الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

براءة اختراع بيئية لبنانية أولى في العالم... للحفاظ على التنوع البيولوجي النباتي!

المصدر: "النهار"
سلوى أبو شقرا
براءة اختراع بيئية لبنانية أولى في العالم... للحفاظ على التنوع البيولوجي النباتي!
براءة اختراع بيئية لبنانية أولى في العالم... للحفاظ على التنوع البيولوجي النباتي!
A+ A-

مشهد تكدس النفايات بالأطنان في شوارع بيروت وقرى لبنان، وقتل طيور النورس خوفاً على سلامة الطيران المدني، أخبارٌ تصَّدرت النشرات وباتت على كل شفةٍ ولسان، في وقتٍ تقدَّر الأضرار البيئية على اختلاف أنواعها بملايين الدولارات سنوياً من بينها الحرائق وتلوث الهواء والبحر والمياه الجوفية، والمقالع والكسارات والمرامل، وقطع الأشجار الجائر للتدفئة واكتساح المساحات العمرانية الأراضي الخضراء وما يتبع ذلك من تهديد للقطاع الزراعي والحيواني والثروة السمكية. وبين كل هذه السوداوية بقعةُ ضوءٍ تلوح في الأفق مع السعي الحثيث للمنظمات البيئية للتوعية حول التهديدات والمخاطر عبر خطوات تنمو شيئاً فشيئاً.



 


حديقة بيئية متنقلة
في خطوة رائدة أطلقت منظمة اليد الخضراء (Green hand) حديقة نباتات متحركة في مسعىً منها إلى تعميم المعلومات حول النباتات وقيمتها الاقتصادية والثقافية والبيولوجية. يخبرُ رئيس المنظمة زاهر رضوان في حديث لـ"النهار" بأنَّ "الهدف من تأسيس حديقة نباتية متنقلة (mobile botanical garden) يكمن في توعية المجتمع حول أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي النباتي. المنظمة أنشئت منذ عام 1999، وبمرور الوقت تبيَّن أنَّ ثمة غياباً للاهتمام بالنباتات البرية اللبنانية نظراً للأوضاع في البلد التي أعاقت خطوات كهذه. لذا، قررنا الانطلاق بفكرة هذه الحديقة المتنقلة لتوجيه أطفال المدارس وتوعيتهم. وتطورت لنجد أنها غير موجودة على صعيد العالم، فحصلنا على براءة اختراع لها في لبنان والعالم. وهي مسعىً أولي لمشروع وطني لا يزال رائداً، نحن أطلقنا الحديقة المتحركة بطريقة مبدئية وسيتم إطلاقها رسمياً في شهر أيار ضمن أسبوع التنوع البيولوجي". وتابع: "سنجول على مدارس لبنان كافةً ضمن مخطط خاص لزيادة تفاعلية الأطفال مع النباتات بحسب الفئات العمرية. ولكنْ هناك عوامل تقنية خاصة بكل نبتة سنحاول الانتباه إليها أثناء نقلها من مكانٍ لآخر وملاحظة احتمال حصول أي تغيرات نظراً لتبدل الطقس ونقلها من مكان إلى آخر، ومعرفة ما إذا كان ذلك يؤثر فيها. هذه الخطوة هي بالتعاون مع الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة ودعم من مؤسسة "مافا" (Mava) وبلدية عاليه، وبالشراكة مع محمية أرز الشوف الطبيعية ووزارة البيئة. وعلى المدى البعيد تهدف إلى التوعية على أهمية النباتات وجمالها وتنوعها وكيفية الاستفادة من منتوجات هذه النباتات التي تُعتبر قيمة اقتصادية".



 


سوسنة صوفر
والأهداف البيئية غير محصورة، ففي خطوةً ثانية سلطت منظمة "اليد الخضراء" الضوء على ما يُعرف بـ "سوسنة صوفر" على اعتبار أنها زهرة مهددة بالانقراض وباتت شبه مفقودة وتحمل اسم قرية صوفر، وهي منتشرة بين صوفر وإهمج. ويلفت رضوان في هذا الإطار إلى أنَّنا "سنُعيد إحياءها بمشروع تفاعلي مع البلدية والمجتمع والجامعات والمختصين، وسنُعيد زرعها وحمايتها في الموقع البيئي الموجودة فيه ومراقبتها لتطويرها. وسيتمُّ إنشاء ساحة خاصة في القرية كتكريم رمزي لهذه السوسنة وسيتغير شعار البلدية الحالي ليحمل رمز السوسنة، وتأتي هذه الخطوة بالتعاون مع مؤسسة "فورد" لمنح البيئة والاتحاد الدولية لحماية الطبيعة IUCN والجامعة اليسوعية - قسم العلوم الطبيعية". 


المشاكل البيئية تعني كل مواطن لبناني، في مختلف وجوه حياته اليومية، وحتى لقمة عيشه. وعلى الرغم من الوضع المأسوي الذي تعانيه البيئة في لبنان، لا تزال تُعتبر هذه القضية من القضايا الهامشية، ولا تحظى بالاهتمام الرسمي الكافي.


[email protected] 
Twitter: @Salwabouchacra

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم