الأربعاء - 17 نيسان 2024

إعلان

"أراب أيدول"، حسناً فرحنا، فماذا بعد؟

فاطمة عبدالله
"أراب أيدول"، حسناً فرحنا، فماذا بعد؟
"أراب أيدول"، حسناً فرحنا، فماذا بعد؟
A+ A-


انتهى الموسم الرابع، شكراً ودمتم بخير. فاز يعقوب شاهين وفرحت فلسطين بعد فرح العُمر بفوز محمد عساف. غرّد الجمهور، حلَّل، شغَّل التوقعات وحسم وفق خيالاته النتيجة. مرة أخرى، عشنا بهجة الفوز، صيحاته وقشعريرة القلوب المقهورة. بالله عليكم، ماذا بعد؟


عوّضت الحلقة الأخيرة من "أراب أيدول" ("أم بي سي") خفوت البرنامج ودورانه حول نفسه. موسم راهن على أمزجة اللجنة وضحكات أعضائها، كأنّه منذ فوز عساف بالموسم الثاني، بلغ الذروة واكتفى. ثلاثية المنافسة: فلسطينيان ويمني. امتهان اللعب على الأوتار الجريحة. وتفوُّق في دغدغة المشاعر. الحزن الفلسطيني والبؤس اليمني، كلاهما أمام جمهور مُنهك، يشاهد ليعوّض يوميات الضجر وضياع الوقت. رُميت كل الأوراق من أجل صوته. فولكلور و"كوفية" والزيّ اليمني والخنجر على الخصر. كلّ ذلك ليُستفزّ. ليتورّط بإرسال الرسائل، ليكثّف المحاولات ويكرّر التصويت مرة أخرى. برامج الهواة لعبٌ على العواطف. محاكاة لشعوب مفجوعة بالمآسي السياسية. هل شاهدتَ النقل المباشر من بيت لحم؟ من مجد الكروم؟ من جدّة لتعذّره من اليمن؟ غمرتهم السعادة، فكانوا جزءاً من لعبة الأطفال الجميلة. كانوا متعة النسيان أو النكران أو غضّ النظر، والرغبة في التماهي مع حال جديدة. الفرح يا أصدقاء. "أيدول" يضمن الفرح بلحظاته الصافية. فرح من دون شروط تعجيزية. يكفي فوز يعقوب لتهلل فلسطين وتقرع أجراس العودة. كلّ ذلك يُقدَّم للمُشاهد على هيئة "باكيدج". سلّة متكاملة من مشاعر متعطّشة لاستراحة محارب. انظروا إلى دمع اليمني عمّار محمد. إلى غصّة ضحايا آلام الأوطان. إننا نحتفي بالآنية. لا شيء سواها. مللنا الحديث في العمق. التفكير بمصائر قد تبدو مجهولة. بمن بلغوا المجد ثم اختفوا. ومَن ضخّمتهم اللجنة فعادوا مع انطفاء الأضواء أوهاماً مسكينة.
ماذا بعد؟ فليكن السؤال مراجعة تتخطّى السطح. نتسلّى بتصديق الأكذوبة وأهواء الحظّ. ثمة رابح وخاسرون، كبَّروا لهم الحلم فاستفاقوا على فقاعات أليمة. التلفزيون لا يأبه. همُّه اللحظة.


[email protected]
Twitter:@abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم