الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

مَعرض أول في غاليري "زمان"... وجلسات تجسّس طويلة في ساحة ساسين!

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
مَعرض أول في غاليري "زمان"... وجلسات تجسّس طويلة في ساحة ساسين!
مَعرض أول في غاليري "زمان"... وجلسات تجسّس طويلة في ساحة ساسين!
A+ A-

يختار الزاوية... "شي زاوية" في المَقهى..."شي مَقهى"، في ساحة ساسين. ويجلُسُ لساعاتٍ طويلة، يَرسُمُ روّاد المَكان. لكلّ منهم قصّته. قصّة لا يَعرفها. مع الوقت صار يَعرفهم. وفي الوقت عينه، لا يَعرفهم. حَفظ وجوهَهم. فهو يَرسمها من دون أن يتنبّهوا إليه وإلى مُمارساته الفنيّة في المقهى... "شي مَقهى" في ساحة ساسين.
قصصهم مَرسومة على وجوهِهم. بعض تعابير. وهو يختار الزاوية... "شي زاوية"، ليُراقِب جيداً. المهم أن يَعيشوا لَحظاتهم الهارِبة في المقهى بشكل طبيعيّ، وألا يرونه في ما هو مُنهَمِك بمُراقبَتِهم. هم مَصدَر إلهامه. تماماً كالقصص التي يقرأها في الكُتُب. عَشرات الكُتُب. يُحاوِل أحياناً أن يَجد القصص التي يَقرأها في وجوه الناس الذين يُراقبهم.
وإذا ما غابَ أحدهم عن المَقهى، "شي مَقهى" يَرتاده باستمرار، يقول في قرارة نفسه: "وينو؟".
في لوحاتِه، بعض رسائل، وليس بالضرورة أن تكون جميلة في فَحواها. البعض "يتّهم" أعماله بأنها حَزينة.
حَزينة؟
فليكن.
يُعلِّق قائلاً، "التَجربة السيئة، البَشعة، تُرافقنا لفترة طويلة".
يَضيف بهدوء، "ما بَعرف!".
المهم ألا يتنبّه أحد إلى "جلسات التجسّس" التي يُمارسها طقوساً تُلوّن أيامه.
والأكيد أنه في بَحث مُستَمِر.
هو في الـ23 من عمره.
اسمه سيمون مهنا.
وهو يُقدِّم حالياً مَعرضه المُنفَرِد الأول في غاليري "زمان" القائم في شارِع الحمراء... هُناك، حيث القصص "تُسيّج" الأماكن والزوايا... كل الزوايا.
عنوان المعرض المُستَمِر حتى الـ15 من الجاري؟
"مرايا".
30 لوحة تُعالج بشكل خاص موضوع "الصَرخة".
أبعادها.
قدرتها على تلخيص أحاسيس مُكتَملة في انفجارها.
انطلقَ من مَدارس عدّة، نفسيّة وفلسفيّة. "حاولتُ أن أتعامَل مع الصَرخة الداخليّة. الوجه مرآة للصرخة"!
قرأ كثيراً وتوغّل في التفاصيل، "حتى إنني غصتُ في الصَرخة النابِعة من الشعور بالسعادة. كان همّي أن أدخل في صَميم الصَرخة".
ماذا اكتَشَفَ خلال بحوثه المُكثّفة حول "الصرخة"؟
"الوجوه الضَعيفة هي أكبر إهانة تٌقدّمها الحياة للروح القويّة. نحن في صِراع واضِح بين الروح وتعابير الوجه. الروح خالدة لا تَموت، والبشريّة كلها مؤلّفة من روح واحدة. وأرى أن هذه الروح ظاهرة على شَكل لوحة في وجوه تَعبة. هي روح طاهِرة، وهي الجزء الذي لا يُمكن تلويثه في الإنسان... روح الريشة تَحلم".
تَروق الفنان الشاب المُبالَغة لإيصال الرسالة.
"هيك ستيلو!".
بداياته في الرَسم أتَت من طَريق المصادفة. وكان عليه أن ينتظر العام 2010 حتى يَمسك فُرشاة الرَسم للمرّة الأولى. ففي تلك السنة جَرَت العادة أن يوصِل شقيقته إلى مَعهد فنّي كانت تتعلّم فيه أصول الرَسم. وذات يوم قال له الأستاذ، "فوت جرِّب". ومنذ تلك الّلحظة، "بعدني عم جرِّب".
الجَلسة في المُحتَرَف الخاص الذي يَعيش فيه نزواته الفنيّة؟
طويلة.
"على سبيل المثال أمس دخلتُ المُحترف منذ ساعات بعد الظُهُر الأولى ولم أخرج منه حتى صباح اليوم".
يَصمت قليلاً قبل أن يضيف، "إذا هلَّق ما خوتنا شوي... بعدان يمكن ما نلحِّق"!
[email protected]









 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم