الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

عون يُسقط "الستّين" بالضربة الثانية القاضية

هدى شديد
عون يُسقط "الستّين" بالضربة الثانية القاضية
عون يُسقط "الستّين" بالضربة الثانية القاضية
A+ A-

عشية المهلة الثانية المتعلقة بقانون الستين، تأكيد في بعبدا أن رئيس الجمهورية ميشال عون ليس معنيا بهذه المهلة كما لم يكن معنيا بالمهلة الأولى، فهو لن يدعو الهيئات الناخبة إذا لم يكن هناك قانون جديد للانتخاب.


وبحسب زوار بعبدا هناك أفكار تتعلق بقانون جديد للانتخاب، منها الطرح الذي قدمه رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل، فليطوّروه او يقدموا ملاحظاتهم عليه. اما اذا لم يعجبهم هذا الطرح وكانت لديهم افكار اخرى فليقدموها، لكن استمرار التعامل بسلبية مع الامور لا يجوز. إما أن تكون هناك ارادة للاتفاق وإما للااتفاق، ورئيس الجمهورية متمسك بإرادة الاتفاق.
ويجزم زوار بعبدا بأن عون وعد بقانون انتخاب جديد ولن يتراجع، ولذلك لن تكون انتخابات من دون قانون جديد، وهناك تفاهم حول هذا الموقف، ورئيس الحكومة سعد الحريري يعبر عن الموقف نفسه، وكذلك نوابه بضرورة اجراء الانتخابات على قانون جديد.
وعن مدى رضى رئيس الجمهورية عن الطرح الذي قدمه باسيل، ينقل الزوار عنه انه طرح مقدم من طرف فاعل على الساحة الداخلية وجدير بحثه بهدف الاتفاق.
ويبدو واضحا أن المادة الأساسية الثانية التي تتقدم على طاولة مجلس الوزراء بعد انتهائه من إقرار مشروع الموازنة العامة ستكون قانون الانتخاب.
ويقول رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان القانون هو من عمل الحكومة، وهذا ما التزمه أيضا رئيس الحكومة. وفي هذه الحالة الآلية معروفة، إما استرداد الحكومة مشروع القانون السابق المقدم من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، فتعدّله، او تضع مشروع قانون آخر، والمهم في الحالتين الاتفاق.
لا تتوقف بعبدا عند الاعتراضات او الانتقادات التي تنقل عن زعيم المختارة في موضوع قانون الانتخاب وغيره، ولا ترى ان الزيارات الشعبية التي قام بها كلّ من الوزير طلال ارسلان او الوزير السابق وئام وهاب تشكل استفزازا لأحد، لأن أبواب القصر الجمهوري مفتوحة امام الجميع كما امام النائب وليد جنبلاط. ويضيف زوار بعبدا فليقل لنا النائب جنبلاط متى انتقده الرئيس عون أو عبّر عن موقف سلبي بحقه، بل في الواقع العكس هو الصحيح. رئيس الجمهورية لا يتعاطى انطلاقا من أحكام مسبقة ولا من نيات، بل من وقائع ومواقف.
وهل نحن ذاهبون حتما الى تمديد عنوانه تقني فيما هو في الواقع عكس ذلك، ينقل زوار بعبدا عن رئيس الجمهورية أنه إذا اقتضت الضرورة والمصلحة الوطنية وتطبيق قانون انتخاب جديد فهو لن يقف حجر عثرة أمام إرادة مجلس النواب اعتماد تمديد تقني محدود جدا في الزمن ومبرر بنص القانون الجديد بهدف الإعداد والتأهيل عليه، وليتمكن الفريق البشري الذي سيتولى الإشراف على الانتخابات من تطبيقه.
أما مدة هذا التمديد فلا يجوز في أي شكل أن تتجاوز الستة اشهر او ان توحي بأن ثمة قرارا مقنعا ببقاء المجلس الحالي سنة إضافية.
في هذا الوقت، تتواصل التحضيرات لمشاركة لبنان في القمة العربية في 28 آذار الحالي و29 منه بوفد يرأسه رئيس الجمهورية ويرافقه فيه رئيس الحكومة في اطلالة رئاسية افتقدها العرب والعالم نحو ثلاث سنوات، كان لبنان فيها في موقع الضعف نتيجة الشغور على صعيد المؤسسات الدستورية. ومن المقرر أن يلقي الرئيس عون في لقاء القمة في 29 من الجاري كلمة لبنان التي تكتسب أهمية بتوقيتها ومضمونها. ولا يخفي زوار بعبدا في هذا الإطار كمية الضغط السلبي التي تمارس من داخل لبنان وخارجه، ويُخشى أن تنعكس بإزالة البند المتعلق بالتضامن مع لبنان الذي يتمسك ببقائه بندا ثابتا في جدول الاعمال وبيان القمة، كما كان دائما، رغم ان مفاعيله معنوية فقط وليست مادية.
وفيما علم أن على طاولة رئيس الجمهورية دعوات لزيارات رسمية من كل من الكويت والعراق وايران، فهو يغادر غدا الى الفاتيكان في زيارة رسمية يرافقه فيها وزير الخارجية جبران باسيل، على أن يستقبل البابا فرنسيس بعد الخلوة مع الرئيس أفراد عائلته لمنحهم بركته الرسولية وفق التقليد. ويلتقي عون البابا العاشرة قبل ظهر الخميس، انطلاقا من واجب تجاه الكرسي الرسولي، لما له من دور في مساعدة لبنان وإحاطته بكثير من المحبة، ولا سيما في كل ما يصدر عنه من مواقف تعكس راحة في لبنان والعالم. وعُلم أن رئيس الجمهورية سيشرح خلال اللقاء موقف لبنان من قضايا عديدة، وخصوصا الارهاب ودور المسيحيين المشرقيين وتميز لبنان كبلد ملتقى في الظرف الراهن، كما سيتمنى عليه خطوات معينة للحفاظ على المسيحيين المشرقيين وتجذيرهم في أرضهم، ويعقب ذلك لقاء مع الكاردينال بيترو بارولين، أمين سر دولة الفاتيكان.
ومساء، تقيم له الرهبانيات اللبنانية المعتمدة في روما قداسا احتفاليا في البيت الماروني، يليه استقبال للجالية اللبنانية دعا اليه القائم بالأعمال البر سماحه، وسيكون لرئيس الجمهورية كلمة فيه.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم