الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

طبخة القانون أفسدت الإنطلاقة!

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

قصَّتنا قصَّة وحكايتنا جرصة. مع قانون الانتخابات النيابيَّة وملابساته التي لا تحصى، تبدأ هذه الحكاية ولا تنتهي.


الروايات المكظومة تنضحُ باحتمالات ومآرب بعيدة المدى، لجهة عدم الإتفاق على أيّة صيغة تُطرح لإنتاج قانون انتخابي "هاي لايف" يُرضي الجميع.
إذاً، كيف الخروج من هذا المأزق الجديد الذي يعيدنا إلى ما عانيناه مع الفراغ الرئاسي، وهل في الأُفق ما يشير إلى غايات أبعد من الاستحقاق النيابي، وفي الاتجاه ذاته؟
ما يحصل في الربوع الغنَّاء يذكِّرنا بمحنة تصدير الفاكهة والانتاج الزراعي بكامله من جرّاء "حفلات" الغش التي كانت الصناديق "تتولّاها": الصف الأوّل يخطف الإعجاب، أمّا الثاني وما يليه فتسودُّ الوجوه فوراً..
الحالة اللبنانية اليوم، واستناداً إلى مشكلة القانون الذي يشكِّل مبرِّراً للتأخير، لا تختلف كثيراً في عمقها وأبعادها عن العوامل التي غطَّست لبنان طوال عامين ونصف الثالث في فراغ ضجَّت من هوله الشعوب اللبنانيَّة، كما ضجَّ النزر القليل ممّن تبقّى في لائحة الأصدقاء.
ليس من الحكمة إصدار أيّ "حكم" الآن، ولا إعطاء أيّة إشارة في اتجاه النيّات المبيَّتة، في انتظار ما ستسفر عنه المساعي الحميدة، محليّاً وعربيّاً، وربما دوليّاً.
سيكون من المستغرب، بل من المُستهجن، أن يتوقَّع اللبنانيّون تدخُّل الأمم المتحدة، أو الولايات الأميركيَّة المتحدة، أو الاتحاد الأوروبي... في موضوع قانون انتخابي عادي وبسيط، ولا يجوز أن يلدَ أزمة حادّة من شأنها إذا طالت أن تهدِّد الصيغة والتركيبة وربما النظام.
لا شكّ في أنَّ البلد تنفَّس الصعداء قليلاً، بانتخاب رئيس للجمهوريَّة وتأليف حكومة من ثلاثين وزيراً، مما أفسح في المجال لرئيس الجمهوريّة ليزور عدداً من الدول العربيَّة، وفي الوقت ذاته ليستقبل زائرين كباراً من المنطقة ومن الخارج. وهذا يُسجَّل في خانة الأحداث الجيّدة والمفيدة.
إلّا أن بيت القصيد ليس هنا وفي هذه الزاوية. بل هو في استمرار العجز إزاء تفشِّي وباء الفساد من كل حدب وصوب، فضلاً عن التسيُّب والفلتان.
هنا أيضاً يطلُّ دورٌ لحكاية غرق الجميع في بحيرة قانون الانتخاب، والانعكاسات السلبيّة على الوضع اللبناني برمَّته.
لقد عادت نغمة القيل والقال. وعاد الجمود. وفَتَرَت همَّةُ الذين هيَّصوا على صعيد العالم العربي واللبنانيّين المنتشرين في هذه القارة أو تلك، قديماً وحديثاً.
في بداية المشوار وإثر انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً ضجَّت الدنيا بالحدث – المفترق، ولاحَ في الاُفق شيء من ذاك اللبنان.
إلّا أن طبخة قانون الانتخاب أفسدت كل شيء!


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم