الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

... وعند الحريري الخبرُ اليقينُ؟

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

لن ندخل اليوم إلى متاهات الانتخابات النيابيَّة ودهاليزها، فهي متَّجهة بقوّة إلى تأجيل لا بدَّ منه قد يُفَرمِلونه عند عتبة أيلول.


هذا من جهة ما يُقال أو لا يُقال بالنسبة إلى مشاريع القوانين المرفوضة سلفاً. أمّا عن الوضع السياسي في البلد، فقد أزاح الرئيس سعد الحريري الستارة عن اطمئنانه وتفاؤله، بعدما ألقى بفترة الصمت جانباً.
للمرّة الأولى، بعد فترة من تلافي الكلام في الأزمات المطروحة، وجدناه يُبدي ارتياحه، مؤكِّداً: "أن الأمور اللبنانيَّة تستقيم شيئاً فشيئاً". خطوة وأختها. تماماً على طريقة أكل العنب حبَّة حبَّة.
وقال للبنانيّين، بثقة تامّة، إن لا عودة إلى الانقسام الذي لا يزال يحضر مسرعاً كلَّما طرأ استحقاق، أو نَبَتت أزمة يمكن استغلالها لغايات أكثر من أن تُحصى أو تُحصر، ثم توظيفها داخليَّاً وخارجيّاً. وبأسرع من لمح البصر.
علينا الاعتراف والتذكير دائماً وأبداً بأن المشكلة اللبنانيّة، في أساسها وتفاصيلها، تكمن في الامعان بتغييب الدولة والمؤسّسات حتى الالغاء تقريباً، وعَبْر أحداث متواصلة وضاجّة كالصنوج والطبول.
لهذه الأسباب، ربّما، شاء سعد الحريري أن يبلِّغ المواطنين وسائر من يعنيهم الأمر داخليَّاً وخارجيّاً "أن حكومتنا هي حكومة استعادة الثقة بالدولة"، كما استرجاع الثقة بالنفس من غيبتها الطويلة.
واضحٌ أن رئيس الحكومة أراد في الدرجة الأولى مخاطبة المواطن اللبناني العادي والحائر بين مسلسل الفراغ والهجرة الى المجهول. لقد دهمه اليأس من الدولة، والمسؤولين عموماً، كما من الأحزاب والفئات التي لا تتورَّع عن زج الوطن الصغير في أتون مصالح الآخرين.
أجل، نَقَز لبنانيّو الداخل، كما لبنانيّو الخليج والسعوديّة، بلوغاً لبنانيّي دول الانتشار شرقاً وغرباً وجنوباً. نَقَزوا من أمرين: إشارة الرئيس ميشال عون إلى دور "حزب الله"، وخطبة السيَّد حسن نصرالله ضد السعوديّة.
لقد هبَّت دول الغرب من أوروبا حتى أميركا على أثر هذين الحدثين، وأوفدت مندوبين إلى بيروت للإحاطة بالأسباب والدوافع والأهداف. وخصوصاً ما يتّصل منها بإشارة رئيس الجمهوريَّة...
قيل الكثير في هذا المجال. وتكدَّست التحليلات والتفسيرات من كل حدب وصوب. إلّا أن ما حصل قد حصل. علينا الآن السعي إلى إصلاح ما أُفسد، والعمل بجدّية وإخلاص لجلاء "الغيمة المفاجئة" التي خيّمت فوق العلاقات التاريخيّة بين الرياض وبيروت.
يبدو أن لدى الرئيس الحريري ما يجعله واثقاً مطمئناً إلى أن الأمور "بدأت تستقيم". وقد بشّر اللبنانيّين بأنّهم سيشعرون بأن حال السياسة والاقتصاد بدأت تسير في "الاتجاه الصحيح".
المهم الآن، استعادة الدولة وإطلاق سراح المؤسَّسات والقوانين.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم