الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

هَمَسات ورياح حوّلتها ليلى بساط \r\nكتاباً يَروي ذكريات أسفارها!

هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
هَمَسات ورياح حوّلتها ليلى بساط  \r\nكتاباً يَروي ذكريات أسفارها!
هَمَسات ورياح حوّلتها ليلى بساط \r\nكتاباً يَروي ذكريات أسفارها!
A+ A-

لطالما عَشِقَت ليلى بساط الكنوز الخفيّة التي يُهديها إياها التجوال حول العالَم. واكتَشَفَت باكراً أن إبن بَطّوطة كان على حَقّ عندما كَتَبَ، ذات يوم تاريخيّ، أن السَفَر يُحوِّل الإنسان قصّاصاً، وأن البُلدان البَعيدة سُرعان ما تَتحوّل دَفاتِر إفتراضيّة زاهية نُخصّصُها – بطَريقة أو بأخرى - ليوميّاتنا بتفاصيلها المُطرّزة بنزواتِنا.
في كِتابها Of Whispers And Winds الذي صَدَرَ قبل أيام، نَغوصُ في أسفارِها التي أخَذَتها إلى الشَرق الأقصى وجنوب شرق آسيا، لنَكتَشِفَ الطُقوس التي تُميّز كل بَلد عن غيره. ولنقرأ عشرات القصص المُتَرَبّصة خَلف التذكارات التي جمّعتها بساط عَبَر السنين، لِتَكون الشاهِدة على أيام رَحَلَت مُستأذِنة ولكنها لن تَتحوّل، وبإصرار من الكاتِبة، إلى هَمَسات زائِلة وسط الرياح... رياح التغيير، رياح النهايات المَحتومة!
كان لا بُدّ لها من أن تَجِد أفضَل الطُرُق وأكثَرها إبتكاراً كي تُحافِظ على ذكرياتٍ شاهقة من حيث قيمَتها وجمالها، فكان هذا الكتاب الذي يَحتوي على يوميّاتها وتلك التذكارات التي اختارَتها لتكون، بدورِها، الراوية الأنيقة لكل ما حَدَث ذاك النهار أو غيره خلال الأسفار.
تَقول لـ"النهار": "السَفَر بدّل الكَثير في شَخصيّتي وجَعَلني أكثر صبراً على اعتِبار أن بعض البُلدان صَعبة من حيث الرحلات الطَويلة التي قمتُ بها للوصول إليها. أسفاري المُتعددة جَعَلتني أكثر لُيونة وتَفهّماً مع الآخرين. البُلدان التي زرتها علّمتني عَشرات الدروس الحياتيّة التي احتَفَظتُ بها تماماً كإحتفاظي بالتذكارات التي لاتُعد ولا تُحصى ونراها في الكتاب، وهي مأخوذة من هذه المُنطقة أو تلك".
وكان مُهِماً بالنسبة إليها أن تَمكُث أياماً طويلة في كل بَلَد لتَفهَمه جيداً، ولِتَقف وجهاً لِوَجه مع مُختَلَف الحَضارات. وأيضاً لِتَدنو خُطوات قَليلة من تلك الطُقوس المَحليّة التي تَحتَوي حيوات كامِلة. ولِتَستَعيد الأحاديث المَسروقَة من هُنا وهُناك، والأقرَب إلى مَنارة، تُحوّلها الذكريات، روايات يَحلو إستعادَتِها نوادِر زاهية، بعد فَترة طويلة من لَحظة حُصولها.
تُعلِّق بساط قائِلة، "لم يكن مُهمّاً بالنسبة إلي أن أزور أكبَر عدد من البُلدان، بل أن أمكُث فيها طويلاً لأشعُر بالإنفتاح المحوريّ على الآخر، لأنظُر إليه نَظرة مُتفهِّمة وعَميقة. لأغوص في الثقافات والديانات، ولأعرِف مَشكلات المناطِق".
أمّا التذكارات فكانت "هَمَسات الريح توصِلُني إليها. ربما تجلّت تَجربتي بمُصادَفة إمرأة تَبيع ما حاكَتهُ من كماليّات، أو وَلَد أقنَعني بِشراء شيء منه أو رَجل مُسنّ جذبتني منتجاته. لطالما تَفاعَلتُ مع الفُنون الشَعبيّة الخاصّة بكل بَلَد. في الحقيقة أحاوِل أن أوثّق الأغراض البَسيطة خوفاً من أن تَضمَحِل خصوصيّة البُلدان بِفِعل هَيمَنَة الصِناعات الكَبيرة".
خلال أسفارها التي كانت تَقوم بها مع صَديقات أو مع أولادها، جَرَت العادة أن توثّق بساط يوميّاتها، "فأسجّل مُلاحظاتي وتحرّكاتي في كرّاس المُسافِر. إعتَدتُ أن أهتَم بهذا الكرّاس في شكل يوميّ، وإثر عودتي إلى البَلَد كنتُ مزوّدة بكل ما حَصَلتُ عليه من أوراق خلال السَفَر، أكانَت تَذاكر مُختَلفة أو أوراق او نَشرات أو فواتير. لا أتخلّى عن الأوراق والبِطاقات والتذاكِر إلا بعد تَوثيقها".
تطلّبَ العَمَل على هذا الكِتاب، "سنة ونصف السنة. عملتُ عليه بِشكل مُتواصِل. وأعتَرف بأنني، خلال هذه الفَترة شَعَرتُ بالحنين. وفي حين استَراح الكِتاب على الإيجابيّة المُطلَقة، أردته مُشرِقاً. بيد أنني، خلال العمل عليه، عشتُ ما يُشبِه الحزن على مضي الوقت. هذا الوَقت الذي يمرّ بلا استئذان. هي فَرحة إستِعادة الذكريات وأيضاً هو الإنقِباض الذي لا بدّ منه".
لتُنهي قائلة: "أسألُ نَفسي أحياناً: إن هذه التذكارات، مع مرور الزَمَن، ما هو مَصيرها؟ هل ستَبقى في حوزتي، أم أن الرياح ستستولي عليها فتَضيعُ في مَهبّها؟ ومن هُنا إصراري على توثيقِها في هذا الكِتاب".


[email protected]
Twitter: @Hanadieldiri

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم