الصحافي مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو. ما هي الموضوعات والقضايا التي سيبحث فيها المسؤول السعودي الكبير مع الإدارة الأميركية؟
الموضوع الأكثر أهمية الآن سعودياً هو استمرار إخفاق التحالف العسكري الذي تقوده المملكة للقضاء على تمرّد الحوثيين وعلي عبدالله صالح في اليمن وإعادة حكامه الشرعيين الى البلاد والسلطة في آن. وهو أيضاً الملاذات الآمنة التي سمح الاخفاق المذكور لتنظيم "القاعدة" الارهابي بإقامتها. علماً أن واشنطن أعطت إشارة ايجابية للرياض الاسبوع الماضي بموافقة وزارة الخارجية على معاودة تزويد القوات السعودية بمعدات وذخائر موجّهة. لكن التنفيذ ينتظر موافقة البيت الأبيض.
أما من وجهة النظر الأميركية فإن الاجتماعات مع الأمير محمد بن سلمان تقدّم فرصة للتوصل الى فهم أوضح للاستراتيجيا السعودية في حربها الحالية. اذ سواء رافقت الحرب الجوية في اليمن عمليات عسكرية بريّة أم لا، وسواء غيّر ذلك من الواقع على الأرض فمن الثابت أن استعادة "الشرعية اليمنية" و"التحالف السعودي" العاصمة صنعاء والمناطق الأخرى، سيكون مستحيلاً من دون عنف كارثي وعذاب إنساني كبير. وربما يوجّه البيت الأبيض الى وليّ وليّ العهد أسئلة عن طريقة معاودة مفاوضات ذات معنى.
وفي "الحرب" السعودية – الايرانية سيسعى الأمير محمد الى معرفة حدود مقاربة إدارة ترامب لافتعال إيران الأزمات، ليس في اليمن فحسب بل في الشرق الأوسط كله. كما سيحاول معرفة مدى قبولها اشتراك قوات سعودية بريّة مع القوات الخاصة الأميركية لوقف تقدم قوات الأسد وحلفائه الايرانيين.
ولا تشك المصادر نفسها في أن تتطرق المحادثات الى موضوع النفط في ضوء الانخفاض الكبير لأسعاره الذي يؤذي المملكة كثيراً، خصوصاً أنها على أعتاب تنفيذ عملية إصلاحية واسعة (اقتصادية) ترمي الى تنويع الاقتصاد وعدم الاكتفاء بالاعتماد على المدخول النفطي. علماً أنه يفيد الولايات المتحدة.
أما الموضوع الأخير الذي تعتقد أن المباحثات ستتطرق إليه فهو حرص المملكة على إقفال ملف إرهاب 11 أيلول 2001 في صورة نهائية. إذ رغم تبرئة السلطات الأميركية وبعد تحقيقات معمّقة وطويلة الدولة السعودية من المسؤولية عن ذلك الإرهاب، أقدم الكونغرس السنة الماضية على الموافقة على قانون "جاستا" (العدالة ضد رعاة الإرهاب) الذي يهدد الموجودات الرسمية السعودية في أميركا، إذا نجحت محاولات إظهارها مذنبة في عملية أيلول المذكورة أو متساهلة أو مهملة. وهذا أمر يبحث فيه في استمرار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع المسؤولين في واشنطن. لكنه أخفق حتى الآن في إبطال القانون أو تعديله.
كيف يرى الأميركيون ما يتردد عن صراع أو تنافس على السلطة السعودية بين وليّ العهد محمد بن نايف ووليّ الوليّ محمد بن سلمان؟
تجيب المصادر نفسها أن الصلاحيات المطلقة للثاني المعطاة من الملك توحي مع زيارته الحالية لأميركا أنه يلتفّ على ابن عمه وربما يخرجه من موقعه. لكن معلوماتها تشير الى أن أميركا قد لا تسمح بذلك الآن على الأقل. وهي قد تكون نصحت قبل ترامب، ولي العهد الذي كان يلوّح بالتخلي، بالبقاء لحاجة بلاده الى عقله وخبرته في مقابل حماسة الشباب عند ابن عمه.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم