الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

اقتراب مراجعة القرار 1701 ودور اليونيفيل يعيد العقارب إلى مواقف عون والردود عليها

روزانا بومنصف
روزانا بومنصف
اقتراب مراجعة القرار 1701 ودور اليونيفيل يعيد العقارب إلى مواقف عون والردود عليها
اقتراب مراجعة القرار 1701 ودور اليونيفيل يعيد العقارب إلى مواقف عون والردود عليها
A+ A-

تصاعد في الايام الاخيرة اهتمام اعلامي باجتماع لمجموعة الدعم الدولية الخاصة بلبنان وسط كلام على تحذيرات للبنان في ضوء الموقف الذي اعلنه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في 12 شباط الماضي الى احدى محطات التلفزة المصرية قبيل توجهه في زيارة رسمية الى مصر من انعكاسات سلبية لما اعلنه وما اعتبر بمثابة شرعنة لسلاح "حزب الله". يومها غردت ممثلة الامين العام للامم المتحدة السيدة سيغريد كاغ عن هذا الموضوع منبهة الى ضرورة احترام القرار الدولي 1701 لكن الموضوع سحب من التداول لمعالجته مع المنظمة الدولية ومع الدول التي استفزها كلام رئيس الجمهورية بعيدا من الاعلام. وصدر لاحقا بيان لمجموعة الدعم الدولية في 22 شباط بعبارات ديبلوماسية لم تأت على ذكر الموضوع لكن عبر عن النقاط التي يهم المجموعة تأكيدها في لبنان فيما عاد الى الواجهة الكلام على ارتدادات متواصلة لكلام رئيس الجمهورية وصولا الى اعادة النظر في المساعدات للجيش اللبناني وكذلك الامر بالنسبة الى بقاء القوة الدولية في الجنوب.


مصادر ديبلوماسية معنية فوجئت بالتداول المتأخر اعلاميا لاجتماع عقدته مجموعة الدعم استنادا الى انه حصل قبل ما يزيد على الاسبوعين اي يعود الى 22 شباط حين صدر بيان المجموعة كما فوجئت بالتداول حول امكان تعديل مهمة القوة الدولية في الجنوب خصوصا لجهة سحب بعض الدول مشاركتها او اعادة النظر في عديدها. فما هو متوقع هو ان الشهر الحالي سيشهد تقديم التقرير الدوري في مجلس الامن عن تطبيق القرار 1701 كما من المرتقب ان يتلقى المجلس "المراجعة الاستراتيجية" للامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس عن القوة الدولية في الجنوب وفقا لمضمون القرار 2305 الصادر في آب من العام الماضي. لكن من غير المتوقع ان يثار موضوع اعادة النظر في عمل اليونيفيل في حال ربط البعض الموضوع بكلام رئيس الجمهورية او بتداعياته. فردود الفعل من الدول المعنية على كلام رئيس الجمهورية لم تكن ايجابية لكن هذه الدول ابلغت مواقفها هذه عبر القنوات الديبلوماسية وابتعدت عن اثارة ذلك في الاعلام الى درجة ان ديبلوماسيين ألغوا مقابلات كانت متوقعة مع بعض الصحافيين تفاديا لتضخيم الموضوع وتحميله اكثر مما يحتمل. واذ يتم التركيز في شكل اساسي على رد الفعل الاميركي في هذا الاطار باعتبار ان الولايات المتحدة يمكن ان تعتبر نفسها معنية اكثر من اي طرف استنادا الى حجم المساعدات التي تقدمها للجيش اللبناني، فان الزيارات التي قام بها سياسيون وعسكريون اميركيون الى لبنان في المدة التي تلت الموقف الذي اعلنه الرئيس عون كانت كفيلة بايصال الرسائل اللازمة المعبرة عن الموقف الاميركي ولو انها ساهمت في اعطاء الانطباع في الوقت نفسه بان ما اعلنه الرئيس عون لم تتردد اثاره سلبا الى الحد الذي تسبب بقطيعة مع الاميركيين او اقله برد سلبي منهم اقله على نحو معلن. ولا تخفي المصادر الديبلوماسية المعنية ان الجانب الذي عبر عنه الرئيس عون من سلاح الحزب ومن التقليل من قدرة الجيش على الاضطلاع بمهماته كاملة وفق ما يجب شكل جانبا مهما من التحفظات الخارجية سابقا على وصول العماد عون للرئاسة نتيجة ورقة التفاهم الموقعة بينه كرئيس سابق للتيار مع "حزب الله" ثم نتيجة تأثيره القوي المقبل في الجيش وكيفية توظيف هذا التأثير فضلا عن اليد الاساسية والطولى للحزب ومعه ايران في انتخابه رئيسا للجمهورية. هذا لا ينفي ان الاميركيين تتنازعهم في الاعوام الاخيرة اتجاهات مختلفة لجهة الاستمرار في الدعم القوي للجيش وعدم استفادة الحزب من ذلك وبين ترك لبنان وعدم تقديم اي مساعدات نتيجة النفوذ المتزايد للحزب فيه وكذلك لايران لكن كان لموضوع الارهاب الذي تزايد في الاعوام الاخيرة المساهمة الرئيسية في تجاوز بعض التحفظات لجهة دعم الجيش، ولذلك يقع على لبنان الرسمي الا يعرض الاميركيين لامتحان في هذا الاطار باعادة ايقاظ مخاوفهم او حساسيتهم تجاه هذا الامر خصوصا مع ادارة جديدة ليست مستعدة للتساهل كما ادارات سابقة. تجدر الاشارة الى انه مع التعبير من جانب الحكومة الذي استدرك هذه المسألة كما التأكيدات الرسمية لاستمرار التزام القرار 1701 فانه تم استيعابها وكذلك الامر بالتوضيحات التي قدمها لاحقا رئيس الجمهورية عبر استعادة الاستراتيجية الدفاعية الى الواجهة. لكن الرسالة الخارجية وصلت بوضوح وسيكون، لعبا بالنار من جانب لبنان، الاغراق بمزيد من المواقف المماثلة وفقا لهذه المصادر.
في المقابل تجزم هذه المصادر ان ليس من اعادة نظر في عمل اليونيفيل في الجنوب ولا كذلك بمساهمة بعض الدول في هذه القوة. اذ ان ثمة حرصا على الاستقرار اللبناني المؤمن الى حد كبير عبر وجود هدوء على الحدود بين لبنان واسرائيل ما عدا بعض الخروق التي ظلت ضمن حدود مضبوطة. وتقول المصادر المعنية ان مهمات اليونيفيل ينظر اليها من باب تأمين الاستقرار ليس في لبنان فحسب بل في المنطقة خصوصا في ظل الحرب السورية من دون اغفال واقع ان سلاح الحزب وانخراطه في الحرب السورية الى جانب النظام فضلا عن استمرار وصول الاسلحة اليه تشكل عوامل قلق مستمرة على الواقع اللبناني وهذا يؤكد استمرار الرهان على الجيش اللبناني على انه القوة الشرعية الوحيدة على الاراضي اللبنانية في الوقت الذي تشكل الاحداث الاخيرة في عين الحلوة عاملا اضافيا لتأكيد ذلك.
مصادر سياسية تخشى ان تشكل اثارة هذا الموضوع ككل من باب التجاذب الداخلي ليس الا.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم