الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الشباب العربي من أكاديمية إلى دور تنافسي

أحمد محيي الدين
الشباب العربي من أكاديمية إلى دور تنافسي
الشباب العربي من أكاديمية إلى دور تنافسي
A+ A-

صعد الشباب العربي الى مصاف نوادي الدرجة الأولى لكرة القدم اللبنانية، وهو ناد حديث التأسيس، ووفق منطق أكاديمي رياضي، خرّج الكثير من اللاعبين وبدأ بحصد بطولات الفئات العمرية منذ 2008، إلا أن الإدارة الجديدة للفريق التي انتخبت عام 2014 برئاسة الدكتور غازي الشعار، رئيس بلدية عيناب في قضاء عاليه، رأت فيه استثماراً رياضياً ناجحاً وعملت على صقل مواهب الشبان والانطلاق به نحو دوري الأضواء.


والشعار حاصل على دكتوراه في البيولوجيا من الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب، إلا أنه كان مواظباً على ممارسة الرياضة ولا سيما كرة القدم والكرة الطائرة، وتأتي خطوة العمل الرياضي من ضمن عمله البلدي والإنمائي، إذ يعتبر أن أساس المجتمع في شبابه والذين يجب إبعادهم عن مخاطر العادات السيئة التي تهدد المجتمع اللبناني.
وخلال زيارته مكاتب "النهار" حدد الشعار أهداف ناديه في الموسم المقبل لأن الصعود تحقق وبات من الذكريات الجميلة، وقال: "الاستعداد للموسم المقبل بدأ منذ لحظة صعودنا، وأولى الخطوات تجديد الثقة بالجهاز الفني بقيادة المدرب جلال رضوان ومساعديه ربيع ابو فخر والسوري فراس الروبى، وسيكون العمل على درس إمكانات الفريق ومعرفة نواقصه للعمل على تلافيها، وبالتالي ثمة مخطط لتأهيل فريق قوي قادر على أن يثبت مكانه في الأضواء والوصول الى مركز متقدم".
وأشار الشعار الى البدء بتدعيم الفريق عبر البحث عن أجانب مميزين يكونون عنصر مساعد للفريق لا عالة عليه، وأضاف: "نطمح الى التعاقد مع لاعبين مميزين محلياً وأجنبياً حيث يمكن توجه الإدارة الى صربيا أو البرازيل لاستقدام لاعبين".
ولعب النادي "الأخضر" دور الرافد الأساسي للنوادي ولا سيما البيروتية بأهم المواهب الشابة في السنوات الماضية، فكان أشبه بسوق لاعبين لأبرز عمالقة اللعبة الشعبية، خصوصاً النجمة والصفاء، إلا أن الموسمين الأخيرين أظهرا نية واضحة لأداء دور رئيسي في اللعبة بعدما كان أشبه بالاكاديمية، ورحب الشعار بعودة أي لاعب تخرج من النادي، معلناً الانفتاح على الجميع.
وبدأت فكرة الشباب العربي بمبادرة من رئيسه الأسبق عبد الرحمن النقري، وهو مدير شركة تعنى بالتسويق الرياضي، لدعم فكرة صديقيه المدربين جهاد محجوب وناصر بختي، اللذين كانا يشاركان في مهرجانات رياضية خاصة للنشء، وكان النقري داعماً لهذه المهرجانات المتنوعة في الألعاب الرياضية، وجرّاء هذه المشاركة ومراقبة الأطفال وانتقاء الموهوبين تكوّنت نواة لاعبين صغار السن ومميزين وتطورت الى أن بات كيانها نادي الشباب العربي الذي سمي على اسم ناد اماراتي الذي للنادي اتفاق توأمة معه يجري العمل على تفعيلها، وأكد الشعار ان لا خلفية سياسية أو طائفية أو مناطقية للفريق، إذ قام على أسس سليمة، وشعبيته الحالية يستمدها من الأهالي وعائلات لاعبيه وبعض المحبين، بعيداً عن تشنجات الشارع والمجتمع. وكشف أن مصادر التمويل هي من الأصدقاء والمحبين وزملاء سابقين ورجال أعمال يدعمون القطاع الرياضي من دون أي مقابل.
وأشار الشعار الى أن الهدف في الموسم المقبل إيصال الفريق الى مركز متقدم ورفع المستوى الفني لبقية الفرق وتحفيزها على تحسين مستوى اللعبة الشعبية.


أجواء اللعبة مؤسفة
وبالرغم من ابتعاده عن أجواء كرة القدم المشحونة، أقر الشعار بوجود أزمة في اللعبة في التحكيم على نحو أساسي وشغب الجماهير وأزمة ملاعب، وقال: "لدينا توجه للحفاظ على انضباط أعضاء فريقنا والإدارة والأجهزة في النادي مع التحلي بالروح الرياضية العالية انطلاقاً من مقولة ان الرياضة تجمع، ولهذا ينبغي الحفاظ على أدبيات اللعبة، ويؤسفنا ان نرى الاشكالات المتعددة والتي تخرج عن اطارها. هذه المشاكل لها أسبابها، وهنا يجب رفع مستوى التحكيم وحماية الحكام ورفع بدلهم المادي وفرض عقوبات كبيرة مع غرامات على المخطئين منهم، إضافة الى أنه يجب العمل على ضبط الجماهير، وهنا دور الاندية وروابط جماهيرها لأن المدرجات ليست مكاناً لتنفيس الاحتقان غير الرياضي، ويا للأسف بات لا أحد يتقبل الخسارة مثلما يتقبل الفوز، وهذا أمر خارج عن الروح الرياضية". وطالب الشعار بتطوير مستوى الحكام عبر صقلهم في دورات دائمة أو الاستعانة بأجانب لمدة محدودة ريثما ينتج الاتحاد جيلاً واعداً من الحكام، وأضاف: "يا للأسف، كثرت الأخطاء في المواسم الأخيرة وفقدت النوادي الثقة بالحكام، وبالتالي باتوا الشماعة لأي شيء يحدث في المباريات". وأشار الى انه لم يكن يعلم عن امور التلاعب والمراهنات إلا أخيراً، مبدياً دعمه لتوجه الاتحاد باللجوء الى القضاء وكذلك في مسألة الانفلات الجماهيري.


مشروع الصغار
وأكد الشعار أن ناديه سيتابع في مشروع الفئات العمرية حيث ينوي الفريق المشاركة بفئات الناشئين والأشبال والشباب في الموسم المقبل، وجرى تحضير القاعدة الجيدة والصلبة لهذه المشاركة، وذلك بالتعاون مع أكاديمية ASA الذي يديرها المدرب رائد الصديق حيث أثمر التعاون معه الصعود الى دوري الأضواء، وأهم اللاعبين كانوا علي عاصي (18 سنة) وكريم برو (19 سنة) ورامي جراح (18 سنة) وسمير غندور (18 سنة) ومحمد سليمان ووائل ضو والحارس عمر ادلبي والذين سيكون لهم الشأن الكبير مع المنتخبات الوطنية مستقبلاً.


مشروع ملعب
ويرى الشعار انه من الضروري العمل على نحو مؤسساتي لتأمين الاستمرارية للنادي، ولهذا يضع النادي نصب عينيه مستقبلاً بناء منشأة له عبارة عن ملعب ومرافقه، وقد أشار الى وجود قطعة أرض بين قريتي عيناب وبشامون ترتفع حوالى 400 متر عن سطح البحر، إنما هذا المشروع سيكون في الخطوات التالية. وأضاف: "هذا يندرج ضمن مشروع النادي الطويل الأمد أنما نسير به خطوة خطوة".
ودعا الشعار الى تكاتف الأندية وعائلة كرة القدم مع الاتحاد لرفع المستوى والاهتمام بالناشئة في اللعبة وأجهزتها ومرافقها، ووجّه دعوة الى الجمهور للتحلي بالروح الرياضية "لأن الربح والخسارة هما أساس الرياضة ومنافساتها".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم