الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"...كلّكن سوا": في الكواليس مع "الأستاذ كميل"...بديع...رودريغ...وباتريسيا!

هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
"...كلّكن سوا": في الكواليس مع "الأستاذ كميل"...بديع...رودريغ...وباتريسيا!
"...كلّكن سوا": في الكواليس مع "الأستاذ كميل"...بديع...رودريغ...وباتريسيا!
A+ A-

وَصَلَ العَشرات قبل وَقت طويل من الموعِد المُحدّد للمسرحيّة. بعضهم جَلَسَ خارِج المَسرَح الحَميم. إختاروا تَمضية الدَقائِق في تَبادُل الأحاديث الجانبيّة. النَجم بديع أبو شقرا "يُدَردِش" مع هذا وذاك. يبدو مُستَرخياً. لاحقاً عندما سيَعتَلي خَشَبة مَسرح "دوّار الشمس"، سيتحوّل طاقة "شَرِسة" وحَنونة "كلّلتها عواطِف".


البعض الآخر وَجَدَ في الرُدهة الداخليّة، مَقرّه المؤقّت.
الكثير من الأحاديث الجانبيّة.
نَظرة خاطِفة على الّلوحات الكبيرة الحَجم المُعلّقة على هذا الجُدار.
كَلِمات.
الكثير من الكَلمات الجَميلة والشاهِقة في وَصفِها لجَمال المسرحيّة، مأخوذة من مواقع التواصُل الأجتماعيّ.
وهي مُعلّقة على الّلوحات.
والكل يَقِف "بالدور" ليقرأ، "بَركة بيفهم"، "بَركة بيعرِف شو ناطرو".
كلمات.
كلمات شاهِقة.
مؤثّرة.
لاحقاً سنَفهَمها، نحن الذين اختَرنا تَمضية هذه الأمسية مع بديع أبو شقرا، رودريغ سليمان، وباتريسيا نمّور.
وسنُصفِّق مُطولاً.
و"رح نناول بعضنا مَحارِم، لنبكي عَ ذوقنا".
ها هو المخرج والكاتِب كميل سلامه يطُلّ علينا.
مسرحيّة "... كلّكن سوا" من تأليفه وإخراجه.
"ما فيني إحكي عن المسرحيّة...هلّق بتحضريها وبتشوفي لحالك".
لاحقاً سأشاهدها.
وسأضحك.
وسأبتَسم.
وسأبكي كثيراً.
نَجلُس معاً في زاوية في الطَبقة السُفليّة للمَسرَح.
كَتَبَ سلامه نصّ المسرحيّة – الحَدَث عام 2001.
"ما عندي شي تاني أعملو. لنّي موظّف ولا عندي Income. أنا أتحكَّم بالمسرح. وأتقنه أيضاً".
هنا حياتُه.
الكِتابة، الإخراج، التَمثيل...عناصِر هي في الواقِع الإنعكاس الحقيقيّ لروحه الجَميلة.
من يَعرِف جيداً كميل سلامه في الوَسط، يَخشاه. يَحترمه. يَنتَظِر "شي كلمة حلوة منّو".
هل يَكتُب لساعات طويلة؟
"عندما أشعُر بأن الإبداع توقّف، لا أتابِع الكتابة. عندما يتوقّف القلم، عندما تَرفُض الشخصيّات المضي في الكلام، عندئذِ أتوقّف عن الكتابة. لا أفرُض على الشَخصيّات أن تَظهر او أن تُكمِل حَديثها".
ما من طُقوس مُعيّنة ليَكتُب.
"لحظة، بلى، ما بعرف أكتُب بالّليل. إنتَبَهت ع هالشي. أكتبُ صباحاً. ساعتين، بعدان بِزهَق. خلال التَمارين أيضاً، لا أفرض على المُمثّل أكثر من ساعتين. فانا في المَرتَبة الأولى مُمثّل وأعرف جيداً أن التَعَب يَظهَر بعد ساعتين. إذا ارتاح المُمثّل نفسياً يُعطي أكثَر. الوقت مُقدَّس. المُمثّل يُعطي الكثير إذا شَعَرَ بالأمان، كرامَته بأمان، موهِبَته بأمان...وهوّي بين إيدين أمينة".
الكاستنغ؟
لا يَجِد ضرورة في إقامة كاستنغ رسميّ.
فهو، يَعرِف جيداً كل الأسماء في الوَسَط الفنّي. يُتابِع الأعمال. يَحضَر الإمتحانات المحوريّة في قسم التمثيل في الجامِعة اللبنانيّة.
"أكيد بحضر كل الإمتحانات".
يَبتَسِم قبل أن يُعلِّق، "لهذه المسرحيّة، إخترتُ بديع ورودريغ قبل أن أقول لأي منهما عن إسم الآخر. وبهدوء سألت كل منهما على إنفراد: من تَقتَرِح ليقف معك على الخشبة؟ بديع قال رودريغ. رودريغ قال بديع. وعندما إقتَرَحت إسم باتريسيا: شَهَقوا: أي، أي!".
سلامه يُشاهِد المسرحيّة يومياً.
في اليوم التالي، قد يكون له مُلاحَظة من هنا وأخرى من هناك لمُمثل أو آخر.
"أتحدث مع الشخص المعني على إنفِراد. جلّ ما أقوم به هو Fine Tuning لتصويب المَسار".
رودريغ سليمان يَقتَرب منّي مُبتَسماً.
إبتِسامته وَدودة.
لاحقاً، على خَشَبة المَسرَح سيَبتَسِم كثيراً أيضاً.
ستَكون الإبتِسامة مُختَلفة.
حَزينة بعض الشيء.
وستَخفي الكثير من الإنفعالات.
الكثير من الآلام.
في التحيّة الأخيرة أمام الجُمهور، ستعود إلى طَبيعتها.
إبتسامة صَغيرة تُلغي المسافات.
أجواء التمارين بالنسبة إليه؟
"أجواء عائليّة. تسلّينا كثيراً. أرادنا الأستاذ كميل أن نرتاح. عادةً أتمرّن خلال العَمل طوال 5 او 6 ساعات. ساعتان فقط. شَعرنا جميعاً برغبة مُستمرّة في العودة إلى التمارين".
التوتّر قبل إعتلاء الخَشَبة بـ "كم دقيقة"؟
"أنا بدوّر عليه. بخاف إذا ما كنت متوتَّر".
النَص؟
أرسَله إليه "الأستاذ كميل" عبر البَريد الإلكتروني.
ما ان انتهى سليمان من القراءة، كَتَبَ رسالة صغيرة إلى سلامه أرسَلَها عبر الهاتِف، "عم ببكي!".
أجابه سلامه، "خيّ!".
باتريسيا نمّور تَستَقبلني بحفاوة.
عيناها تَضحكان.
وَجهها أيضاً.
"كلّلها حياة".
لاحقاً، على خَشَبة المَسرَح، ستَذرُف الكَثير من الدُموع.
دموع صادِقة، "ما فيها تمثيل".
ستَنهَمِر الدُموع بمفردها حتى وهي تلُقي التحيّة الأخيرة على الجمهور الذي يُصفِّق وقوفاً.
عام 2001، قرأت نمّور النصّ أثر زيارة لها ولـ "عصام" عند للأستاذ كميل!
عصام؟
تُهديه أيضاً دورها.
تُهديه دُموعها الجميلة والصادِقة في المَشهَد الأخير.
عصام بريدي، الراحِل الذي نَشتاق اليه ونشتاق الى "عَجقَته"، كان معها عندما قرأت النصّ للمرّة الأولى.
العَمل مع سلامه؟
"يا ماما!"، تُجيب بحماستها المَعهودة.
لاحقاً على الخَشَبة، ستَكون أكثر إنضباطاً.
ستكظِم إنفِعالاتِها.
ولكن الدموع ستَنهَمِر بمُفرَدها.
أسلوب عَمَل كميل سلامه؟
"إذا أرادَ أن يُعطي مُلاحَظة، يَقول بهدوء: بِقدَر أعطيكي مُلاحَظة؟ وبعد شي ساعتين من التمارين بيقول: روحوا إرتاحوا!".
قِراءة النَص مُجدداً بعد كل هذه السنوات؟
"تَلمُسين من خلال القراءة النُضج في العواطِف. أثناء التمارين بكيتُ كثيراً. فَلَتِت عواطفي. كان ع بالي إهدي شغلي لعصام. طَرطَشت كتير دموع على رودريغ!".
أهلاً ببديع أبو شقرا!
إستقبال الأصدقاء القدامى.
أقولُ له بفرح: "كنت عارفة من نحنا وصغار إنك رح تنجح!".
يضحك وكأنه لا يأخذ مسألة النجوميّة بهذه الجديّة.
الشَغَف حاضر في كل جواب.
الإنفعال الصادِق أيضاً.
لاحقاً على خَشَبة المَسرَح سيكون أكثر تَعبيراً، وأكثر عصبيّةً، وأكثَر جنوناً.
خلال التحيّة الأخيرة مع المُمثلين، سيتنفَّس الصُعداء.
وكأن نَفَسه كان "مَقطوع" خلال الساعة "5 دقائق"، وهي طول المَسرحيّة.
رودريغ وباتريسيا؟
صَداقة قَديمة تَجمَعه بهما.
يُحبهما كثيراً.
"الأستاذ كميل"؟
"أنا يلّلي لمّحتلّو عن رغبتي بالشغل معو!".
"أردتُ الإختِبار. المُمثّل يَختَبر. أردتُ فعلاً أن أختَبِر نَفسي في مَسرَح كميل سلامه".
النص؟
"في الفَترة الاخيرة أميل إلى العَمَل في المَسرَح المَبني على النصّ. أريد أن أعمَل في المَسرَح الراقي. سيَشعُر الجُمهور من خلال النص في هذه المسرحيّة بأنه قَريب جداً منّا على خَشَبة المَسرَح...لدَرَجة انّو بيقدروا يلقطونا إذا مدّوا إيدن".
العَمل في الكواليس؟
"It's about Fun في الدَرَجة الأولى. إعتدتُ ماضياً التمارين التي تَستَمر 6 أو 7 او 8 ساعات. هون...غير شي. ساعتين".


لاحقاً سيعتلي أبو شقرا، سليمان، ونمور الخَشَبة، وسيَذهب الجمهور معهم في رحلة جميلة تَصل إلى ذروة الأحاسيس في المَشهَد الأخير.
وسنَشعُر جميعاً، نحن الذين إخترنا أن نمضي "ساعة و 5 دقائق" مع "هالمُبدعين"، بالنَدَم على بعض مواقِف، على بعض سوء تفاهُم بدَّل حياة بكامِلها.
وبعدها سنَبتَسم.
إبتسامة صغيرة.
تَشي بالكَثير.
وتَخفي الكَثير.
[email protected]


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم