الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

اثنين الرماد أم المسامحة؟

فرج عبجي
فرج عبجي
اثنين الرماد أم المسامحة؟
اثنين الرماد أم المسامحة؟
A+ A-

يبدأ الصوم عند المسيحيين، في يومه الأوّل برتبة الرماد في الكنيسة المارونية وفي الطقس اللاتيني، وبرتبة المسامحة في الكنيسة السريانية الأنطاكية. وتهدف هذه الرتب إلى مساعدة المؤمن على عيش مسيرة الصوم بتوبة ونقاوة وتواضع، فما هي هذه الرتب وإلامَ يرمز كلّ منها تحديداً؟


رتبة تبريك الرماد
وفي هذا الإطار شرح الأب الدكتور شارل مراد (المطران حالياً) لـ"النهار" أن رتبة تبريك الرماد ودهن الجباه به على شكل صليب، تقام كعلامة إقرار بالخطايا وفِعل تواضع وعلامة إيمان، هو إقرار بأنّنا مخلوقات ضعيفة مَجبولة مِن التراب وتعود إلى التراب، ولكننا مدعوون لنصير على صورة الله، لنتحوّل من التراب إلى النور".
وتابع :"هكذا يكون الرماد العلامة الظاهرة للتوبة والاعتراف واستمطار الرحمة الإلهيّة، وهكذا ترتسم مسيرة الصوم أمامنا من البداية مسيرة فصحٍ، نقبل فيها برجاء الدخول في صحراء الحبّ من أجل مَن أحبّنا وبذل نفسه عنّا".


رتبة المسامحة
وعن رتبة اليوم الاول في الصوم لدى الكنيسة السريانية الانطاكية، قال الأب مراد انها "تتميّز بداية الصوم الكبير برتبة خاصّة في الطقس السريانيّ الأنطاكي، وتعرف برتبة المسامحة(الشوبْقونو)، وهي رتبة توبة جماعية ومُصالحة أخويّة غايتها المصالحة مع الله".
وأوضح انه "بعد قراءة إنجيل (متى 18/ 15-35) عن المغفرة والتسامح، يتمّ تقديس زيت الزيتون استعدادًا لدهن جباه المؤمنين به بشكل صليب، ابتداءً من المترئس (القدوة بالمحبّة والتواضع) وحتّى الأصغر، بحسب دعوة المسيح في الإنجيل حيث يقول: "إذا صمت، فادهن رأسك واغسل وجهك لكي لا يظهر للناس أنّك صائم، بل لأبيك الَّذي في الخفية" (متى 6/ 17-18). وفي نهاية الرتبة، يجثو المحتفل طالبًا المسامحة من الجميع، مقيمًا من نفسه قدوةً للمؤمنين كي يحذو على مثاله، طالبين من بعضهم البعض المغفرة بقلب منسحق وتوبة صادقة".


وفي إضاءة على خريطة الطريق التي يجب ان يسلكها المؤمن ليعيش صومه بايمان ومحبة، قال الاب مراد ان "المسامحة ليست أمراً بسيطاً. ليس من السهل على الإنسان أن يسامح أخاه الإنسان، ولكن الإله الذي تجسد جعل من حياته عبرةً لنا: اضطُهِد وهو طفل، شُتِم وذُل أمام الناس وبقيَ صامتاً، تحمل أقسى الآلام، ولكنه على الصليب أعلن مغفرته للصالبين، فنالوا المغفرة".
وفي الختام، إذا كنا نشاء أن يقبل الله صومنا وصلواتنا وصدقاتنا في هذه الأيام المباركة، علينا أن نجثو بتواضع ووداعة ونطلب منه المغفرة، والمسامحة بعضنا من بعض.


[email protected]


@farajobagi


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم