الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

فلسطين مصدومة... اغتالوا باسل!

سلوى أبو شقرا
فلسطين مصدومة... اغتالوا باسل!
فلسطين مصدومة... اغتالوا باسل!
A+ A-

"استشهد باسل" عبارة تداولها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، ناعينَ أحد أشهر النشطاء في الضفة الغربية خلال الاعوام الأخيرة وأوائل من تحركوا لمقاومة الاستيطان، في عملية اغتيالٍ نفذتها القوات الإسرائيلية.


من هو باسل الأعرج؟


درس ابن الـ 34 عاماً الصيدلة في جامعةٍ مصرية، ثم عاد إلى فلسطين ليقود حراكاً شبابياً ضد الاستيطان، والانقسام الداخلي، والمفاوضات مع الاحتلال. وتشير التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أنه موسوعة علمية، جغرافية، وتاريخية. تعرض باسل عام 2016 للاعتقال من قبل الأجهزة الأمنية، مع خمسة شبانٍ آخرين، بعدما اختفوا عن الأنظار لأيام. وسرَت أخبار عن أنَّ باسل ورفاقه كانوا يخططون لتنفيذ عملية كبيرة، وقد تم اعتقالهم بين قريتي عارورة ومزارع النوباني قضاء رام الله، وتعرضوا للتعذيب الجسدي، قبل أن يخوضوا إضرابًا عن الطعام، رفضًا لاعتقالهم وتعذيبهم. وبعد أشهرٍ من الاعتقال، أفرجت الأجهزة الأمنية الفلسطينية عن باسل ورفاقه، ليتم اعتقالهم باستثنائه. وأصبح بعدها مختفياً عن الأنظار ومطاردًا من جيش الاحتلال، قبل أن تتمكن قوات الاحتلال من اقتحام منزله واغتياله بعد اشتباكٍ مسلحٍ.


 


[[video source=youtube id=n2PRBQStJr4]]


 


التأويلات تفيد بالتخطيط لهجوم ضد الاحتلال!


وقعُ الخبر جاء صعبًا على أصدقائه، وكذلك على الذين عرفوه من بعد، أو سمعوا به بعد اختفائه ثم اعتقاله لدى الأجهزة الأمنية، وهو ما بدا واضحًا في التعليقات. تخبر إحدى صديقات باسل التي كانت تلتقي به في محاضرات وندوات في حديث لـ"النهار" أنَّ "الجميع مصدوم باستشهاد باسل الناشط الفكري والمثقف والذكي. من يعرف باسل يعلَم أنه يقوم بجولات ميدانية، ملمٌ بالتاريخ ويعطي محاضرات عن الانتفاضة والثورة، ومراحلها. كان ضد نهج أوسلو والسلطة، وكان يحث على الوعي السياسي والثوري تحديداً. تعرَّض للضرب مرَّة على رأسه من قوات الأمن عندما قاد مظاهرة ضد زيارة وزير الدفاع شائول موفاز لأبو مازن في المقاطعة".


وتضيف: "لم يكن أكثر من شاب مثقف، وقد زار بيروت منذ عامين، ولو كان مشبوهاً لاعتقلته قوات الاحتلال على الجسر. ولكنْ قبل نحو عام اختفى باسل مع شابين ما يقرب من 10 أيام وانشغل الناس بغيابهم. وإثر اختفائه وجدوا هويته وحاسوبه وبعض من أغراضه الشخصية مرمية في حاوية النفايات قرب منزله. بعد مدة عثرت السلطة الفلسطينية عليهم في الجبال واعتقلوه ورفاقه لمدة 6 أشهر للتحقيق معهم، خصوصاً وأنَّ التأويلات حول اختفائهم تفيد بأنهم كانوا يخططون لهجوم ضد الاحتلال. وقيل حينها إنهم تعرضوا للتعذيب فأضربوا عن الطعام احتجاجاً على اعتقالهم. بعد إطلاق سراحهم أدرك الجميع أنَّ قوات الاحتلال ستبدأ بالبحث عنهم للتحقيق معهم. وعما إذا كانوا يخططون لعملية أم لا. بعد فترة اعتقلوا الشابين اللذين كانا برفقته، من ثمَّ 3 شبان آخرين كان يتوقَّع أنهم على علاقة بهم أو بمخططهم. فيما بقيَ باسل مختفياً، وهو فقط بعد خروجه من سجن السلطة الفلسطينية سلَّم على أهله، ولم يعرف أحد شيئاً عنه لاحقاً. في الأمس، يبدو أنَّ جاسوساً في المنطقة أوشى عنه وعن مكانه فقدِمَت قوات الاحتلال التي خاضت معه اشتباكاً".


 


[[video source=youtube id=UfA8SNZq3i0]]


 


وصية باسل ورثاء الأحباء!


رثا رواد كلٍ من "فايسبوك" و"تويتر" باسل الأعرج ونشروا وصيته التي ألقيت بعد نبأ اغتياله من أمام منزله. ومما جاء فيها:


"تحية العروبة، والوطن، والتحرير.
أما بعد...
إن كنتَ تقرأ هذا فهذا يعني أني مت، وقد صعدت الروح إلى خالقها، وأدعو الله أن ألاقيه بقلبٍ سليم مقبل غير مدبر، بإخلاص بلا أية ذرة رياء. لكم من الصعب أن تكتب وصيتك، ومنذ سنين انقضت وأنا أتأمل كل وصايا الشهداء التي كتبوها، لطالما حيرتني تلك الوصايا مختصرة سريعة مختزلة فاقدة للبلاغة، ولا تشفي غليلاً في البحث عن أسئلة الشهادة. وأنا الآن أسير إلى حتفي راضياً مقتنعاً وجدت أجوبتي، يا ويلي ما أحمقني وهل هناك أبلغ أو أفصح من فعل الشهيد. وكان من المفروض أن أكتب هذا قبل شهور طويلة إلى أنَّ ما أقعدني عن هذا هو أن هذا سؤالكم أنتم الأحياء فلماذا أجيب أنا عنكم فلتبحثوا أنتم، أما نحن أهل القبور فلا نبحث إلا عن رحمة الله".



 


بدوره نعى سعيد الأعرج شقيقه عبر "فايسبوك" قائلاً: "بسم الله الرحمن الرحيم، انا لله وانا اليه راجعون. دعني لا أنعاك أخي فاليوم عشت وغداً عشت وستبقى حيا أبد الدهر. لن أبكيك ومثلك يبكي وإن لم أبكيك فمن أبكي. عشت شريفا ومت بطلاً. هكذا اخترت وقد أعطاك الله ما تمنيت اخترت ميتة تقابل ربك وقد أقمت حجتك اخترت أن تكون مقاوماً وأن تموت شهيداً مقبلاً غير مدبر مشتبكاً لا خانعاً لم تسلم لهم ومثلك لا يعرف التسليم. مفخرتي أبد الدهر عشت رافضاً مت مقاوماً مشتبكاً مرابطاً. إلى جنات الفردوس أخي تاجي ومفخرتي. هذه أمك تلك الصابرة استقبلت خبرك وهي رافعة الراس وهذا أبوك الصبور المحتسب لله يردد بالرضا عليك. مع السلامة وين رايح مع السلامة يا مسك فايح. الحمد لله رب العالمين".


 


فيما رثا أصدقاء باسل ومحبوه بعبارات تشيد بنضال هذا الشاب الثلاثيني عبر "تويتر":


- #باسل_الاعرج واجهت جيش الإحتلال وحدك فكنت المثقف والبطل، وثورة السلاح والقلم، #الثائر_باسل.


- يا شهيدًا في الفضا ما أجملك .. #باسل_الأعرج


- دماء وكتب تملأ ساحة المعركة الأخيرة، بارودة مركونة بأناقة بعدما قامت بواجبها وخذلته بعد أنْ نفدت ذخيرته، وحذاء في وجه العالم. #باسل_الأعرج


- حين رأيت الدماء تختلط مع الكتب، قفز في وجهي #الثائر_باسل. ما كان للثائر الأديب الا أن يستشهد هكذا!


- يرحل الباسل من دون ضجيج .. على مثلك تبكي العيون"


- يقول الشهيد د. فتحي الشقاقي ان المثقّف اول من يقاوم وآخر من ينكسر، فكنت أنت يا #باسل_الأعرج من تقاوم ولا تنكسر بل تنتصر بالشهادة مشتبكاً مع العدو مقبلاً غير مدبر".


 


رحل باسل وهو حتماً ليس الشهيد الأول وطبعاً لن يكون الأخير في مسيرة نضالية آمن بها، وهي "فلسطين" التي أحبَّها طيلة سنوات حياته واستشهد من أجلها. 


[email protected]


Twitter: @Salwabouchacra

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم